دمشق ـ هدى العبود
ودّعت دمشق صباح أمس المخرج بسام الملا، الملقب بأستاذ البيئة الشامية، لبصمته الدمشقية المميزة في أعماله التي نالت إقبالا عربيا واسعا، أبرزها مسلسل «باب الحارة» الذي نال على جزئه الأول جائزة أحسن إخراج في مهرجان التلفزيون العربي في تونس، عام 2007، لتضاف إلى جوائز أخرى نالها الملا خلال مسيرته الفنية منها: «الجائزة الذهبية» في مهرجان القاهرة عن مسلسل «أيام شامية»، ويعد وثيقة للتراث الدمشقي اللامادي، ومسلسل «العبابيد» التاريخي.
وكانت وزارة الإعلام السورية ونقابة الفنانين السورية - فرع دمشق قد نعت الراحل الذي توفي في مدينة زحلة بمنطقة البقاع في لبنان صباح يوم السبت، عن عمر 66 عاما، ونقل جثمانه إلى مشفى الأسد الجامعي في دمشق مساء الأحد الماضي، ليوارى الثرى في مقبرة ركن الدين أمس، وانطلق موكب التشييع من جامع الأكرم بعد الصلاة وسط جموع من الفنانين ومحبي الراحل الملا ووكالات الأنباء العربية والسورية. ويتحدر الملا من حي الأكراد في ركن الدين الدمشقي وهو ابن عائلة فنية، والده الفنان الراحل أدهم الملا، وشقيقاه المخرجان مؤمن وبشار.
«الأنباء» التقت أسرة الراحل وزملاء المهنة، حيث قالت إيمان شرف زوجة الراحل بسام الملا: كان بسام يعاني من مرض السكري، وكان تحت الإشراف الطبي، لكنه في الفترة الأخيرة اشتدت معاناته وعانى من مضاعفات قوية أدت الى أذية الأعصاب، مما أدى إلى نقله مرارا للمستشفى للعلاج، وفجأة توقف قلبه عندما كنا في المنزل ووافته المنية صباح السبت بلبنان بمدينة زحلة، كاشفة عن أنهما كانا يقيمان بين لبنان ودبي.
ونعت شمس بسام الملا ابنة المخرج القدير قائلة: فراقك أصعب وأوجع شي حسيته بحياتي اليوم انكسرت مية شقفة، اليوم أبشع يوم بحياتي، وما كان بدي يجي، بس بعرف انك ارتحت وانك بمكان أحلى، ستبقى خالد بقلبي وروحي وعقلي وراح تبقى معنا وببناتنا كلنا يا أعظم إنسان وأعظم حب بحياتي وقلبي، بحبك يا روح الروح، بحبك بابا، الله يرحمك عم قولها وإنا لسا مو مصدقة، الله يرحمك.
أما الفنان عباس النوري فعنون تعزيته بجملة «أيام الملا الشامية» قائلا: لا تقترب النهايات فجأة لكنها تحافظ دوما على مباغتتنا، خبر يباغت وهو عادي لكونه أمر الله، عادي لأنها الحياة وهذا ديدنها ومباغت، لأننا نريد للحياة خلودا غير مستحق الا بالعمل وبما نبقيه فيها من نتائج.
ويضيف: الآغا بسام الملا إلى رحمة الله، كان شريكا حارا لكل من حوله يقرأ ويتمعن بما قرأ وينتظر رأي الجميع قبل رأيه يعترف بقدرة الغير دون خجل، ويستفيد منها أيضا بلا تحفظ تاركا للشهود ان يكتشفوا قوة قيادته لتجميع وتكوين الرؤية النهائية لدودا كان في حياته ويريد مزيدا من الحياة لإنجاز المزيد.
بدورها، قالت الفنانة وفاء موصللي: في ذمة الله عاشق الشام المخرج بسام الملا الذي أطلق العنان لمكنوناته الإبداعية وصنع نجوما من ممثلين نما فيهم بذور الموهبة، ولم ينس زملاءه الفنيين، فكانوا شركاء النجاح، وكانت مسلسلات «أيام شامية» و«الخوالي» و«ليالي الصالحية» و«باب الحارة» بجزأيه الأول والثاني وغيرها من الأعمال، لروحك السلام والرحمة يا من حفرت الجبل بإبرة وشقيت وتعبت وأنهكت روحك وداعا أيها المقدام المثابر لن ننساك يا صديقنا.
الفنان تيم حسن قال: رحم الله الأستاذ الكبير بسام الملا، اعتقد انه لا يمكن ان يكون هناك ناطق باللغة العربية إلا وقد شاهد على اقل تقدير مسلسلا أو حلقة ما لمخرجنا السوري القدير. لم يكن صاحب نجاح اعتيادي. أو نهج خاص أو بصمة وذائقة خاصة فقط، إنما هو حقيقة من كبار المخرجين العرب الذين عرفوا كيف ينقلون روح وخصوصية حياتهم وبلدهم إلى مدى أرحب، فأدخل، رحمه الله، المسلسل السوري إلى ذاكرة العرب ووجدانهم بقدمه وجديده من الثمانينيات وحتى آخر أيام نشاطه الفني، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك ومحبيك الصبر.
المذيعة والإعلامية عزة الشرع قالت: لم يدر في خلدي يوما ان انعى الصديق العزيز الآغا بسام الملا صاحب «العبابيد» و«باب الحارة» و«أيام شامية» الذي كرم فيه لنجاحه الكبير.. اكتب هذا الكلام عن بسام الذي بكى بحرقة رياض سفلو زوجي حين وفاته، وقد حدثني ان مسلسل «العبابيد» الذي ألفه رياض عمل بارز في تاريخ الدراما السورية التاريخية، وله بصمته الخاصة، هذا غيض من فيض حديثه الذي استمر قرابة الساعتين، سلم على رياض يا بسام.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
أما الفنانة شكران مرتجى فقالت: الراحل صاحب فضل وسبب لنجاح كبير، شكرا على كل شيء لأني بيوم اشتغلت تحت إدارتك، وما حدا بينكر أثرك بالدراما السورية والعربية، اختلف أو اتفق معك؟ ارقد بسلام «في القلب والذاكرة يا آغا».
وقالت الفنانة صباح جزائري: لترقد روحك بسلام يا رفيق الدرب، كتير لحظات وذكريات مستحيل أنساها راح تضل بقلوبنا وراح تضل الآغا، ألف رحمة ونور على روحك وخالص العزاء لعائلتك ولنا جميعا.
ونعته الفنانة أمل عرفة قائلة: سيد من عمل روائع الدراما الشامية المخرج القدير بسام الملا في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وخاطب مصطفى الخاني الراحل الملا قائلا: يا آغا، الله معك يا كبير، مين بيقدر يعبي الفراغ الكبير لي تركتوا، مع مين بدي روح كل يوم الساعة تنتين بالليل على الرصيف بساحة الصبارة، مع مين بدي أبقى قاعد يوميا ليطلع الضو، ونحنا عم نبوح ونضحك ونزعل ونبكي، وكل ما حاول روح يقعدني ويقلي خليك بعد بكير، مع مين بدي غش وزوغل واربح واخسر بطاولة الزهر، مع مين بدي امشي بشوارع الشام العتيقة بالليل، كل يوم، ويحكيلي عنها متل لي بيحكي عن حبيبتوا، وختم قائلا مودعا صديق العمر: رغم كلشي عم يقولوه عن رحيلك مستحيل اترك ايدك.
اما الفنانة نادين خوري فقالت: من أبرز المخرجين الذين أثروا الحركة الفنية بالأعمال الشامية وغيرها الكثير، كان لي نصيب بالمشاركة بأكثر من عمل، أبرزهم مسلسل «كان يا ما كان»، الرحمة لروحك.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وهناك الكثير من الفنانين نعوه على حساباتهم في السوشال ميديا مثل رنى شميس وايمن رضا وعامر علي وناهد حلبي وايمن زيدان ومحمد خير الجراح ورشا شربتجي وتولاي هارون وباسم ياخور وسلاف فواخرجي وكاريس بشار وعابد فهد وميلاد يوسف وآخرون.
ونعى الفنان سامر المصري الراحل قائلا: الله يرحمك رغم كل شي صار بينا مو حلو، بس سمعت الخبر زعلت، تذكرت بس الأيام الحلوة اللي عشناها سوى.. يا ريت كان تصالحنا وقعدنا لو قعدة حلوة قبل ما تتركنا بس هي هيك الدنيا، والموت حق رحمه الله عليك.
وودعه الفنان وائل شرف قائلا: وداعا يا غالي مازال الخبر صادما كل الذكريات تزدحم بكل اللحظات التي عشناها معا من «ليالي الصالحية» مرورا بـ «باب الحارة» بأجزائه السبعة. عمر طويل قضيناه ولحظات رائعة عشناها، وداعا يا أستاذ بسام الأخ والصديق والشريك كما كنت دائما تناديني حزنت جدا ولكن لا أقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون.