خلود أبوالمجد
«بيتر بان».. ذاك الولد الشقي الذي يمكنه الطيران ولا يكبر، ويقضي طفولته التي لا تنتهي في مغامرات على أرض جزيرة نيفرلاند زعيما لعصابته المكونة من مجموعة من الأطفال الضالة ويتعامل مع حوريات البحر والفراشات وكل ما له علاقة بالطبيعة، فهو يسكن في غابات تلك الجزيرة التي يسكنها معه مجموعة من الهنود الحمر والجن والقراصنة ويذهب لها بين الحين والآخر مجموعة من الأطفال الذين يحاولون اكتشاف عالم هذه الجزيرة ومن يعيشون عليها، فتجمعهم الصداقة والمحبة.
تلك قصة المسرحية العالمية التي بدأت عروضها في مركز جابر الأحمد الثقافي مساء أمس الأول وتنتهي اليوم مساء، والتي حضرها عدد كبير من الأطفال على مدار أيام عرضها، وتمكنت بما قدمته من استعراضات وغناء من إبهار الجمهور بشكل كبير، فحركة الممثلين تتزامن مع بعضها البعض بشكل متناسب مع الموسيقى والقصة المقدمة منذ بداية العرض ودخول الممثلين من جنبات قاعة العرض وسط الجمهور الجالس، ليتفاعلوا مع الأطفال ويكونوا قريبين منهم فيكسروا حاجز وجودهم لحضور عرض مسرحي ويحملوهم لعالم بيتر بان وجزيرة نيفرلاند.
كانت الساعتان ونصف الساعة التي قضاها الأطفال في مشاهدة هذا العرض ممتعة بما كان فيها من استعراضات طار فيها بيتر بان وصديقته الطفلة الجميلة التي أصرت على زيارة عالمه برفقة شقيقيها بعد اعتقاد ذويهم بأنهم يغطون في نوم عميق، فيعيشون مغامرة محاربة القراصنة الذين يختطفونهم ويحاولون قتلهم، ولكن يتحولون بمساعدة أصدقاء بيتر بان من الأطفال المشردين والنور الموجود بداخلهم الذي يعكس قيمة الخير ليصبحوا لا يموتون أبدا مثل بان، وكل هذا يشاهده الحضور في إطلالات مختلفة للأبطال وهم يطيرون أعلى المسرح، مستخدمين تقنيات حديثة في الأربطة المطاطة التي تجعلهم يقتربون لأقصى مدى من رؤوس الأطفال المتواجدين، وفي بعض الأحيان كانوا يلامسونهم عبر وجودهم في المسرح في بعض المشاهد، فكل المساحات وقاعة العرض استغلت تماما بما يتناسب مع القصة المقدمة، التي توجها الأزياء والمكياج والإضاءة والمؤثرات المستخدمة التي تحملك مرغما لجزيرة نيفرلاند لتعيش هذه المغامرة برفقة هؤلاء الأطفال.
قصة تقدم تيمة الخير والشر وكيفية محاربته والقضاء عليه، ولكنها تمكنت من تقديم المتعة البصرية لجمهور الأطفال والكبار الذين حضروا العروض، والتي من المفترض أن يقف عندها الكثير من الفنانين والمنتجين ليطوروا ما سيقدمونه في عروضهم المسرحية في عيد الفطر المقبل.