- فرصة ثانية.. والجليب.. والملكة.. وبنات الثانوية.. وبوكريم برقبته سبع حريم.. وساهر الليل 2 تتنافس على استقطاب الجمهور
المحرر الفني
مع عرض الثلث الأول من حلقات الأعمال الرمضانية، حسم أغلب المشاهدين بالتأكيد قائمة خياراتهم اليومية الثابتة حتى نهاية الشهر من بين العدد الهائل من الأعمال المعروضة.
في رصد أولي للجمهور والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي يبدو بوضوح بروز 6 مسلسلات خليجية: فرصة ثانية، الجليب، ساهر الليل2، الملكة، بوكريم برقبته 7 حريم، وبنات الثانوية.
هذا البروز لا يعني بطبيعة الحال نجاحا على مستوى القيمة الفنية، حيث ان جزءا كبيرا من التعليقات على المسلسلات يتركز في مجال الانتقاد سواء كان موضوعيا محقا أو ساخرا لاذعا.
فرصة ثانية
تحرص الفنانة سعاد عبدالله على توفير مستلزمات النجاح لكل مسلسلاتها على مستوى الإنتاج وأظهرت على مدى السنوات الماضية حرصا على اختيار نصوص جاذبة ملائمة لوجودها كشخصية محورية في كل عمل، ويبدو أنها راغبة في أداء دور كبيرة العائلة الطيبة والواعظة بأكثر من صورة.
كما حرصت مؤخرا على وجود عدد كبير من النجوم الشباب ذوي الشعبية الكبيرة الى جانبها.
هذه السنة انتقلت الفنانة سعاد عبدالله من التعاون مع الكاتبة هبة حمادة في «زوارة خميس» الى التعاون مع كاتبة اخرى من أهم كاتبات الدراما الحاليات في الخليج وداد الكواري، لكن في أجواء مشابهة، هذا الانطباع يعززه ايضا وجود ممثلين يقدمون أدوارا قريبة مما قدموه في زوارة خميس (إلهام الفضالة ـ خالد أمين ـ حسين المهدي ـ مرام ـ ملاك..)، ولعل انتقال «الجميع» للعيش في نفس المنزل في المسلسلين زاد من التشابه!
يستوفي «فرصة ثانية» العناصر الأساسية للنجاح، فالقصة اجتماعية واقعية غير معقدة وإن كانت تجتر في اجزاء منها مواقف نمطية أصبحت مألوفة جدا بشكل يغيّب عنصر المفاجأة ويقلل من الإثارة ويزيد من بطء بعض الحلقات.
على مستوى الأداء، شخصيتا حصة (سعاد عبدالله) وبدرية (إلهام الفضالة) قريبتان جدا مما قدمتاه في «زوارة خميس»، فحصة هي المرأة الطيبة الأصيلة والموجهة وتعاني من الافتراق عن زوجها وحرمانها من ابنتها، وبدرية هي الزوجة القوية المتحكمة التي تعيش حياة الترف وربما تتورط في قصة حب تعززت خلال فترة مرض زوجها تركي الذي يقوم بدوره الفنان عبدالعزيز جاسم بتمكن وحضور قويين.
مرام يبدو انها أصبحت ايضا مصنفة في قالب المرأة القوية والناقمة والمليئة بالمشاعر السلبية وهي تجيد الدور بامتياز.
في المقابل نسجل تميزا لافتا لكل من أحمد إيراج في دور المحامي فهد وزينة كرم التي تؤدي دور ضحى بكثير من التلقائية ومشاري البلام الذي يلعب شخصية الكفيف بعدما شاهدناه في دور المتدين الموسم الماضي، ويسمح هذا التنوع في أدوار البلام بإضفاء عناصر تجديد في الأعمال التي يشارك فيها.
وجود الممثلة صمود ساهم في ادخال عنصر جديد مختلف عن وجوه «زوارة خميس» لكن ظهورها المكثف في عدد كبير من الأعمال وبنفس الشخصية تقريبا حدّ من ذلك.
بالمجمل، الكل بانتظار اكتمال نصاب العائلة داخل منزل تركي لتبدأ فصول ومغامرات جديدة ربما تسرع من إيقاع المسلسل.
الجليب
بقصة جميلة من كويت الثلاثينيات تعود حياة الفهد الى جمهورها من خلال «الجليب» فيما يعكس إصرارها على تقديم الأعمال التراثية ذات الطابع الاجتماعي رغم الانتقادات المستمرة لها بعدم التنويع والنمطية.
من الواضح انه منذ ان قدمت الفنانة حياة الفهد مسلسل «الفرية» وما حققه من شعبية فإنها قد صعبت بنفسها مهمتها في الحصول على نفس مستوى النجاح، اقتربت من ذلك في «الداية» ثم ابتعدت في عمل العام الماضي «ليلة عيد» الذي لم يكتب له النجاح المتوقع، لكن ها هي تعود بعمل أفضل هذا الموسم، فقصة الجليب مثيرة للاهتمام من بدايتها: الشاب عبدالمحسن الذي يعيش مع والدته وزوجها وأخيه مناور يحب ابنة الجيران لطيفة (تكبر لتكون حياة الفهد) وتسير كل الوقائع باتجاه انهما سيتزوجان، يدخل الأخ الأصغر مناور على الخط تحركه الغيرة من أخيه الذي يحظى باحترام ومحبة أهل البلدة فيقنع والده بأنه الأولى بأن يخطب لطيفة وهذا ما يحصل ليدمر قصة الحب ويفتح الباب أمام انشقاق عائلي يبدأ بخروج عبدالمحسن من البيت وحقده على أخيه.
تمر الأيام ويتزوج عبدالمحسن وينجب شابة جميلة «ميثة» (هند البلوشي) دون ان تغيب لطيفة يوما عن باله.
يبدأ انتقامه من أخيه برفض مساعدته ماديا، ويصده عندما يتقدم ابنه «أحمد» (خالد البريكي) ليخطب ابنته بالقول انه يعطيها لـ «كلب أسود» ولا يعطيها له، وهكذا تستمر وتيرة الأحداث بالتصاعد.
العمل جميل وتقدم فيه حياة الفهد مرة جديدة دور «الأم الكويتية» بقدر عال من الواقعية والاحتراف، ونجحت في جعلنا نتعاطف مع قصة لطيفة وظروفها بانفعالاتها ومواجهتها لقسوة الحياة وظلم الماضي ومشاكل الحاضر وسوء شخصية مناور التي تلاحقها كلعنة أفسدت حياتها.
تم التصوير كما في أعمال سابقة لأم سوزان في قرية تراثية بالفجيرة في الإمارات ويتصدى للإخراج المخرج سائد الهواري الذي يواكب القصة بجهد إخراجي جميل يوفر الجو والبيئة المثاليين للقصة. الى جانب حياة الفهد يضم المسلسل مجموعة من النجوم بينهم صلاح الملا الذي يؤدي بشكل رائع دور عبدالمحسن ومنصور المنصور ومحمد المنيع.
والى ما سبق نعتقد ان نجاح «الجليب» يجب أن يكون محطة لإعطاء الجمهور فرصة من قبل أم سوزان للاشتياق لهذا النوع من الأعمال بعد ان نتابع ما تخبئه الحلقات القادمة من «الجليب».
«بوكريم برقبته سبع حريم»
يطل الفنان القدير سعد الفرج في دور مناسب ومؤثر عبر مسلسل «بوكريم برقبته سبع حريم» للكاتبة هبة حمادة.
القصة غنية بالمواقف والتجارب الإنسانية، فكرتها الرئيسية ليست جديدة ولكن المعالجات التي تتناولها مستوحاة من صميم المجتمع، واجتماع 7 نجمات لتأدية دور بنات «بوكريم» أمر مثير بحد ذاته.
وإذا كان الفرج يتنافس مع نفسه في المسلسل، فإن بطلاته السبع إلهام الفضالة وهبة الدري وبثينة الرئيسي ومرام ولمياء طارق وفاطمة الصفي وشجون الهاجري يتنافسن على الأداء الأفضل وهو ما يعزز نجاح المسلسل جماهيريا.
تبقى الملاحظة الأهم وهي طغيان الأداء المسرحي والانفعالات المبالغ فيها على المشاهد كما في «زوارة خميس» و«أميمة» في العام الماضي، من خلال التقسيم غير الواقعي اطلاقا للحوار ما يجرّ المخرج الى السير في إخراج مسرحي أيضا يقلل من واقعية المشاهد خاصة الجادة منها. ولا ننسى اداء الفنان ابراهيم الحربي والذي برع في تقديم شخصية «نجيب» وهو دور مركب لشخصية تعاني من عقد نفسية، ما اعطى العمل ابعادا انسانية.
الملكة
بحكم دورها، نالت الفنانة هدى حسين لقب «الملكة» في مسلسل «الملكة»، والمقصودة «ملكة الغناء» كونها تجسد دور فنانة تعمل على شق طريقها الفني الى «القمة»، ويبقى ان نرى ان كانت ستثبت نفسها كـ«ملكة للتمثيل» او ان الجمهور سيخلع الملكة عن «عرشها» في النهاية.
المسلسل من تأليف فهد العليوه، الكاتب الشاب الذي انطلق من خلال «ساهر الليل»، وها هو يقدم لنا قصة تقليدية، الجديد فيها انها تقدم بطابع خليجي انطلاقا من الظن الواسع بأنها ـ رغم النفي ـ شخصية فنية خليجية معروفة.
وبناء على ذلك نشاهد الفنانة هدى حسين في اطلالة جديدة بالكامل، وهو ما اعطى المسلسل زخما مهما منذ بدايته، وتطل فيه أيضا الفنانة مريم الصالح بدور والدة الملكة. ويحشد العمل مجموعة من النجوم الشباب في مقدمتهم محمود بوشهري وعبدالله بوشهري ويسجل فيه محمد العلوي ظهورا مميزا وكذلك صمود.
وحول الملكة، يرسم المسلسل مسارات درامية متنوعة لا تخلو من الاثارة التي تجعل من هذا المسلسل احد افضل الاعمال الدرامية الرمضانية لهذا الموسم.
بنات الثانوية
مسلسل موجه بشكل رئيسي الى فئات الشباب والمراهقين ويتمحور حول حياة عدد من الفتيات في المرحلة الثانوية واسلوب حياتهن بما في ذلك الجوانب العاطفية لكل منهن.
ساهمت الحملة الكبيرة التي شنت على المسلسل قبل رمضان في رفع شعبيته رغم انه ينقل الى الشاشة رواية عادية جدا.
تسجل كل من الفنانتين احلام حسن وعبير الجندي اداء مقنعا في دوري وكيلة وناظرة المدرسة، وتضفي انتصار الشراح جوا من الكوميديا، بينما تلعب سوسن الهارون دور مدرسة اللغة العربية دون ان توفق في لعب الدور، مقابل ظهورعادي جدا لباقي النجوم المشاركين في المسلسل.
ساهر الليل 2
من حقبة السبعينيات الى العقد التالي ينقلنا «ساهر الليل 2»، وان كان بقصص اقل تشويقا واثارة من العام الماضي رغم الجهد الاخراجي الكبير لمحمد دحام الشمري وحرصه على تقديم نص فهد العليوة بأكبر قدر ممكن من الواقعية مع استخدام لمساته واسلوبه الخاصين.
في مقارنة سريعة لبدايتي الجزأين، تتضح الغلبة بشكل واضح لجزء العام الماضي الذي كان انقى واجمل واكثر وجدانية. من بين كل الشخصيات المشاركة وحده عبدالله التركماني يسجل تقدما في دور «مريض الباركنسون»، حيث يشعرنا مع زوجته في العمل مرام بأننا امام اجواء «ساهر الليل» الانسانية العميقة التي شاهدناها في العام الماضي.
وفيما يسجل محمود بوشهري وعبدالله بوشهري دورين شبيهين جدا بما قاما به في العام الماضي، تتراجع هيا عبدالسلام بشكل كبير في تأديتها لدور «رشا» الذي تؤديه بتصنع غريب، وهو ما يوجب التفكير مستقبلا في الادوار قبل خوضها بعدما حققته من نجاح في مسيرتها السابقة.
وسجل المسلسل في حلقاته الأولى ايــضـا ظهورا كارثيا للممثلة اللبنانية سماح غندور عكر ايقاعه.
كانت هذه قراءة أولية في بدايات الأعمال الرمضانية بانتظار النهايات وما ستحمله للمشاهد.