دمشق ـ هدى العبود
من منا لا يتذكر الفنانة الكبيرة نجاح حفيظ من خلال مسلسل «صح النوم الشهير» أو مسلسل «البقعة السوداء» أو أي من مسلسلاتها الكوميدية والتراجيدية.
نجاح حفيظ الفتاة الجميلة التي وقفت أمام عدسات المخرجين وهي في سن التاسعة عشرة من العمر وهي ابنة الحي الدمشقي العريق الصالحية، تسابق لودها الفنان دريد لحام من خلال مقالبه بالفنان الراحل حسني البورظان بمسلسل «صح النوم» وأفلام سينمائية، كما كانت الفنانة الكبيرة حفيظ من مؤسسي السينما السورية ولها بصماتها بالسينما العربية وكذلك الدراما والمسرح.
تعالوا معنا لنقف على نبذة من الفنانة نجاح حفيظ والتي عرفت بشخصية «فطوم حيص بيص» ممن لم يحملوا الود لها ولمسيرتها الفنية سواء على صعيد نقابة الفنانين أم المخرجين أم زملاء الماضي الجميل.
أين الفنانة القديرة نجاح حفيظ اليوم من الساحة الفنية؟ ترى هل أعياها التعب والمرض، أم أن حفيظ خارج سورية؟
٭ «بعتب بالغ وشعور بالأسى توجهت الفنانة القديرة نجاح حفيظ بالعتب على نقابة الفنانين وواجبها تجاه فنانين أسسوا الدراما السورية» متسائلة: «هل الشللية أعمت القيمين على هذه النقابة من السؤال وتقديم الأعمال الفنية لمن كانوا سببا في وجودهم اليوم خلف مكاتبهم الفخمة؟ أم أن الشللية والمحسوبيات هي صاحبة الحظ الأوفر؟
ما السبب في استبعادك أنت بالذات ولك جمهورك؟
٭ أنا لا املك شيئا أعطيه غير فني، وليس هناك أي نوع من التواصل معي من قبل النقابة أو المخرجين، وكثير من الفنانين لا نراهم على الشاشة أمثال الفنانة إغراء وفنانين لم نسمع عن سيرتهم الفنية إلا بعد وفاتهم عندما يكرمونهم لمدة نصف ساعة على الشاشات وينتهي الأمر، وهذا ينطبق مؤخرا على الفنان تيسير السعدي، لقد بقي مريضا لفترة طويلة لم يطرق بابه أي من زملائه، أو من قبل النقابة وعندما توفي شاهدنا على قناة سورية دراما فيلما وثائقيا عن حياته، ترى ماذا استفاد من هذا التكريم بعد مرض عضال وإهمال كبير من قبل المعنيين والقيمين على الأمر.
بصراحة سيدتي نجاح لا أريد أن أراك دامعة العين، يكفي أننا شاهدناك الأم التي تبكي ابنها الشهيد بمسلسل «البقعة السوداء» وتمسك بابنها الآخر طالبة منه عدم الرحيل، ترى أي نوع من العاطفة تمتلك نجاح حفيظ؟
٭ أقوم بدور الأم، وأنا لم ارزق بطفل خلال زواجي، واعتبر أي طفل هو ابني، وحقيقة أعيش دور الأم واشعر بأنني أعيش مع عائلتي، وأعاملهم كأنني هي الأم الحقيقية لهم، وأؤدي تفاصيل حياة الأم المحبة لأبنائها، ولذلك كانت علاقتي تستمر معهم لفترات طويلة، والقصد من التفاني من الدور أن أكون قدوة لكل أم لأنني أكون ضيفة على بيوت الوطن العربي بكامله وليس فقط الأسرة السورية، وأنا لا أقبل أدوار الشر، ببساطة لأني لا أريد لهذه الأم أو هذا الطفل أن يفكر ولو للحظة أنني امرأة جبارة قوية.
من خلال بطولتك في مسلسل «البقعة السوداء» كنت مبدعة والأم المفعمة بالعطاء حدثينا عن شعورك تجاه أعمالك وهل تتلبسين الدور؟
٭ للعلم ولكل من سيقرأ هذا الحوار من خلال صحيفة احترمها واحترم الكويت أميرا وشعبا وفنا، أريد أن أقول إنني لا استعمل الدمع الصناعي لأي شخصية قمت بها، والدموع التي تشاهدونها دموع حقيقية نابعة من قلبي ومن إحساسي بالدور الذي أعيشه بكامل تفاصيله الدقيقة والكبيرة، واعتبر مسلسل «البقعة السوداء» هو العمل الأقرب إلى نجاح حفيظ، لأنني كنت أما لشابين، شاب زف شهيدا في ليلة عرسه، وآخر يريد السفر للخارج من اجل بناء حياته بشكل أفضل، وأنا كأم لا أريده أن يغادر ويتركني وحيدة، ولكن ما آلمني كثيرا وفقدت الوعي لمدة ربع ساعة من تأثري بالحدث وهم يزفون ابني شهيدا، نعم المشهد قاس جدا والله يكون بعون كل أم شهيد تفقد ابنها، وبعد استيقاظي وجدت جميع كادر العمل بوضع يرثى له يبكون جميعهم دون استثناء.
أين نجاح حفيظ من أعمال البيئة الشامية؟
٭ أنا ابنة دمشق، من حي الصالحية الدمشقي، اعرف تفاصيل الحياة بدمشق القديمة وعاداتها وتقاليدها وقصصها، والمنزل الذي كانت تعيش فيه أسرة «طوق البنات» الحقيقيين لا يبتعد عن بيتي خطوات، ومع هذا لا مخرج ولا كاتب ولا مؤلف ولا زميل ولا نقابة الفنانين تطرق بابي وتسأل عن صحتي أو إسداء أي دور لي، بل فوجئت من الزملاء أنهم قالوا لي نعلم انك خارج سورية هكذا يروجون عني، أحب أن أقول أنا دمشقية ولن اترك بيتي ومدينتي طالما أنني أتنفس الهواء.
إذا الفنانة نجاح حفيظ لم تبتعد عن الساحة الفنية بل أبعدت؟
٭ بالتأكيد، أنا التي اطرح هذا السؤال، ترى هذه مكافأة من قامت الدراما السورية على أكتافهم وتفانيهم بالعمل؟ ولماذا استبعد مثلي الكثير من الفنانين عن الساحة الفنية؟ حقيقة لا أجد جوابا لذلك فمنذ ما يقارب ثمانية أعوام لم اقدم دورا مهما من خلال مسلسل أو حتى إذاعة، وهكذا سنة بعد سنة أجد «نجاح حفيظ» وحيدة الجدران الباردة، علما أنني أرى أعمال درامية سورية ناجحة وتناسبني وكأنها كتبت خصيصا لي ولأمثالي من الفنانات القديرات.
ماذا تعني لك شخصية «فطوم حيص بيص»؟
٭ «فطوم» ونجاح «حيص بيص» هم «أنا» اسم واحد افتخر بهما وأتمنى أن أعود للعمل الفني بنفس الاسم وبنفس العطاء وبصورة متطورة أي تناسب حياتنا اليوم، وأريد أن اذكر انه كانت لي تجربة إذاعية مؤخرا مع الفنان أيمن عبد السلام من خلال برنامج قدم بشهر رمضان عام 2007 وجزء آخر عام 2009، وحقيقة شخصية «فطوم حيص بيص» لم تتكشف بعد بكل مكنوناتها لقد دخلت إلى عقول وحب الناس بعفوية وحب الشخصية للمتلقي.
سؤال لا يعرفه الكثيرون من جمهورك.. من اكتشف نجاح حفيظ وأطلق عليها اسم «فطوم حيص بيص»؟
٭ المخرج خلدون المالح هو من رشحني للشخصية، وكان الاختيار بيني وبين السيدة منى واصف، وأنا في ذلك الوقت من وقع عليها الاختيار.
ما رأيك بالسينما السورية اليوم؟ وأين أنت منها؟
٭ يتوافر لدينا الممثل السوري كعنصر ناجح جدا للسينما، كما أنه لدينا نصوص حاضرة ويمكن تطويرها، ولكن تكمن مشكلة السينما في سورية في أن التكاليف المادية غير حاضرة، بالتالي لا يوجد إنتاج كما يجب، والسينما التي اشتغلت فيها سابقا وقدمت ما يقارب العشرين فيلما، أنا وأبناء جيلي، كانت تنطوي على إبداع وحب وعشق وتفان في العمل أما اليوم فالمعايير تغيرت، وهناك عتب على صناع السينما أن تكون السينما السورية حاضرة كما يجب، وان يقدم أكثر من عشرة أفلام سنويا.
حدثينا عن آخر أفلامك؟
٭ فيلم «حراس الصمت» للمؤلفة غادة السمان وللمخرج سمير ذكري ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
كيف تنظرين للدراما اليوم وللفنانين الجدد؟
٭ أفتخر بهم، هم شباب في متقبل العمر وخاصة خريجي المعهد الدارسين للتمثيل أكاديميا، أشجعهم دائما فهم وجه البلد ويتحملون مسؤولية الدراما والسينما والمسرح، وعليهم متابعة الطريق الشاق الذي أسسناه لهم، وأقول لهم «هذه سورية يا حبيباتي».
بماذا تعلق نجاح على «صرخة روح»؟
٭ مع الأسف هذا هو واقع المجتمعات اليوم ليس في سورية فقط، بل ينطبق هذا الواقع المؤلم من الخيانات على سورية وأي بلد آخر، وأنا مع طرح المشكلة وبصوت عال.
هل سبق أن وقفت أمام عدسات مخرجين من الخليج العربي؟
٭ لا أبدا، ولكنني أحب الفنانة حياة الفهد من الكويت، وأحب الأغنية الخليجية وأحب مسرحياتهم خاصة «باي باي لندن»، حقيقة الدراما الخليجية تبوأت الشاشات ومخرجيها وكتابها ترفع لهم القبعة، ولديهم الإمكانات والمواهب، وعلينا ألا ننسى الأغنية الخليجية، فأنا أحب الرويشيد وصوته ونوال الكويتية والجسمي من الإمارات وسعدون الجابر من العراق، الفن لا تقيده الحدود والعلاقات بين الدول.
زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين لـ «الأنباء»: نرفع القبعة لكل فنان سوري
التقت «الأنباء» الفنان القدير زهير رمضان نقيب الفنانين السوريين وطرحت عليه مشكلة واقع فنانين أصبحوا في الظل، حيث قال: أشكر صحيفة «الأنباء» على اهتمامها بواقع الفنانين السوريين سواء أكانوا نجوما أو من مؤسسي الفن السوري، أنا حاليا مسؤول عن 2255 فنانا سوريا مع عائلاتهم يكون العدد 13 ألف نسمة، وأحب أن أقول إنني منذ تسلمي مهامي بالنقابة ادرس أوضاعهم وكيفية إيصال كل مستحقاتهم وزياراتهم سواء بمنازلهم أو بالمحافظات التي يقيمون فيها، ولا أحد يستطيع أن ينكر من أسس للفن السوري، سواء أكانت السيدة نجاح حفيظ أو زملاء لنا، نرفع لهم القبعة، ولن نتوانى عن الاطمئنان عنهم.