دمشق ـ هدى العبود
رافقت «الأنباء» الكاتب مروان قاووق لأماكن تصوير مسلسل «عطر الشام» في مدينة دمشق القديمة، والذي رحب بمرافقتنا، نظرا لما لـ «الأنباء» من اثر طيب على قلبه، ولموقفها المحايد من الاختلاف حول «باب الحارة» بعد أن تناقلت مختلف وسائل الإعلام الخلاف والاختلاف حول أحقية الملكية بتصوير أجزاء «باب الحارة» بجزأيه الثامن والتاسع، باعتباره المؤلف لأغلب الأجزاء وصاحب الفكرة «الحتوتة الدمشقية» التي ينتظرها جمهور واسع على مساحة الوطن العربي.
وكانت زيارتنا للوكيشن «عطر الشام» من اجل لقاء الفنانة سلمى المصري «شهيرة خانم» في «عطر الشام» وشقيقة النجم رشيد عساف «عكيد الحارة أبوعامر» بطل المسلسل.
وما ان وصلنا إلى أماكن التصوير في دمشق القديمة، وأحيائها «بدءا من باب توما والعمارة والمناخلية»، حيث أماكن التصوير والكنيسة المريمية الشهيرة، يعانقها بالطرف الآخر الجامع الأموي الشهير، حيث عطر الأجداد وتاريخهم الذي امتزجت فيه دماء الشهداء ضد الفرنسيين والعثمانيين، حتى فوجئنا بأن كاميرات التصوير تعمل برتابة، وسلاسة لم نعهدها أحيانا، خاصة ان الأزقة ضيقة والبيوت تتشابك مع بعضها البعض، بدءا من مشربيات البيوت ويكاد يكون كل منزل متآخيا مع البيت الآخر، ومن هنا جاء سحر الشام، وتسمية العمل «عطر الشام»، حيث الياسمين والورد الجوري والنوافير في باحات البيوت التي يقابلها الليوان الدمشقي الشهير»، والتقينا هناك بطلة العمل سلمى المصري، فإلى التفاصيل:
نلاحظ أنكم في عجلة من أمركم مع أن الهدوء يسود أجواء التصوير.. ماذا يجري؟
٭ بداية أرحب بكم وبقدومكم على الموعد بدقة، حقيقة يعتبر اليوم آخر يوم بالنسبة للتصوير الداخلي في البيوت الدمشقية القديمة، سواء بحي باب توما أو العمارة والمناخلية.
هلا تحدثت لنا سلمى المصري عن دورها في «عطر الشام»؟
٭ العمل سيكون الطبق الرمضاني المحبب للجمهور العربي وهو من جزأين واليوم نصور الجزء الأول من 40 حلقة، وأجسد فيه دور البطولة «شخصية شهيرة خانم»، أتمتع بالعقلانية وحب أهل الحي، أحزن لحزنهم وأفرح لفرحهم، وأعمل على حل مشاكلهم بما يرضي الله، كما عملت على أن أكون كاتمة لأسرار نساء الحارة، لأن الويل والثبور وعظائم الأمور لمن ينكشف سرها، والقصد هنا أن هناك عادات وتقاليد لا تستطيع المرأة تخطيها، مثل قصة فكرية وهروبها من المنزل، كنت صلة الوصل بينها وبين أهلها، وأقنعت والدها بالعفو عنها ولم يقم بقتلها وأذيتها، ولعبت الدور الفنانة القديرة رنا شميص.
بما أنك لعبت كاتمة الاسرار والمستشارة المحترمة والموقرة لأهل الحارة.. لماذا كشفت سر زوجة شقيقك عندما أنجب طفلا ليس من صلبه؟
٭ عندما رزق شقيقي بطفل بعد زواجه الرابع، اكتشفت أن الطفل جاء نتيجة حالة اغتصاب تعرضت له زوجته، أي ليس برضاها، ومع هذا لم أرض أن يكون ابنا شرعيا لشقيقي، لأن قضية النسب لها تأثير كبير علينا كشرقيين، وأطلعت شقيقي على الموضوع لكنني لم أرض بالقتل، علما ان شقيقي لم يصدقني.
قيل ان الدور كان للفنانة القديرة منى واصف لكنها اعتذرت بسبب ارتباطها بأعمال أخرى في الخارج.. بماذا تعلق المصري؟
٭ فعلا لكن الدور تغير، كانت ستلعب القديرة منى واصف دور الأم للفنان رشيد عساف، وعندما أسند الدور لي تغير النص، وأصبحت شقيقته هي السند له ولأهل الحي الذي تعيش فيه، وهي المرأة الراجحة العقل في الحكم بين أهل الحي، والزوجة التي لم ترض بالزواج بعد موت زوجها نظرا لوفائها لذكراه.
برأيك، ما الحكمة من مسلسل يمثل البيئة الشامية مؤلف من جزأين، خاصة ان أعمال البيئة الشامية أحداثها متشابهة ولا تختلف إلا ببعض التفاصيل بشهادة نجوم يمثلون أحداث هذه البيئة؟
٭ الأحداث هنا تميزت بعض الشيء عن باقي الأحداث بالأعمال الخاصة بالبيئة الشامية من حيث إلقاء الضوء على تواجد قطاعي الطرق، «إذا هم خارجون عن القانون» وهذه حقيقة لا تتسم بها سورية بكاملها وليس دمشق بحد ذاتها أو المجتمع الدمشقي، إذا هم مطاليب من قبل القانون، قاموا بمساعدة الفرنسيين ضد أهلهم، أي سكان دمشق في ذلك الوقت، وهذا برأيي إسقاط من قبل الكاتب مروان قاووق على الواقع المعيش حاليا في سورية.
كيف استطاعت سلمى المصري التوفيق بين نساء شقيقها الأربع؟
٭ كما أسلفت، نساء الحي وأحيانا الرجال يعودون لاستشارتي نظرا لرجاحة عقلي وحبي لأهل الحي، وتمنياتي لهم بحياة سعيدة مريحة، من هنا فإنني كنت أستوعب كل ما يدور برأس نساء أخي، خاصة انهن ضراير، وبالنهاية ما يهمني أن يكون أخي سعيدا بحياته، وكونه من زعامات الحارة ووجهائها يؤخذ برأيه وبما يقرره، لأنه كبيرهم، وليس مستحبا أو مقبولا أن تكون نساؤه سببا في أن يتناقل أهالي الحي أسرارهن ومشاكلهن.
الأعمال الخاصة بالبيئة الشامية أعمال متشابهة ومع هذا نراك محبة لهذه الاعمال، ترى ما السبب؟
٭ مع أنها متشابهة إلا أنها أعمال محببة ومطلوبة من شركات الإنتاج، وينتظرها جمهور عريض على مستوى الوطن العربي.
قاووق: أعمال البيئة الشامية غالية جداًفي رده على سؤال من «الأنباء» يتعلق بتكلفة الإنتاج بالنسبة للأعمال الخاصة بالبيئة الشامية والأجور التي تفوق الاعمال الدرامية الحالية «المعاصرة والفانتازيا» قال الكاتب مروان قاووق: فعلا الأعمال الخاصة بالبيئة الشامية غالية جدا، والأجور عالية، فأقل منزل ليوم واحد بدمشق القديمة يقارب الخمسين أو الستين الف ليرة سورية، والبيوت الكبيرة بمائة الف ليرة، هذا بالنسبة للتصوير الداخلي، أما بالنسبة للتصوير الخارجي فالأسعار عالية فقد يكلف اليوم الواحد من أجور وإكسسوارات ودكاكين وحجز الأزقة الخمسمائة الف ليرة باليوم الواحد.
وعن مسلسل «عطر الشام» وهل ستكون له أجزاء جديدة، رد قاووق: هناك أجزاء قد تصل لـ 5 أجزاء، لأن «عطر الشام» تتحمل أحداثه كل هذه الأجزاء.
وبسؤاله عن الفنانة سلمى المصري وهل ستكون النجمة للأجزاء الخمسة، أجاب: أتمنى أن تكون لأنها فنانة قديرة ودمشقية تعلم جيدا أسرار هذه البيئة الغنية بكل مناحي الحياة، والفنانة سلمى تجيد الدور الذي يسند إليها.