دمشق ـ هدى العبود
من منا لم يتشوق لأحداث «باب الحارة»، المسلسل الذي يجسد أحداث البيئة الشامية من عادات وتقاليد موروثة، ودفاع حتى الموت ضد المستعمر الفرنسي والعثماني، ولعودة أبو عصام زعيم الحارة الذي اختفى وتضاربت الأقاويل حول رحيله «ترى هل هو في حكم الأموات أم انه حي يرزق»؟
«باب الحارة» حقق مشاهدة كبيرة على مساحة الوطن العربي بجزئه السادس، الذي صور ببيوت أحياء دمشق التي عاشت أحداث العمل وما زالت شاهدة حتى اللحظة، وبالقرية الشامية المخصصة للتمثيل في صبورة يعفور بالقرب من العاصمة دمشق، ولم يتوقف أبطال مسلسل باب الحارة عن الوقوف أمام كاميرات المخرج بالجزء السادس فقط، بل انتهوا من تصوير الجزء السابع من المسلسل ليكشف لنا الفنان الكبير زهير رمضان بعضا من الأحداث.
«الأنباء» التقت عددا من ابطاله فكانت البداية مع «ابو جودت» الفنان زهير رمضان وهذه الدردشة:
مسلسل «باب الحارة» وبعد انقطاع دام لسنوات عدة لا زال يعتبر من أشهر الأعمال البيئة التي تجسد الحياة التي يعيشها الدمشقيون في ذلك الوقت، ولا زالت اغلب العادات حقيقة تعاش من قبلهم.
هل تعتقد أن المسلسل مازال يلقى مشاهدة على مساحة الوطن العربي بجزئه السادس؟
٭ بكل تأكيد لقي المسلسل نجاحا كبيرا، في العالم العربي هذه السنة وعاد ليزين شاشات العديد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان 2014.
ما هي أبرز أحداث المسلسل من وجهة نظرك؟
٭ تطرق الكاتب من خلال العمل إلى فترة معاناة سورية من الاستعمار الفرنسي في تلك الحقبة، كما تضاربت المعلومات حول مكان التصوير لكن تم تصوير المشاهد الداخلية في العاصمة السورية دمشق بالقرية الدمشقية، في حين انه تم تصوير المشاهد الخارجية في أبوظبي وبيروت وسيشهد هذا الجزء عودة «أبو عصام» الممثل القدير عباس النوري!
انتقادات لاذعة وجهت للمسلسل من قبل النقاد، على سبيل المثال ان الجزء الخامس كان ضعيفا وهزيلا، بماذا تعلق؟
٭ صحيح، برأيي «الشجرة المثمرة دائما تضرب بأحجار»، والنقاد منهم من انتقد العمل فعلا بشكل لاذع ومنهم من اثنى على العمل، لأنه يحمل حقيقة وواقعا، ونحن لا نعيش بالمدينة الفاضلة، من الطبيعي أن نكون قد أخفقنا برأي المشاهد ،كإظهار المرأة السورية امرأة خانعة راضية بكل ما يطلبه منها زوجها «ابن عمها» ولم تتمرد، لكن العمل دخله دماء جديدة مثل الممثلة مرح جبر بدور أم ظافر، وزوجة أبو عصام الممرضة الفرنسية نادية (ميسون أبو اسعد) التي جندت لخدمة فرنسا، فكانت الطعم الذي سيوصل الفرنسيين إلى الثوار، لكن حبها لابو عصام طغى على حبها لوطنها فرنسا، وحقيقة الناس كانوا يسألونني بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم «أبو شوكت» أبو عصام مات فعلا «أم انه سيعود أم أن الفرنسيين قاموا بسجنه»، إذن هناك انطباع جيد تركه العمل في نفس المشاهد السوري وأتمنى كذلك أن يكون على مستوى الوطن العربي قد لاقى من يتفهم أبعاد العمل وأبعاد البيئة الدمشقية المعاشة.
ما الجديد بالنسبة للعام المقبل من باب الحارة، هل اكتفى الكاتب والمخرج من حكايات باب الحارة أم لا؟
٭ نحن اتفقنا على ألا نكشف أي حدث من أحداث الجزء السابع، لكن الجزء السابع شارف على الانتهاء.
ترى هل ستتغير شخصية أبو جودت بالعمل؟
٭ أبو جودت مستمر كرئيس مخفر للحارات الأربع، وسأبقى تابعا للفرنسيين ضد أهل بلدي، وسأستمر أتقبل الرشا من خلال المساومة على أهل الحارة وتزويد الفرنسيين بالمعلومات من اجل القضاء على المطلوبين «أي الثوار».
المرأة السورية
من جانب آخر، أكد الناقد سعيد هلال الشريفي لـ «الأنباء» أن العمل كانت أحداثه مكررة ومتشابهة، ولا تشبه الحياة التي يعيشها الدمشقيون كما صورت، إضافة إلى الشللية في العمل، فالوجوه تكررت بكل الأجزاء باستثناء بعض الشخصيات التي دخلت على العمل بسبب وفاة بعض الفنانين، مثل الفنان وفيق الزعيم وحسن دكاك، كما صورت المرأة السورية بالمرأة المسلوبة الحقوق، وسورية من أوائل الدول التي تحررت من ربقة الاستعمار وأعطت المرأة حقوقها وشواهد التاريخ كثيرة.