مفرح الشمري
اقامت ادارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الحلقة النقاشية الخاصة بـ «اشكالية النص المسرحي» مساء امس الاول بقاعة الندوات في مسرح الدسمة بحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ومديرة ادارة المسرح كاملة العياد وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم ورائدة مسرح الطفل الكاتبة القديرة عواطف البدر وعدد من المهتمين بشؤون الحركة المسرحية الكويتية وذلك ضمن انشطة مهرجان «صيف ثقافي 5» الذي تستمر انشطته حتى 30 الجاري.
بدأت الحلقة النقاشية بكلمات ترحيبية من عريفها استاذ قسم التمثيل والاخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية دخيل الدخيل الذي اشاد بعنوانها الذي يتماشى مع احوال الكاتب المسرحي هذه الايام والصعاب التي يواجهها مثمنا دور ادارة المسرح بالمجلس الوطني لتسليطها الضوء على مثل هذه الاشكاليات حتى تكون لدينا حركة مسرحية صحيحة خالية من اي شوائب، ومن ثم قدم الدخيل محاضر الحلقة النقاشية د.اسامة ابوطالب من خلال قراءته للسيرة الذاتية الحافلة بالانجازات والمناصب وبعدها تقدم د.اسامة ابوطالب بالشكر للمجلس الوطني ممثلا في ادارة المسرح التي نظمت هذه الحلقة التي تناقش موضوعا مهما للمهتمين بشؤون المسرح، وقال: كلمة «اشكالية» أو بمعنى آخر كلمة «صدام» بحد ذاتها مثيرة للجدل لانه يبدو عليها الميل للحالات السلبية على الموضوع لذلك جاء اجتماعنا اليوم لنتحدث ونستعرض عرضا موضوعيا عنها. واضاف: النص المسرحي يعتبر ظاهرة فريدة من نوعها لذلك نرى أنه منذ لحظة مراودة الفكرة للكاتب والتي تدخله في لحظة معاناة حقيقية باعتبار انه المخرج الاول للعمل ومن هنا تبدأ الاشكالية او التوقع الاول الذي كثيرا ما يخيب.
واشار ابوطالب الى ان الكاتب المسرحي لا يرى النص على المسرح اطلاقا فهو يعايش البشر معايشة كاملة، مشيرا الى ان الدراما هي بالاساس محاكاة لافعال البشر كما قال الاغريق.
واستطرد قائلا: الكاتب المسرحي عبارة عن خالق بطبعه لكنه لا يخلق من العدم اذ انه يستوحى من المادة الموجودة امامه والمتمثلة في الحكاية والممثلين والاضاءة وما الى ذلك من عناصر المسرح ليترك الامر من بعده الى مبدع آخر وهو المخرج المسرحي وهذا ما نسميه «الاشكالية الاولى» عندما تفترق التطورات ما بين المخرج والكاتب المسرحي اما بالنسبة للاشكالية الثانية فهي مرحلة التفريغ على الورق حينما يتحول لنص ادبي يعيش حالة اشتياق كاملة حتى يخرج من الكلمات والصفحات والاوراق، وهذه الكلمات لا تكتمل الا بتكامل المبدع الآخر وهو المخرج وحتى يكتمل هذا الابداع فلابد من وجود ناقد يعتبر عين الكاميرا فإما تتسع على زاوية معينة ليرى الامور ويكشفها او ينظر لها من منظور ضيق فيقتل النص. واختتم ابوطالب محاضرته قائلا: اذا لم ير الكاتب نصه في تجربة مع ممثلين ومخرج فلن يستطيع ان يعدل في نصه ابدا ويجب عليه ان يتسم بالمرونة في التعامل ويحب علينا ان نعامل الكاتب الشاب بلطف كي ننتظر ثماره في المستقبل.