أحمد الفضلي
في السنوية الأولى لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى المخرج عبدالعزيز المنصور (أبوسعود)، أقام أشقاء الراحل (عيال المنصور) حفل تأبين بهذه المناسبة برعاية وبحضور وزير الإعلام عبدالله المحيلبي ونخبة من نجوم الفن في الكويت الذين عاصروا الفقيد خلال مشواره الفني، ومجموعة الصحافيين والإعلاميين.
وفي أجواء يملأها الحب والتقدير لانسان أعطى الكثير لوطنه وفنه دون ان ينتظر رد الجميل، حيث حمل في قلبه حب الكويت وظل جنديا لآخر لحظة في حياته، ومناقبه تشهد له بذلك من خلال تضحياته وعلى الرغم من تعرضه لأكثر من مرة لوعكة صحية الا انه تحامل على نفسه من أجل ان يقدم فنه ولا يعطله أي شيء حتى ولو كان المرض العضال.
أما على الصعيد الانساني فكان الأب والأخ لأشقائه «عيال المنصور» وكانوا يتلمسون منه الحب والحنان والقدوة والنصيحة بل تعدى هذا العطاء كل من عرف «أبوسعود» بطيبته وحنانه وتعامله مع الآخرين بكل هذا الود والقلب الكبير، فبفقدانه فقد الجميع انسانا يحمل في وجدانه حب الناس واحترام الآخرين. حيث امتلأت صالة سينما مسرح الشعب بالدموع لفقدان رمز من رموز الفن في الكويت وابن بار أعطى ومازالت أعماله تشهد له بذلك العطاء الزاخر.
بدأ حفل التأبين الساعة الثامنة مساء بالسلام الوطني ووقف الجميع دقيقة حدادا على روحه الطاهرة، تبعته تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم، قدم الحفل المذيع فيصل الرشيد الذي رحب بالحضور وذكر بعض مناقب الفقيد الراحل «بوسعود» والقى بعدها وزير الإعلام عبدالله المحيلبي كلمة في رثاء الراحل قال فيها: نلتقي هذه الليلة لنتذكر سويا فقيد الأسرة الفنية والإعلامية في الكويت وأحد أركانها البارزين المخرج والفنان الراحل عبدالعزيز المنصور الذي ينتسب الى أسرة فنية عريقة تضم عددا من الأسماء المرموقة مثل منصور ومحمد وحسين.
واضاف الوزير: لقد تميز الراحل طوال حياته الفنية بدماثة الخلق والعطاء بلا حدود، حيث كان من الرواد المؤسسين للحركة المسرحية في الكويت وتقول سيرته الذاتية ان تجربته الفنية تعود الى منتصف الستينيات من القرن الماضي عندما عمل في تلفزيون الكويت وساهم في أعمال فرقة مسرح الخليج منذ عام 1963 واخرج عدة مسرحيات ناجحة نتذكر منها مسرحية «ردوا السلام» التي عرضت في عدد من الدول العربية، ثم نتذكر دورة في الاخراج التلفزيوني حيث قدم العديد من المسلسلات، وقد كرمته الدولة بمنحه جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 2005 لتميزه في الاخراج اذا لم يكن المبدع الراحل عبدالعزيز المنصور مخرجا عاديا في صناعة الدراما الكويتية والخليجية أو حتى في أعماله المسرحية، بل كان علما يشهد له كل من زامله وعمل معه.
وتابع الوزير المحيلبي: لقد كان طوال حياته الفنية مثال الأخلاق والالتزام الفني، عرفه أصدقاؤه بالانسان الرائع ذي المواقف المشرفة وكان نجما من نجوم مسرح الخليج العربي، ذهب للقاهرة في بداية حياته حيث درس فن المكياج ثم عاد الى الكويت للعمل في التلفزيون ثم تطور في كل الاتجاهات حتى غدا في الصف الأول من المخرجين التلفزيونيين العرب.
واختتم الوزير حديثه قائلا: لقد خسرنا في الكويت برحيله أحد المبدعين الذين قدموا من روحهم عطاء كبيرا، رحم الله المخرج عبدالعزيز المنصور وألهم ذويه الصبر والسلوان والشكر للاخوة والاخوات القائمين على هذا اللقاء الذي يدل على الوفاء الذي يمتاز به الشعب الكويتي لأبنائه وللاسرة الفنية والاعلامية والمسرحية التي حضرت الليلة لتشارك في لقاء الوفاء.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )