مفرح الشمري
mefrehs@
في اليوم الخامس لعروض المهرجان الاكاديمي الثالث وضمن مسابقته الرسمية، قدمت فرقة المعهد عرضا مسرحيا بعنوان «الرجل الأصم » المأخوذ من نص «المرأة الصماء» للمؤلف البريطاني هاورد بيكر، من إخراج طالب الفرقة الرابعة قسم تمثيل وإخراج مسرحي حسين العوض، وتمثيل كل من خالد السجاري، وعبد الله البلوشي، وبدر البناي وذلك على خشبة مسرح الراحل حمد الرجيب في المعهد العالي للفنون المسرحية.
تطرح المسرحية قصة رجل أصم كان في الأصل يعمل كاتبا وتناول من ضمن كتاباته السلطة، ما أدى إلى قهره والانتقام منه وقطع لسانه، وتعذيبه، وأيضا قتل زوجته مما دفع ذلك الكاتب الى زرع الشر والعنف في داخل ابنه تمهيدا للانتقام لكل من يسكن الفندق الذي يقتنيه الرجل الأصم، وقتل كل من له صله بالسياسة.
استطاع المخرج العوض إيضاح فكرة الشر والعنف من خلال رؤيته الإخراجية وتوزيعه لأدوار الممثلين، فمن خلال ملامح القسوة التي بدت لنا مع شخصية السجاري «الرجل الأصم » الذي كان أداؤه الصامت أبلغ من الكلام، حيث أغنى صمته الحضور عن سماع صوته ومعاناته التي بدت واضحة لهم إلى حد كبير، وفي المقابل سقط الأداء التمثيلي من قبل كل من الممثل عبدالله البلوشي «الجلاد» الذي كان يتحدث بسرعة فائقة أضاعت مخارج الحروف منه بينما تفوق أداء الممثل بدر البناي عليه من حيث سماع الصوت، وإن كان هو الآخر وقع في فخ الأخطاء اللغوية التي لا حصر لها.
ما يلفت الانتباه في العرض المسرحي ظهور المرأة زوجة الأصم، والذي كان لا فائدة منه من الأساس فكان من الممكن أن يكتفي العوض بمشهد التعذيب فقط دون اظهارها على الخشبة.
الى ذلك كانت عناصر العرض المسرحي الفنية مكملة بعضها لبعض بدءا من الديكور الذي كان عبارة عن مجموعة من الحبال ملأت فضاء المسرح لإعطاء الدلالة على القسوة والتعقيد لدى الشخصية حتى على مستوى الحبال التي كان يمسك بها الرجل الأصم أيضا وصولا إلى خاتمة المسرحية ونزول المخرج بالجثث من الأعلى، وكأنه يقول لنا عن الحالة العدائية التي وصلت ما بين السلطة والشعب، اما الإضاءة فأعطت انعكاس الشر والدموية في مشهدي الجلاد والشاب، وأيضا للتعذيب، وفي أحيانا أخرى لم يوفق مصمم الإضاءة في توزيع البقع اللونية على وجه الممثلين حيث كان الأداء في بعض الأحيان يعتريه الإظلام، وكانت المؤثرات الموسيقية جيدة وحماسية وكانت في تصاعد مع تصاعد الصراع بين الشخصيات منذ بداية الحدث ووصولا إلى مشهد تنزيل الجثث الذي صفق له الحضور كثيرا.
في الندوة التطبيقية.. أفراح الفار: المخرج لم يوفق في رؤيته الإخراجية للتعبير عن النص
بعد انتهاء العرض المسرحي عقدت الندوة التطبيقية الخاصة به في المركز الإعلامي بقاعة الفنان الراحل غانم الصالح وسط حضور حاشد من ضيوف المهرجان وطلبة وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية بالإضافة إلى الإعلاميين والمهتمين بالشأن المسرحي، وتصدت لإدارتها الطالبة فلول الفيلكاوي وعقبت على العرض الطالبة أفراح الفار بمشاركة مخرج العرض حسين العوض.
انطلقت الندوة من خلال ترحيب مديرتها فلول الفيلكاوي بالحضور، مثنية على إدارة المعهد في إقامة المهرجان، ومن ثم أكدت أفراح الفار الطالبة بالسنة الثالثة قسم النقد والأدب بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تعقيبها على العرض أن الكاتب الأصلي للنص استخدم شخصية نسائية صامتة إلا أن المخرج حسين العوض حولها إلى ذكورية وهو ما أدى إلى رتابة في إيقاع العرض.
وأضافت: لقد كانت هناك مشكلات مع الممثلين في مخارج الحروف وضياع الصوت وأخطاء لغوية، لاسيما عند الممثل عبدالله البلوشي وبدر البناي إلا أن الديكور كان موفقا وتم استخدام الحبال الخلفية وكذلك الموجودة في وسط المسرح سواء كمشنقة أو صندوق لأدوات بشكل جيد، كما أن الإضاءة كانت موفقة باستثناء الإضاءة الحمراء التي لم يكن لها مبرر.
واعتبرت الفار ان الأزياء كانت عصرية وموفقة وتعبر عن المكان والموسيقى كانت تعبر عن الصراع بين الشخصيات والإثارة، مشيرة إلى أن المخرج لم يكن موفقا في الرؤية المسرحية أو التعبير عن النص بشكل جيد.