مفرح الشمري
تداول عدد من مواقع التواصل الاجتماعي أغنية «لا لا يا بو الجدايل» الشهيرة التي كتبها الراحل سلطان عبدالله السلطان ولحنها الموسيقار يوسف المهنا وغناها المطرب القدير عبدالمحسن المهنا بالشكل غير المتعارف عليه في الكويت، حيث كانت بنمط تراثي شبابي معاصر، وبصوت وأداء موسيقيين من الكويت وأميركا أثارا إعجاب الكثير من عشاق الموسيقى والأغاني التراثية، لكن تلك المواقع قلما تعرف قصة هذا النمط وهذا التوزيع الجديد للأغنية الشهيرة التي انطلقت في الستينيات مع بداية العلاقات بين الكويت وأميركا، وهي فترة كانت تشهد الكويت خلالها نهضة فنية غير مسبوقة في المنطقة.
القصة ان هذه الأغنية التي دخلت القلوب بداية ستينيات القرن الماضي بصوت الفنان القدير عبدالمحسن المهنا، أعادت أكاديمية «لوياك للفنون الأدائية» (لابا) إحياءها وإطلاقها من جديد بالتعاون مع السفارة الأميركية في الكويت وذلك احتفالا بمرور60 عاما من العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وأميركا، لذلك اجتمع موسيقيون من أوركسترا أكاديمية «لابا» وأوركسترا نيويورك العربية على إنجاز هذا العمل الذي تم تسجيله وتنفيذه بين استديوهات ولاية نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأميركية واستديوهات الكويت، وأعاد توزيعه مايسترو «لابا» يوسف بارا.
اللافت في هذا العمل الموسيقي المشترك، أن إعادة التوزيع حافظت على قالب الأغنية التراثي لكنها أضافت اليه اللمسة الغربية المعاصرة بأسلوب محبب وذكي دون المساس بهوية الأغنية الشرقية الكويتية، الأمر الذي قلمـــا نجـــده في الإنتاجات الموسيقية التي تعيد تجديد الأغاني القديمــة، وهذا ليس بجديد على أكاديمية «لابا» التي دوما تحرص على التعريـــف بالموروث الفني الكويتي والعربي بأسلوب تتواصـــل معـــه الأجيال كافـــة.