مفرح الشمري - عبدالحميد الخطيب
قدمت فرقة تياترو مسرحية «السرب» في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي من تأليف الكاتب السعودي مالك القلاف وإخراج محمد الكندري وبطولة عبدالعزيز النصار، خالد السنجاري، علي الحسيني، ليالي، فهد البحري وآخرين.
فكرة النص
قدم المؤلف مالك القلاف نصا يحلق في فضاءات عديدة بين عاملي الخير والشر، وهذا الصراع الأزلي بينهما، وبين الحب والواجب، بلغة تنطلق نحو آفاق أرحب، عبر شخصيات إله الأرض «أدونيا» والحكيم والشاعر وبائعة الجرائد والسنونو، ويقابلهم من جهة أخرى غنام الشاعر وقائد الجراد.
الرؤية الإخراجية
يحسب للمخرج محمد الكندري في أولى تجاربه الإخراجية للمسرح محاولة تقديم رؤيته الخاصة في العرض، وإجادته تحريك الممثلين على الخشبة ومجموعة التعبير الحركي، والتوافق بين الإضاءة والديكور الذي صممه فهد المذن، الأمر الذي ساعده في تقديم رؤيته بطريقة جميلة أبهرت الحضور خصوصا في التشكيلات لمجموعة «الجراد».
الأداء التمثيلي
أما بخصوص الأداء التمثيلي فقد نجح الممثلون في إيصال فكرة النص بأدائهم الجميل وخصوصا قائد «سرب الجراد» علي الحسيني وخالد السنجاري الذي جسد شخصية الرجل العجوز بإتقان كبير بالاضافة الى الصوت الشجي فهد البحري الذي عبر عما تحتويه هذه المسرحية من خلال صوته الجميل الى جانب عبدالعزيز النصار والوجوه النسائية سارة التمتامي وليالي.
الديكور والأزياء
لعب الديكور والأزياء دورا كبيرا في هذا العرض، على وجه الخصوص في إيصال حالات الصراع بين القوى المتصادمة، للسيطرة على الأرض ومن عليها، والأزياء عبرت عن كل عنصر من عناصر تلك القوى، بين عنصري الخير والشر.
لجنة التحكيم في مأزق !
انتهت الحلقة النقاشية التي أعقبت العرض إلى أن مسرحية السرب التي قدمتها فرقة تياترو المسرحية قد وضعت لجنة تحكيم المهرجان في مأزق نظرا لما قدمته من تميز، حيث أكد الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.مؤيد حمزة ان هناك فروقا كبيرة بين قراءة النص الذي وصفه بأنه أدبي بامتياز ومشاهدته، ما يدل على وجود مخرج وسينوغرافيا مميزين خلف هذا العرض، ولفت حمزة الى ان المخرج أدرك عيوب النص فكان استخدامه جيدا لفرقة الجراد، مشيرا الى التوافق بين المخرج ومصمم الديكور لتحريك النص.
ولفت د.هاني النصار الى وجود أكثر من شخص لهم الفضل على فرقة تياترو في مقدمتهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم الذي تبنى الفرقة منذ بدايتها وشدد د.فهد السليم على ان المسرح الكويتي بخير وان مشاركة هؤلاء الشباب خير دليل على ذلك كاشفا عن إعداد فرقة جديدة ستظهر في 12/12/2012 وعدد أفرادها 12 فنانا وفنانة، لافتا الى المستوى العالي الذي ظهر بها الشباب الكويتي قائلا: الله يعين لجنة الاختيار، بدوره قال د.فهد الهاجري ان الديكور والسينوغرافيا خدما العرض، كما ان الموسيقى كانت منسجمة مع روح العرض. من جانبه، قال الناقد ناصر القحطاني ان المخرج تجاوز سلبيات النص بحرفية، كما ان الأداء التمثيلي جاء معبرا وموظفا بشكل جيد، وأشار الناقد محمد عبدالرسول الى ان المخرج قام بجهد كبير ولم يستسلم الى النص فرؤيته كانت واضحة، إضافة الى ان الجميل في هذا العرض ان جميع أبطاله أكاديميون، وقال الناقد بدر الدلح ان النص يحمل مادة دسمة والمؤلف ينتقي كلماته بعناية، فرأينا دلالات كثيرة على خشبة المسرح، وقال الفنان فايز العامر ان المخرج تفوق على فكر المؤلف الذي لا نبخسه حقه، لافتا ان جميع من شاركوا بهذا العرض كانوا أبطالا، وان فرقة تياترو تعتبر رافدا من روافد العمل المسرحي بالكويت وعلق المؤلف مالك القلاف قائلا: لم أجد في السعودية مثل هذا الدعم الذي وجدته هنا، وذلك يعطيني الدافع للإجادة مستقبلا، مؤكدا انه سيأخذ جميع الانتقادات في الاعتبار.
شباب «أكاديمية الفنون» يطالبون بفرص حقيقية لعرض مشاريعهم في المهرجانات.. حتى ولو على الهامش
ضمن أنشطة مهرجان «أيام المسرح للشباب» في دورته التاسعة استضاف المركز الإعلامي عددا من خريجي أكاديمية الفنون للشباب، التي تحتضنها الهيئة العامة للشباب والرياضة وهم ناصر الزامل وفهد الشطي وعثمان الشطي حيث تحدثوا عن تجربتهم الأكاديمية في حديث مفتوح ومن القلب أدار دفته الزميل محمد عبدالرسول.
في البداية استعرض عثمان الشطي تجربته الفنية قائلا: «إن ما كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة»، مشيرا إلى العراقيل التي واجهته في بداياته الفنية، والتي كان من أهمها اعتراض أهله على خوضه المجال الفني، لذلك ظل لـ 5 سنوات بعد تخرجه في الثانوية العامة في صراع بين رغبته ورفض الأهل، حتى وصل الأمر إلى أن والدته قاطعته لشهور طويلة.
الفن وطوق النجاة
وأضاف: «قررت مصالحتها عبر الفن الذي ترفضه رفضا قاطعا فلجأت لحيلة كانت بالنسبة لي طوق نجاة فقدمت أغنية خصيصا لها ونجحت الأغنية في إيصال رسالتي إليها وصالحتني على الفور»، مؤكدا انه الآن في المعهد العالي للفنون المسرحية بالسنة الثالثة قسم النقد، وقد حضر والداه إحدى المسرحيات التي شارك فيها كممثل وصفقا له، معبرين عن فخرهما به، لافتا إلى أن رضا الوالدين كان أهم عنده من دخول الفن.
وعن تجربته في أكاديمية الفنون للشباب قال ان ما تعلمه من الأكاديمية في شهرين لم يتعلمه في المعهد العالي للفنون المسرحية طوال سنوات دراسته، لافتا إلى أن الأكاديمية قدمت لهم مواد علمية إفادتهم جدا في التمثيل، مضيفا انه أحرز المركز الأول على دفعته في الأكاديمية ما فتح له أبواب التعاقدات الفنية الكثيرة.
أما فهد الشطي فقال انه يعمل مهندسا في شركة النفط، لكنه دخل الفن من باب الهواية منذ 12 عاما، وقد التحق بالأكاديمية مؤخرا وكان الأول على دفعته، لافتا إلى أن أكاديمية الشباب للفنون تعد متنفسا للهواة، الذين لم يتمكنوا من دراسة الفن في المعاهد الأكاديمية، مشيرا إلى أن (الأكاديمية) فتحت له باب التقديم التلفزيوني وصقلت موهبته في هذا الجانب، أما في مجال المسرح فبرغم انه أحب التمثيل المسرحي إلا انه يفضل الآن الاتجاه إلى الإخراج المسرحي.
الحلم الذي تحقق
من جانبه، قال ناصر الزامل ان الفن بالنسبة له كان حلما تحول إلى حقيقة، مشيرا الى انه التحق بأكاديمية الشباب للفنون وتعلم فيها فنون التمثيل على أيدي أساتذة كبار، كما انه درس الإخراج المسرحي وتمكن من أدواته.
وفي مستعرض ردودهم على أسئلة الصحافيين أجمع الشباب على أهمية وجود أكاديمية الفنون للشباب على الجانب الموازي للمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الفنون الموسيقية أيضا، مؤكدين ان مناهجهم المكثفة كافية لتعليمهم الكثير في الوقت القليل، وفي الوقت نفسه طالبوا بفرص أكثر لعرض مشاريعهم وتجاربهم في المهرجانات وخصوصا مهرجان أيام المسرح للشباب في دوراته المقبلة.
وأضاف أن الأكاديمية أتاحت له فرصة كبيرة للعمل المسرحي وانه تعلم المكياج المسرحي أيضا، متمنيا على إدارة الأكاديمية زيادة فترة الدراسة بها، حيث ان شهرين من وجه نظره غير كافية.