ضمن فعاليات برنامج «الملاذ المسرحي» الذي انطلق بنسخته الثالثة في أغسطس الماضي، نظمت«أكاديمية لوياك للفنون الأدائية - لابا» ورشة عمل حول «فن السينوغرافيا (Scenography)» في مقر الأكاديمية بهدف تمكين المتدربين من تصميم وتنفيذ مجسمات مصغرة لعناصر مشهدية متكاملة، وبالتالي تنمية مهاراتهم فيما يتعلق بفنون العمل المسرحي وتقنياته.
الورشة تأتي في سياق ثلاث ورش مترابطة لمختبر السينوغرافيا، قدمها عضو مجلس إدارة «لابا» لشؤون المسرح د.خليفة الهاجري، الذي أوضح أن ورشة السينوغرافيا شهدت إقبالا متناميا واهتماما واسعا من قبل المشاركين والمشاركات.
وفي حديثه لفت د.الهاجري إلى أن «تصميم الورشة انطلق من مبدأ اختزال المراحل التي تعتمدها أكاديمية «لابا» في غالبية الورش، حيث جرى التركيز على تعلم فنون المسرح باستخدام صور تطبيقية هادفة. وقد جاءت النتائج مذهلة حقيقة بعد أن تمكنا من تدريب عدد كبير من المشاركين، بعضهم لم يكن يملك أي خبرات سابقة في التصميم المسرحي، ونجح بالفعل في تصميم وتنفيذ سينوغرافيا مبهرة».
وأضاف: «لمسنا توق جميع المشاركين إلى تدريب واقعي تفاعلي، لاسيما بعد فترة الحجر المنزلي جراء جائحة كورونا. وبدا ذلك جليا من خلال الحلقات النقاشية وما رافقها من تبادل وجهات النظر وإبداء الملاحظات وطرح الحلول الخاصة بمشاريعهم، ناهيك عن روح التعاون والمشاركة. لقد كانت ورشة رائعة ومتميزة».
وعن مضمون الورشة أكد د.خليفة أنها «تعتبر من الورش المهمة التي تأتي تحت مظلة برنامج «الملاذ المسرحي»، حيث ترتكز أهدافها على تدريب الملتحقين بها حول سبل إدراك الفضاء المسرحي بعناصره المادية والحسية، بمعنى آخر تمكينهم من التعبير الدرامي والفني عن أي عمل مسرحي من خلال إنجاز الصورة البصرية النهائية للعرض المسرحي». وأوضح أن «التدريب شمل إعداد تصاميم أولية لفضاءات ارتجالية عفوية، ومن ثم اكتساب التقنيات اللازمة لفهم الأبعاد الحركية والجمالية للفضاء المسرحي، دون اللجوء إلى نص مسرحي محدد، وبالتالي ابتكار فضاء حسي ذي أبعاد هندسية ومعمارية دقيقة. أما المرحلة التالية فتمحورت حول اختيار نص مسرحي عالمي وتحليل مفرداته الدرامية والفنية والجمالية والحركية، ومن ثم العودة إلى التصميم الأولي للمشاهد البصرية التي تم اختيارها، وأيضا تنفيذ مجسم مصغر لسينوغرافيا العمل المسرحي ذي أبعاد معمارية حقيقية، ووفق مقاييس هندسية دقيقة».
وتابع: «وقع اختيارنا هذه السنة على المسرحية الموسيقية «ماتيلدا» من روائع المؤلف دينيس كيلي، وهي عمل مسرحي ساهم في إفساح المجال أمام الخيال الخاص بالفضاء المسرحي، وجسد بدوره مادة عملية خصبة كشفت عن إبداعات المتدربين».
من جهة أخرى، أعرب المشاركون عن فخرهم بمخرجات الورشة وبما اكتسبوه من مهارات وخبرات ساهمت في تعزيز إلمامهم بكيفية رسم الشخصيات، وقصقصة الورق، وإعداد الديكور، واستخدام الألوان وأطر دمجها، كما ترجمة المعارف المكتسبة وتجسيدها من خلال مجسمات مسرحية مصغرة.
وأشاد المتدربون بـ «أكاديمية «لابا» ودورها في تلبية تطلعات الشباب والشابات وتحقيق طموحاتهم، حيث أجمعوا على أن الورشة وفرت معلومات جوهرية بأسلوب تحفيزي شيق مكنهم من التعبير عن مواهبهم».
ولفتت جنى الجزاف، إحدى المشاركات في الورشة، إلى أنها «كانت ورشة مميزة ممتعة ورائعة استفدنا منها بشكل كبير».
بدورها، شكرت المشاركة منيرة العميري د.الهاجري على «أسلوبه السلس وتصوره الفكري العميق ورؤيته الفنية، ما أتاح لي الإبداع واستخلاص الأفكار بغرض تحقيقها لاحقا على خشبة المسرح. لقد اكتسبنا الكثير من المعلومات والمهارات حول العمل المسرحي والمعنى الحقيقي لمفهوم السينوغرافيا».