- الفرصة الكبرى للمذيعين الكويتيين.. والمنافسة ليست موجودة في حساباتنا منذ البداية
- سوق الأغاني اليوم للأسف سيئ جداً فلا يوجد إنتاج ولا حتى ذوق فيما يقدم
- نسمع أغنيات لنجوم الصف الأول «غير متعوب عليها».. كأنه مطلوب منهم أن يقدموها من باب المجاملة أو مدفوع لهم
حوار ـ سماح جمال
أكد المذيع طلال ملك أنه لا توجد أي إذاعة في مختلف دول العالم العربي تستعين بمقدمين خليجيين عبر أثيرها، مشيرا إلى ان باب «مارينا اف.ام» مفتوح دائما للكفاءات، ولكن بطبيعة الحال الفرصة الكبرى هي للمذيعين الكويتيين.
واعتبر طلال، في حواره مع «الأنباء»، أن المنافسة ليست موجودة في حسابتاهم منذ البداية، مؤكدا ان التوجه اليوم في الإذاعات حول العالم ألا تتجاوز مدة الحديث 7 دقائق وباقي الوقت يكون لـ «music»، كما رأى أن افضل أنواع الإبداع هو ما يتم استنساخه وتطويره، معبرا عن أسفه للحال الذي وصل إليه سوق الأغنيات، معتبرا انه لا يوجد إنتاج ولا حتى ذوق فيما يقدم.
وقال: اننا اصبحنا نستمع إلى أغنيات لنجوم الصف الأول «غير متعوب عليها» كأنه مطلوب منهم أن يقدموها من باب المجاملة أو مدفوع لهم، كما تطرق ملك لموضوعات أخرى.
طلال تحدث عن الكثير من الأمور المهمة في هذا الحوار الشائق، وفيما يلي التفاصيل:
مستمر في تقديم برامجك عبر أثير إذاعة «مارينا اف ام»؟
٭ أجل، مع دخول بعض التعديلات المعتادة على برنامج «نغم الصباح» بحيث يقل عدد ساعاته مع بداية العطلة الصيفية، ليعود الى وقته الأصلي مع عودة العام الدراسي الجديد، الى جانب تقديمي برنامج «top 20»، وباقي مهام عملي الاداري كرئيس قسم الانتاج والموسيقى في الإذاعة.
ألا تشعر برغبة في بداية جديدة مختلفة عن «نغم الصباح»؟
٭ البرنامج بدأ في أكتوبر 2012 واستمراره حتى اليوم، بحكم أن هذه النوعية من البرامج تعتبر عصبا بالنسبة للمحطات الإذاعية حول العالم، وهذه النوعية من البرامج قد تستمر لأكثر من 10 سنوات، ويبقى مقدموها دون تغير، خاصة اذا حققوا نجاحا مع الجمهور، الذي يبدأ في اعتبارهم اقرب الى «صديق صباحي»، وبحكم طبيعة البرنامج وفقراته فانه في حالة تجدد وتغير مستمرة، وهذا يجعلنا لا نقع في فخ الملل أو التكرار، كما اننا لدينا قاعدة من المستمعين واسعة خارج الكويت وتتخطى حدود العالم العربي، وهم بدورهم يحرصون على التواصل معنا بصورة مستمرة.
ترى أن المزج بين عملك كمذيع من ناحية وعملك الإداري يخلق لديك حالة ما من التوازن تبعدك عن الملل؟
٭ لا أخفي ان هذا الأمر مريح بالطبع، وأرى أنه لا يوجد إذاعة في الخليج العربي تقدم ما هو أفضل منا، لأن هدفنا التواجد والمنافسة أكبر من السوق المحلي، كما أن لدينا مجموعة من البرامج في أوقات الذروة، ونحرص على إرضاء أكبر شريحة ممكنة من المستمعين، وهذا الأمر أتلمسه شخصيا من خلال التواصل المباشر مع الجمهور، فعندما أجد أن طفلا بعمر الـ 6 سنوات يعرفني ويتابع البرنامج، وحتى كبار السن الذين أصادفهم غالبا في أثناء إنجازي لمعاملاتي الحكومية، اعتبر هذا نوعا من انواع النجاح سواء كمقدم برامج أو حتى كأحد المسؤولين في إدارة المحطة.
تصرح بآرائك من خلال البرامج التي تقدمها؟
٭ نحن حريصون على إبداء الرأي دون تجريح، وقليلا ما أصرح برأيي الشخصي، وعموما الصراحة قد تعجب البعض، وتغضب آخرين.
لكن فقرة «أخبار ما لها داعي» تعتمد أساسا على الرأي الشخصي.
٭ هذه الفقرة تعتمد على اخبار غالبا ما تصدر في بعض الجرائد المعروفة بعينها، وتنشر أي مادة موجودة بغض النظر عن القيمة التي تحملها المادة، وعموما يتفق المستمعون معنا في آرائنا حول هذه الأخبار بصورة كبيرة، فمثلا ما الفائدة التي تعود علينا اذا عرفنا أن الفنان الفلاني قام بشراء سيارة جديدة، او ذهب لإمضاء إجازة في دولة ما؟! مع العلم أن هدفنا من خلال هذه الفقرة ليس «طق الصحافة» بل الفنانون، والغريب أن هؤلاء الفنانين انفسهم في بعض الأحيان يتواصلون معنا ويوافقوننا في الرأي، بل ويبدون استغرابهم من أن كل الحديث الذي أجروه مع الصحافي لم يركز فيه على جزئية غير مهمة أو مفيدة للقارئ في شيء، واعتبر أن مثل هذه الأخبار تستهزئ بعقلية القارئ، ومع هذا نجد أن بعض هذه الجرائد تغضب من حديثنا عن هذه الأخبار، مع العلم أن الإذاعات العالمية غالبا ما تضم مثل هذه الفقرات ويطلقون عليها اسم «أخبار غبية»، وللعلم هذه الفقرة لها جماهيرية واسعة عند المستمعين عندما أوقفت لفترة كان هناك طلب لعودتها.
بعد كل هذه السنوات في تقديم برنامج «top 20» مازالت ترى تعصبا من جمهور لفنان ما أو حتى رغبة من الأخير في تسيد المركز الأول؟
٭ تحيز «الفانز» أمر طبيعي وكل منهم يشجع بطريقته الخاصة، وبدون وجودهم لن يكون هناك فنانون، وفي كثير من الأحيان أجد رسائل عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي تطالبني بأن اضع اغنية لفلان، وفي بعض الأحيان تكون تلك أول مرة اسمع فيها الاسم مع أن عدد الطلبات قد يصل الى 3 آلاف شخص، وبحكم اننا اذاعة كويتية فيجب أن نضع الذائقة المحلية في عين الاعتبار ونقدم لهم ما يعجبهم، اما مسألة أن يطلب الفنان نفسه هذا الأمر فهو يحدث من فنانين كبار، بل حتى فنان شاب مازال في بداية طريقه أو خريج احد برامج الهواة.
كيف ترى حال سوق الأغاني اليوم؟
٭ أراه للأسف سيئا جدا، فلا يوجد إنتاج ولا حتى ذوق فيما يقدم، إلا ما ندر.
ماذا تقصد بأنه لا يوجد ذوق؟
٭ كثيرا ما نسمع أغنيات لنجوم الصف الأول «غير متعوب عليها»، خاصة اذا ما قورنت بالأعمال التي قدموها في الماضي، وكأنه مطلوب منهم أن يقدموها من باب المجاملة أو حتى مدفوع لهم مقابل مادي، وكأن الأمر أقرب الى موضة بالنسبة لكثيرين أو نوع من التفاخر بأن الفنان هذا غنى من أعمالي.
من الذي يحكم على مدى جودة الأغنية من عدمه؟
٭ نحن لدينا سياسة برمجة تجمع بين القديم والجديد، فإذا أذعنا مثلا أغنية قدمت قبل 15 سنة مثلا، فلن يعلق البعض عليها بأنها «بايخة أو سخيفة»، بل ستجد صدى في نفوسهم، كما اننا كإذاعة يوجد لدينا فريق عمل كامل يهتم بمتابعة كل ما يطرح من أعمال، وبالنهاية «الزين يفرض نفسه»، والأغنية الجيدة هي رأي للجميع وليس رأيا فرديا، وبات لدينا علاقة من الثقة مع المستمعين ونستطيع ان نفهم ذائقتهم، فعلى سبيل المثال، عندما طرحت الفنانة شمس اغنية «اشطح» في البداية ترددنا في اذاعتها بحكم أنها جريئة، وتمهلنا قليلا وبعدها أذعناها وعندما توالت الأعمال التي قدمتها شمس مثل أغنيات «حب ناقص، صبايا شمس...» بات وضعها أسهل بحكم أنها أقل جرأة مقارنة مع أغنياتها الأولى.
بحكم أنكم الإذاعة المحلية الخاصة الوحيدة، هذا يجعل مسألة المنافسة لديك بعيدة عن الحسبان؟
٭ المنافسة ليست موجودة في حساباتنا منذ البداية، وكل هدفنا أن نتفوق على أنفسنا بما نقدمه، وفي الوقت نفسه كيف نستطيع أن نصوب من أخطائنا، ونستطيع أن نخرج على المستمعين دائما بكل ما هو جديد.
ما حجم الاقتباس لديكم من الإذاعات الأجنبية؟
٭ أولا يجب أن نكون ملمين بما هو موجود في السوق العالمي للإذاعات عامة، ومن ناحية أخرى لو كانت هناك أفكار نقوم بتطبيقها فلا نفعل ذلك قبل أن نصبغها بصبغة كويتية تتناسب مع المستمعين، وكما هو معروف «فإن أفضل أنواع الإبداع هو ما يتم استنساخه وتطويره»، وعموما التوجه اليوم في الإذاعات حول العالم أن تكون مدة الحديث لا تتجاوز 7 دقائق، وباقي الوقت يكون «music»، حتى لا نصل بالمستمع الى حالة من التشبع، وتكون لديه رغبة في الاستماع لنا دون ان تصيبه حالة من الملل.
برنامج «انت المذيع» خرج المذيع علي نجم الذي استطاع ان يوجد لنفسه مكانة ووهج خاص، فلماذا لم يتكرر هذا الأمر مع بقية المتسابقين؟
٭ حدث بالفعل ففي الموسم الثاني فازت المتسابقة ايمان عبدالرحمن التي تقدم برنامج «سالفتنا» حاليا عبر اثير اذاعتنا، ونحن حاليا في صدد التحضير للموسم الثالث.
هل هناك اتجاه الى «تكويت» الأصوات التي تخرج عبر أثير إذاعتكم؟
٭ لا توجد إذاعة في مختلف دول الوطن العربي تستعين بمقدمين خليجيين عبر أثيرها، ولكن نحن نستعين بكفاءات من مختلف الدول العربية، إيمانا ورغبة منا في ان نكون قريبين من كل الفئات وفي الوقت نفسه نكسبهم، ويكون لدينا مذيعون من خلفيات ثقافية مختلفة، ولكن بالنهاية نريد أن تكون الفرصة الكبرى هي للمذيعين الكويتيين.
هل من برامج جديدة تستعدون لها؟
٭ برامجنا مستمرة ولكن بلوك مختلف، والجديد حاليا هو تحضيرات الموسم الثالث من برنامج «انت المذيع».