بيروت - ندى سعيد
هل نقل عمرو دياب الى اهل الفن المنضوين تحت جناح «روتانا» عدوى «الابتزاز التعاقدي الفني» الذي يفرض الشروط التي يرسمها كل فنان لنفسه، بهدف نقل «ورقة الجوكر» من احضان الشركة المنتجة للسلعة الفنية الى المنتج الفني؟ سؤال بات يطرح نفسه حكما في الوسط الفني اثر «المعمعة» الاعلامية والتسريبات التي «يدسها» الطرفان اي «روتانا» وعمرو دياب على حد سواء عبر وسائل الاعلام التي باتت «تقتات» من هذه الاخبار المدسوسة، جاعلة من صفحاتها واروقتها الاعلامية «المكب» الذي ترمي فيه الاطراف المتفاوضة بشروطها الافضل علنا لتعود وتوقع داخل «الغرف السرية» العقود المبرمة باسعار وقيود ونصوص تعزل عن اهل الاعلام وتمنع عنهم معرفتها، لتصبح من جديد مادة تساؤل لا جواب عليها، فقط لأن «الارقام الخيالية» والارباح المقتسمة بين الطرفين تتحول الى مصلحة مشتركة محظور اختراقها؟
نفي المعلومة
فمنذ اشهر تصدرت اخبار الصحف والاعلام موضوع تعاقد عمرو دياب مع «روتانا» فضلا عن التكهنات التي لا تنتهي فصولها، فمقال يجزم بخروجه من الشركة وآخر ينفي تسريب معلومة وينفيها، والشركة من جانبها تصرح او تمتنع، وفي حفل استلام جائزة الميوزيك أوارد يغيب ممثلو الشركة ثم يكرمونه بعد اسابيع، ليعودوا ويؤمنوا له حفلا خياليا من حفلات وداع العام 2007 ويحضر رئيس «روتانا» شخصيا، ثم يدس عمرو دياب اخبارا ويسحبها من التداول، وحتى الساعة ترمى اوراق اللعب على الطاولة الاعلامية من دون اي رد فعل رسمي او تصريح «روتاني» او «عمرو ديابي» صريح لما توصل اليه الطرفان اللذان يسعى كل منهما الى تحقيق الربح الاوفر.
ويبدو ان هذه السياسة «الابتزازية» في التصريحات الاعلامية والايحاءات الكلامية التي تؤمن افضل بنود تعاقدية، راقت لأهل الفن الذين وجدوا انها اصبحت افضل وسيلة تفاوضية تحقق لهم مبتغاهم، خصوصا في حال كان الفنان ممن يطلق عليهم في لغة اليوم «الصف الأول» وما أدرانا من يصنف ذاته في اول او آخر صف، ومن يجب ان يمتلك موقع التصنيف او المؤهلات للقيام بالمهمة في عصر الرشوات والمحسوبيات والاغراءات والمفاتن والتجميل الالكتروني الشكلي والصوتي؟
من جانبها تتابع الفنانة اصالة نصري «الروتانية» بشكل دقيق عملية «التفاوض الاعلامي» الذي تجريه «روتانا» وعمرو دياب لتوقيع تجديد العقد بين الطرفين وذلك في خطوة اولية لوضع الشروط، ويبدو ان نتاج هذه الطريقة الجديدة في التفاوض جيد لا بل ممتاز كما تسرب لأصالة من داخل الشركة فقررت انتهاج هذه السياسة مبكرا، وهي التي يبقى لها بذمة روتانا تنفيذ ألبوم ثالث مع الشركة، فقررت المباشرة منذ اليوم برمي اوراقها في «المكب» الاعلامي، لتحصد نتائجها بسهولة في يوم الاستحقاق.
واذا كانت هذه السياسة التفاوضية هي «المثلى» بين روتانا وعمرو الذي يؤمن للشركة اكبر نسبة بيع ألبومات من بين كل فنانيها الى جانب الفنانة أليسا، الأمر الذي حمل روتانا الى الامتناع عن الرد على اي تسريب اعلامي من قبل عمرو دياب، فإن الحال من محاولة أصالة لركوب قافلة التفاوض الحديثة لم تأت نتائجها كما الحال مع مخترعها «عمرو» الذي يحمل براءة الذمة وفي يده نص حماية الاختراع.
تجديد العقد
والسؤال المطروح في هذه الحالة: ما الذي حصل مع أصالة؟
فأصالـــة المتواجـــدة حاليـــا بدبي في استراحة مع زوجها طارق العريان حيث تقضي فترة نقاهة بعد مشاركتها في احياء «ليالي دبي» اطلقت عبر احدى وكالات الانباء دبي تصريحا بأنها قررت عدم تجديد عقدها الانتاجي مع شركة «روتانا» مشيرة الى انه بينها وبين الشركة «خلافات عدة لا داعي لذكرها»، وانه «ربما يكون القرار ليس نهائيا، والباب مفتوح للمفاوضات»، مرسلة بذلك رسالة «مرمزة» الى روتانا تحمل في طياتها «تهديدا» من باب «التحذير» او كما يقال «اعذر من أنذر، فما ان نطقت اصالة بامكانية مغادرة «القطار الروتاني» حتى سارع رئيس روتانا للمرئيات والسمعيات «سالم الهندي» الى اتهامها «بالمساومة والابتزاز» وقال في تصريح اعلامي له: نحن لا نرضى بها، مؤكدا ان «أصالة مازالـــت ضمـــن فناني «روتانا» وستنتظر ان ارادت المغادرة حتى بعد صدور جديدها او تدفع شرطهـــا الجزائـــي في حــال رغبـــت في فســـخ العقـــد قــبل ذلك».
كما اشار الهندي الى ان الشركة اصدرت لأصالة شريطين وصورت لها ثلاثة اعمال لكل شريط وأدرجت اعمالها في معظم مهرجانات الشركة وتم اشراكها في ديو مع فنان العرب محمد عبده وشاركت في جميع برامج تلفزيونات «روتانا» وجندت لها حملات اعلانية كبيرة.
وفيما اشارت اصالة الى انها لم تحدد بعد الجهة التي ستنتج ألبومها المقبل نفى الهندي في رده ان تكون اصالة قد غادرت الشركة موضحا ان عقد روتانا معها يقضي بشريط ثالث سيتم طرحه في الاسواق منتصف العام الحالي وقال: ان اصالة لو ارادت ترك الشركة قبل طرح ألبومها فلا مانع عندنا شريطة ان تدفع الشرط الجزائي، مؤكدا عدم نية الشركة فسخ العقد قبل صدور شريطها المقبل وانه لا خلاف بيننا وبينها حسب ادعائها ولو كان هناك خلاف لوجب عليها ذكره لوسائل الاعلام.
فبين «استحداث» عمرو دياب للغة تفاوضية جديدة لتوقيــع العقــود، وبين انتهاجها من قبل غيره من اهل الفن، وبين المفاوض والمتفاوض، يبقى الناتج هو السلعة التي يتحكم بها منتجها مهما رسم من أساليب ذكية، وتبقى معادلة الارباح والاموال هي الكلمة الفاصلة بين المتفاوضين، فيما الخبر الاعلامي والفكر الصحافي يسخره كل من الفنان والشركة المنتجة لتحقيق الارباح في ارصدتهم المصرفية ولرفع اسعار اسهمهم.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )