عبدالحميد الخطيب
اكتسب فيلم الدراما التاريخية الملحمية «الرسالة» خصوصيته من تناوله لفترة مهمة من عمر الإسلام، وتقديمه للسيرة النبوية الشريفة والتعبير عنها بإخلاص، مستخدما لغة سينمائية خاصة جدا، وأسلوبا إخراجيا على عكس المعايير التقليدية التي كانت معروفة وقت إنتاجه، كما استعان بمجموعة من النجوم سواء العرب أو الأجانب والذين تعاطوا مع التجربة الفنية بحرفية واقتدار وفق معايير تاريخية دقيقة ومدروسة بعناية، فخرج لنا فيلم «أيقونة» مستمر على مدى الزمان وفي كل مرة نشاهده نكتشف تفاصيل جديدة.
ومما لا شك فيه أن تنقيح الفيلم وتحويله الى نسخة عالية الجودة (تقنية الـ 4K) يتيح الفرصة الذهبية للأجيال الجديدة لمشاهدته والاستمتاع بقصته التي تروي جانبا من حياة رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وبدايات التاريخ الإسلامي، ومن هذا المنطلق قامت شركة السينما الكويتية الوطنية بإطلاق النسخة العربية للفيلم لأول مرة في تاريخ الكويت وذلك في حفل خاص أقيم بـ «1954 بيت الأفلام» في مجمع «الكوت»، بحضور الإعلامي الكبير محمد السنعوسي وعدد من الضيوف منهم مستشار الإدارة العامة في «الأنباء» الزميل يوسف عبدالرحمن والإعلامي القدير يوسف الجاسم والإعلامي القدير نجم عبدالكريم والإعلامي مهند يوسف، وغيرهم.
إنتاج الكويت
أحد الأوجه المهمة في فيلم «الرسالة» هو إنتاجه والذي كان للكويت دور كبير فيه، حيث تم توفير كل الإمكانات ليخرج هذا العمل الى النور، هذا ما اكده الإعلامي الكبير محمد ناصر السنعوسي، والذي قال: أسعد خبر وصلني بعد فتره «كورونا» هو خبر عرض شركه السينما الكويتية لفيلم «الرسالة» والذي تم إنتاجه منذ اكثر من 40 سنة وعرض في جميع أنحاء العالم ما عدا الكويت، صحيح انا هديته مجانا لتلفزيون الكويت وتم عرضه مرتين لكن هذه المرة وفي هذه السنة بمجمع الكوت يعرض الفيلم بنسخة حديثة ومطورة، حيث إن درجة نقاء الصوت والصورة أصبحت أكثر جودة.
وأضاف السنعوسي: سعيد أيضا بأن الفيلم من انتاج الكويت، صحيح أنا أمثلها لكن الكويت هي التي انتجته ووقفت وراءه، والفضل لها حتى يظهر هذا العمل الرائع المهم في حياتنا لكي يتعرف كل انسان مسلم على دينه، وادعو الجمهور لمشاهدته.
كلاسيكيات السينما
من جهته، كشف موسى مقامس مسؤول العلاقات العامة والتسويق في شركة السينما الكويتية الوطنية عن سبب اتجاههم الى عرض كلاسيكيات السينما، حيث قال: «1954 بيت الأفلام» علامة تجارية استحدثتها شركة السينما الكويتية بجانب علامة «سنسكيب»، والعلامة الجديدة «ستايلها» قديم ومن خلالها نعيد الجمهور الى افلام الزمن الجميل.
وتابع: سنة 1954 هي سنة تأسيس شركة السينما الكويتية وهذا ما جعل للرقم أهمية وخصوصية عندنا، واكثر ما يميز هذه السينما هو عرضها للأفلام الكلاسيكية، حيث بدأنا هذا العام بتقديم مجموعة من أعمال الستينيات والسبعينيات في مجمع الكوت، مستدركا: «الرسالة» أول فيلم كلاسيكي عربي يعرض عندنا، فقد كان عليه لغط كثير ولم يعرض من قبل في سينما الكويت ومنتجه هو الإعلامي الكويتي الكبير محمد السنعوسي، لذا وجدنا انه من الجيد أن نطرح الفيلم بالتزامن مع مناسبة المولد النبوي لأنه يتناول السيرة النبوية الشريفة، مكملا: الأفلام الكلاسيكية عليها إقبال كبير من الجمهور، وهناك الكثير من المطالب تأتي حول أفلام بعينها، ونحن نحاول أن نلبي الرغبات حسب القدرة في الحصول على الحقوق للعرض عندنا.
إشادة بالفيلم
نال الفيلم إشادة سينمائية واسعة في المنطقة العربية والعالم، نظرا إلى إثرائه صناعة السينما فيه، وترجم إلى عشرات اللغات، كما تم تصويره باللغتين العربية والإنجليزية في الوقت نفسه، ليكون واحدا من اهم الافلام الكلاسيكية التي لا يمل الجمهور من مشاهدتها مرارا وتكرار.
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي القدير نجم عبدالكريم، والذي كان من بين الحضور للعرض الخاص: أنا احد الذين سعوا في بداية التحضير لهذا العمل، فقد كنت حينها في القاهرة والتقيت السنعوسي والعقاد، وجمعت الفنانين وجئت بعبدالرحمن الشرقاوي وتوفيق الحكيم وغيرهما ممن شاركوا في الاعداد للفيلم، واليوم أشاهده في السينما الكويتية بعد اكثر من 40 سنة وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز.
وتابع عبدالكريم: الفيلم كسر حاجز المؤسسات الدينية التي كانت تحول دون ظهور الشخصيات الاسلامية والصحابة، وأظهر شخصية سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، وهذه الأمر لم يكن موجودا من قبل، كما أنه أكد دور الكويت الاقتصادي والإنساني لأن محمد السنعوسي وعبدالرحمن العتيقي، رحمه الله، لعبا دورا كبيرا حتى خرج هذا الفيلم الى النور، كما أنه وضح ببساطة بداية الاسلام وكيف كانت، وأعطى فكرة للنشأ الجديد عن هذه الفترة المهمة.
جدير بالذكر ان النسخة العربية لفيلم «الرسالة» من اخراج: مصطفى العقاد، كتابة: توفيق الحكيم وعبدالحميد جودة السحار وعبدالرحمن الشرقاوي ومحمد علي ماهر وهاري كرايغ، شارك في السيناريو: مصطفى العقاد ومحمد ناصر السنعوسي، البطولة: عبدالله غيث، منى واصف، حمدي غيث، علي أحمد سالم، محمود سعيد، أحمد مرعي، محمد العربي، حسن الجندي، سناء جميل، عبدالوارث عسر، منير معاصري، عبدالرحيم الزرقاني، عبدالبديع العربي، عبدالغني قمر، أشرف عبدالغفور، محمود السباع، عبدالعظيم عبدالحق، محمد توفيق، أحمد أباظة، محمد وفيق، حبيب العجيلي، ملك الجمل، وعدد آخر من الفنانين، التصوير: سيد بكر، جاك هليارد، إبراهيم سالم، الموسيقى التصويرية: موريس جار.