- «صناع البهجة» توليفة وطنية وثائقية جمعتني بشريك نجاحي رمضان خسروه
- برنامج «صناديق العمر» يصلح لأن يستمر دون توقف مادام هناك مبدعون
- التمثيل كان بالنسبة لي تجربة واكتشفت الآن أنني غير قادر على الاستمرار فيه
حوار - سماح جمال
أكد الإعلامي عبدالرحمن الديّن أن دراسته العليا ساهمت في تغير نظرته لعمله الإعلامي، وأنه بات يعامل برامجه معاملة البحث العلمي، وأكد في حواره مع «الأنباء» انه يحرص على اختيار النخبة والمبدعين في برامجه والذين يشكل تواجدهم إضافة حقيقية للبرنامج وللضيوف وأنه يرفض ان يكون هناك ترشيحات لضيوف لمجرد تعبئة هوا البرنامج وفقط، ولفت الديّن إلى أن برنامج «صناع البهجة» هو توليفة وطنية وثائقية جمعته بشريك نجاحه رمضان خسروه، وأوضح أن الفارق ليس بكبير بين الإعلامين الحكومي والخاص وأنه استمتع بكلا القطاعين مع مراعاة الحدود والسقف، وأشار إلى أن برنامج «صناديق العمر» يصلح لأن يستمر دون توقف طالما هناك مبدعون، وكشف أن التمثيل كان بالنسبة له تجربة وأنه اكتشف الآن أنه غير قادر على الاستمرار فيه، كما تطرق الدين للمزيد من المحاور وفيما يلي التفاصيل:
تجربتك الاعلامية الأحدث هي «صناع البهجة»، كيف بدأت الفكرة وشلون تقيمها بعد عرضها؟
٭ «صناع البهجة»، يندرج تحت قائمة الأعمال الوثائقية وهذه الفكرة كانت تراودني منذ فترة طويلة، وكنت أحلم بتقديم عمل وثائقي، وفي الكويت نفتقر ونفتقد لهذا النوع من الأعمال الوثائقية وكان أفضل مجال وطريقة لتقديم هذا النوع من الأعمال هو تقديم أعمال لها علاقة بوطننا الكويت أو الأعمال الوطنية، وحرصت على اختيار موضوع جميل ووجدت ضالتي في المخرج المبدع رمضان خسروه الذي اعتبره شريك النجاحات والأعمال الجميلة، وكانت في باله الأعمال الوطنية من ناحية الأغاني الوطنية، وفكرنا في مجموعة من الأفكار وقمنا بتركيبها معا إلى أن خرجنا بهذا العمل وجمعنا بين الجانب الوطني الذي يحمل الصبة الوطنية والتي تتماشى مع اتجاهه في الأعمال التي يقدمها، ومن جانبي قدمت عملا وثائقيا، وخرج العمل بصورة نرضى عنها، وأتمنى أن يثري مكتبة تلفزيون الكويت والذي أتقدم له بالشكر لاختياره للعمل ليكون ضمن خارطة الأعمال التي تعرض عليه، وكان من بين الأعمال المختارة التي قدمت في ذكرى الغزو 2 أغسطس، وحظي «صناع البهجة» بتشجيع من الوكيل المساعد للتلفزيون تركي المطيري والذي وضع ثقته فينا كشباب، وهذا شجعنا بأن يكون القادم على نفس المستوى أو أفضل، واسعدني أيضا الثناء الذي حظي به العمل من النقاد ومن الجمهور كذلك.
اختلاف شاسع
كيف تقيم تجربة التقديم بين الإعلامين الحكومي والخاص؟
٭ قد يعتقد الكثيرون أن هناك فارقا كبيرا بين الإعلامين الحكومي والخاص، ولكن من واقع تجربتي الشخصية والتي تنوعت بينهما فإن الفارق ليس بكبير بينهم، وكلاهما لديه محاذيره وسقفه، وبالتالي لا اختلاف شاسع بين الاثنين، وقد أكون محظوظا أني بدأت في كنف الإعلام الحكومي وتجربتي مع الإعلام الخاص هي تجربة جديدة، وشخصيا استمتعت بكلا القطاعين مع مراعاة الحدود والسقف والتي بالنهاية توجه إلى نفس الشريحة من المشاهدين فالجمهور واحد، وكلانا نعلم أن المحاذير التي توضع في الإعلام الحكومي ولا تشكلها الجهات المختصة فقط، بل يلعب المتلقي دورا هاما في هذه المحاذير برفضه تجاوز الحدود أو صدور عبارات أو نقاشات تتجاوز هذا النص.
برنامجك «صناديق العمر» قدمت موسمه الثاني هذا العام، فهل في موسم جديد العام القادم؟
٭ برنامج «صناديق العمر» فكرته تصلح لأن يستمر لمواسم ممتدة ودون توقف طالما هناك مبدعون في الكويت، ودول الخليج والوطن العربي فسيستمر بجهود القائمين عليه والمسؤولين على تلفزيون «الراي»، وهناك اتفاق مبدئي لاستمراره في الموسم القادم، ولكن إلى الآن لم تتضح الرؤية بشكل كامل، ونحن في مرحلة الاجتماعات معهم أنا وصديقي وزميلي وشريكي المخرج رمضان خسروه، والاتفاق المبدئي ان استمراره منطقي وهناك أسماء لمبدعين سيكونون معنا في موسم رمضان 2022 إذا تم الاتفاق مع تلفزيون «الراي».
ظهور ضيوف معاك يعرف عنهم ابتعادهم عن الاعلام يشعرك بمسؤولية أكبر؟
٭ ظهور كل الضيوف معي يشعرني بسعادة وفخر وفرح، واحرص دائما على الضيوف الذين يكونون معنا في البرنامج، وفي حال كان الضيف قليل أو نادر الظهور هنا تكون المسؤولية مضاعفة ويشعرني بالثقة الكبيرة والمسؤولية التي أعطاها لي ليظهر بالشكل والمكان المناسب وثقته بي أن يقطع اجازته عن الظهور ويكون في برنامج ومع مذيع يضمن له حوارا راقيا وغير مستفز، وشخصيا من كثرة الاهتمام بالضيف بعض أعضاء فريق العمل يدور بيننا نقاش عندما استشعر بالحرج من طرح موضوع معين قد يشعر الضيف بحرج منه أو انزعاج، وقناعتي أنه ضيفي وظهوره معي مسؤولية ولا اقبل أن يظهر بطريقة غير لائقة أو غير مناسبة وظهوره بأفضل حلة هو هدفي الدائم وهذه المسؤولية التي اشعر بها هي الضمان لهم لقبول الدعوة.
تمرد
انتقلت من الإعلام الذي يغلب عليه الترفيه والتسلية إلى البرامج الحوارية العميقة، فما كان السبب وراء تلك النقلة؟
٭ كل إنسان يمر بحياته بمراحل عمرية مختلفة وبعضها يكون محوريا، ويشعر أنه كبر على ما يقوم به، وعندما كنت مراهقا في عمر 17 عاما شعرت بالملل بل والتمرد من تقديم برامج الأطفال التي كانت تسند لي في ذلك الوقت، وبعدها انتقلت إلى البرامج الشبابية وكنت في حينها في مرحلة الجامعة، وعندما تشبعت منها انتقلت لمرحلة المنوعات التي تستهدف شريحة أكبر من المشاهدين، إلى ان وصلت لـ 28 عاما شعرت بأنها المرحلة المناسبة لتقديم شيء فيه عمق ورسالة وهدف أكبر، وهذا لا يعني أن ما قدمته من قبل لم يكن فيه ذلك بل اقصد أنني اريد التركيز أكثر في هذا الجانب، كما أن دراسة الماجستير بعد الجامعة شكلت نقلة مختلفة في طريقة تفكيري في عملية البحث والتفكير من بحث واعداد وتقديم.
مازلت متواجدا في الاذاعة من خلال برامجك، فهل تجد الاذاعة حاضرة ولها مستمعون؟
٭ لدي قناعة أنه لا يوجد وسيلة إعلامية من الممكن أن تلغي وسيلة إعلامية أخرى، وقد يقل الاهتمام ببعض الوسائل الإعلامية نظرا إلى أن الاهتمام يصب أكثر على الوسائل الأحدث ولكن تبقى الإذاعة لها جمهورها ومستمعوها ومتابعوها، ونحن نعتمد بصورة كلية على المتجولين بالسيارات فهناك إذاعة، اما إذا اختفت السيارات فالإذاعة ستختفي.
تمثيل
كانت لديك تجارب في التمثيل وفي الغناء، فهل هناك مشروع لاستكمالها أم كانت تجربة؟
٭ التمثيل كان بالنسبة لي تجربة في مرحلة معينة من حياتي كنت استطيع تجربة نفسي في كل مجال أو تجربة أريدها في حياتي، واكتشفت الآن أنني غير قادر على الاستمرار في التمثيل، ووجدت أن التقديم والإعلام هو شغفي ومجالي الذي بدأت فيه من طفولتي وحياتي كلها إعلام، وقد يصل الإنسان لمرحلة في حياته يريد تجربة أمور جديدة ويكتشف نفسه وهذا المجال مناسب ولكن بالنسبة لي حاليا لا أرى نفسي في هذا المجال، اما بالنسبة للغناء فلا أرى نفسي محترف غناء بل هاوٍ ومن وقت لآخر احب أن تكون لي اصداراتي، وبالنهاية لست مطربا بل مؤدٍ في بعض المناسبات وحاليا لا يوجد مشروع غنائي احضره.
كيف غيرت دراستك الاكاديمية من توجهاتك الاعلامية؟
٭ ساهمت بشكل كبير في توجيهي بشكل صحيح أثناء تقديمي أي عمل، وأصبحت أعامل أي برنامج أقدمه كبحث وأعامله معاملة الماجستير، وعندما أقدم معلومات أحرص على أن تكون المعلومة صحيحة ولها مصدرها والضيف يكون معي في البرنامج على قدر عال من الثقافة والمعرفة ليساعدني في ذلك، ولا يمكن أن يكون عندي ضيف مجرد تعبئة هوا فقط، وهذا اقرب إلى حالة الباحث الاكاديمي الذي يقابل الشخصيات العلمية التي تثبت حجته العلمية في بحثه والا تحولت لمضيعة وقت، وهذا الجزء الذي ساهمت دراستي الاكاديمية فيه بعملي.
بعد جائحة كورونا والثورة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترى مستقبل الاعلام، خاصة ان ارتباطك بهذا المجال الاعلامي بدأ منذ الصغر؟
٭ اعتقد خلال فترة عملي الطويلة في الإعلام والتي تجاوزت العقدين ولاحظت أن الإعلام أصبح أكثر سرعة من السابق، والاعلام بات غير قادر على مواكبة سرعة انتشار الأخبار والمعلومات خاصة مع انتشارها عبر الوسائط في الوقت نفسه، والمتابع للإعلام أصبح غير قادر على متابعة مادة طويلة فلا يستطيع استيعابها، وهنا لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا في ذلك كونها قللت من صبر المتابع في متابعة حدث ما، وقد تكون جائحة كورونا ساهمت في تغيير بعض الأمور، وقد حاولنا نحن في توظيف الوسائط الرقمية في خدمة محتوانا الإعلامي.