مفرح الشمري
قدمت فرقة «بدعة» التونسية عرضها المسرحي الموندرامي «فلاش باك» مساء امس الأول على خشبة مسرح الدسمة ضمن مهرجان «صيفي ثقافي 5» تأليف وإخراج حسام الساحلي وبطولة آدم العتروس.
جاءت المسرحية التي اعتمد مؤلفها حسام الساحلي على نص كتبه الپولندي جيرس جروفتسكي يقع في 6 صفحات لتدريب الممثل على كيفية الانتقال من حالة الى حالة على خشبة المسرح حيث اضاف لها المؤلف التونسي بعض المشهديات الحياتية التي نتعرض لها يوميا وذلك من خلال قصة شاب يعاني معاناة الوعي بواقع أليم يتراءى لنا وكأنه على شفا حفرة من الجنون يصارع اللحظة باحثا بين طيات ماضيه عن سبب لتعاسته فتسكن به شخصيات مرت بحياته مرور اللئام وتركت لديه ما يشبه المعاناة، هذه الشخصيات تلعب وتلهو وتقسو في اغلب الاحيان وهو يحاول مواجهتها بالاقتراب منها حتى يظفر بلحظة صفاء مع ذاته لم يتمكن منها طيلة حياته.
«الحدوتة» جميلة ووجدت من يصفق لها من الحضور ولكن هل كل انسان تمر بحياته بعض الشخصيات التي تقسو عليه يصبح انسانا متأزما ويصبح سجنه الذي لا يستطيع الخروج منه؟ هذا الأمر لم يتطرق اليه مؤلف المسرحية وحتى لو كانت حالة بطل المسرحية استثنائية فهذا لا يجوز تطبيقه على الجميع لأن الاستثناء ممنوع على خشبة المسرح.
فواصل كوميدية
الممثل آدم العتروس قدّم جهدا كبيرا في توصيل فكرة المسرحية للمتلقي بفضل لياقته البدنية وحركاته البهلوانية ولكن لم يصل للهدف المنشود في توصيل رسالته للناس وذلك بسبب عدم وجود نص واضح المعالم حتى يستند عليه وما كان يقدمه كان عبارة عن فواصل كوميدية لشخصيات مرت بحياته وبعيدة عن فن الموندراما المعروف مسرحيا.
الاضاءة والسينوغرافيا ساعدت في نجاح «فلاش باك» وكانت مساندة للممثل آدم العتروس الذي كان يتحدث باللهجة التونسية التي ربما كانت غير مفهومة عند البعض فلجأ بعض المرات لتوضيح ما يريد ان يقوله باللهجة المصرية حتى يعرف الجميع عن ماذا يتحدث.
حضر المسرحية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي ومدير ادارة المسرح كاملة العياد وعدد كبير من الجالية التونسية والمهتمين بشؤون المسرح.
في الحلقة النقاشية الخاصة بالعرض
المسرحية بعيدة عن «الكباريه السياسي» ولا يوجد فيها ارتجال!
مفرح الشمري
عبر المؤلف والمخرج حسام الساحلي عن سعادته لتقديم مسرحية «فلاش باك» في مهرجان «صيفي ثقافي 5» الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مثمنا هذه الدعوة للتواصل مع الجمهور الكويتي، جاء ذلك في الحلقة النقاشية التي عقدت بعد نهاية العرض المسرحي والتي ادارها رئيس قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.علي العنزي بمشاركة الممثل آدم العتروس.
واضاف الساحلي ان هذه المسرحية انتجت عام 2005 عن طريق فرقة بدعة للانتاج الفني وعرضت اكثر من مرة في تونس وشاركت في العديد من المهرجانات العربية، خاصة انها مسرحية جديدة على المشهد الفرجوي للجمهور لانها من فن الموندراما الذي دخل حديثا على عالم المسرح العربي، شاكرا مدير الفرقة الحسين عبدالكريم على انتاجه ودعمه لهذه المسرحية.
ومن جانبه شكر الممثل آدم العتروس الحضور الذين تابعوا عرضه المسرحي، متمنيا ان ينال العرض استحسانهم وقال: انا وحسام والحسين اصدقاء قبل ما نعمل هذه المسرحية وعندما فكرنا بعملها اشتغلنا بجهد كبير حتى تكون من المسرحيات الفرجوية التي يسعد بها الجمهور لانها تسلط الضوء على بعض المشاكل التي يتعرضون لها في حياتهم.
وبعد ذلك امتدح د.اسامة ابوطالب العرض المسرحي واصفا اياه بالكباريه السياسي رغم معارضة البعض له بان العمل لم يتطرق لاي قضية سياسية حتى يطلق عليه هذا اللقب.
بينما انتقد د.نادر القنة الطريقة التي لجأ اليها الممثل في توصيل فكرة مسرحيته خاصة عندما يتحدث عن العرب، موضحا للمؤلف ان المسرحية نصها مهلهل ولا يوجد ترابط في أحداثها الامر الذي جعل المتلقي في حيرة من أمره خاصة انها بعيدة كل البعد عن فن الموندراما الذي له شروط خاصة لتجسيده على خشبة المسرح.
وقال استاذ قسم التمثيل والاخراج دخيل الدخيل: انه لا يوجد في المسرحية اي ارتجال لجأ اليه الممثل واذا كان يسمى ذلك ارتجالا فهو مخطئ لان الارتجال له قواعده واصوله.
يذكر انه قبل انطلاق الحلقة النقاشية كرمت مديرة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد، مدير فرقة «بدعة» للانتاج الفني الحسين عبدالكريم وسلمته درعا تذكارية تقديرا وعرفانا لمشاركتهم في انشطة مهرجان «صيفي ثقافي 5».