بيروت - ندى مفرج
غالبا ما همس الفنان وديع الصافي بان ابنه انطوان هو «الخليفة العتيد» لمسيرته الفنية ولفنه، فالكبير وديع الصافي الذي بدأ مسيرته الفنية في العام 1938، كان ولداه جورج وانطوان مرافقيه في كل حفلاته وكانا يراقبانه من وراء الكواليس، كان انطوان مع الاوركسترا والكورس، على الرغم من انهما قدما عددا من الاغاني الخاصة.
اما جورج فحمل من والده موهبة التلحين وورثها بإتقان وكان آخر ما لحن «هيدا لبنان» التي انشدها والده وشاركته في ادائها الفنانة رويدا عطية، وانطوان الصوت الذي يهدر في اعماقك كما يهدر صوت «الاب الصافي» ويهز مشاعرك.
الولدان رافقا الوالد في استديوهات التسجيل منذ نعومة الاظافر واطلعا على كل نغمة ونوطة وشاردة وواردة وكلمة ولحن في حياة الاب الكبيرة وقد كانا في قلب حياة والدهما الفنية فيما الاب لم يجبرهما على عدم ولوج هذا الحقل كما لم يشجعهما ايضا، لانه كان «سيد الساحة».
ومع ذلك فان الاب وديع الصافي الذي اعتبر انه في وجود الاب الذي يصدح صوته من الافضل ان يبقى الاولاد خلف الكواليس احتراما له، يبدو انه شعر بان الوقت قد حان لكي يسلم «السعفة الفنية الذهبية» لورثته.
فالفنان الكبير عرف الوقت المناسب ليسلم الامانة، هذا ما اعلنه وديع في مصر عندما غنى في «دار الاوبرا» وتكرر ظهور ولديه جورج وانطوان في حفلاته.
وقال الصافي اثناء تواجده على المسرح وبجواره جورج قائد الاوركسترا كعادته ومشاركا من بعيد في الغناء، وانطوان كان في زاوية المسرح، اقرب الى ان يكون عنصرا من الكورال، اذ من الآن فصاعدا سنترك المجال لجورج وانطوان ليكشفا عن موهبة الغناد والتي يمتلكانها جيدا، وزاد فهما ابنا ابيهما في هذه المهنة الفنية، وفي صوت كل واحد منهما شيء من صوت وديع الصافي.
هذا واعتبر الولدان مباركة الوالد بمنزلة وسام، لاسيما انه من الفنانين الذين يعطون رأيا فنيا ليس مبنيا على المجاملة بل على اقتناع، اذ ان وديع الصافي (ابو فادي) - الذي تزوج في العام 1952 من ملغينا طانيوس فرنسيس، ورزق منها بجورج وانطوان ومرلين ونادي ودينا، اي هناء الصافي كما هي معروفة فنيا والتي في ارشيفها الفني عدة اعمال، وورثت عن والدها الصوت الصادح - لم يكن يمتلك الوقت الكافي للاهتمام بأولاده اذ كان يغيب عنهم اياما طويلة بسبب حفلاته وعمله الفني.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )