مفرح الشمري
Mefrehs@
اختتمت مسرحية «أقفاص» العروض الرسمية لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الاكاديمي الثامن الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية وذلك على مسرح «حمد الرجيب». يحسب للطالبة فرح الحجلي اختيار نص مسرحي صعب وهو نص «الآلة الحاسبة» للكاتب الاميركي ألمر رايس، ويعتبر من النصوص الشديدة الواقعية والتي تغوص في نفس البشرية، حيث قامت الحجلي بإعداد النص على حسب قراءتها لتشارك به في عروض المهرجان، واختارت عنوانا مغايرا وهو «أقفاص» ووضعت له الرؤية الإخراجية، واستعانت بعدد من الطلبة من المعهد لتجسيد رؤيتها على الخشبة وهم محمد اكبر، محمد الانصاري، عدنان بلعيس، أريج العطار، محمد ملك، نورهان طالب، محمد المنصوري، إسماعيل كمال، علي المهيني، مهدي هيثم، علي سامر، وتصدى للديكور عبدالله الشواف والإضاءة حسين الحداد والأزياء شهد الدخيل والمكياج لين الأطرش.
يتحدث العرض عن «مستر زيرو» الشخصية الرئيسية المحركة للاحداث، والذي أفنى سنوات عمره في عمله ملتزما باداء واجبه على أكمل وجه، إلى ان يتفاجأ برئيسه في العمل يفصله ويستبدله بآلة حاسبة حقيقية، وكان هذا القرار السبب الذي فجر غضبه ودفعه الى ارتكاب جريمة قتل مديره، من دون أن تكون له أدنى قدرة على تغيير مصيره، فيقبع في السجن عددا من السنين يطارد احلاما أصبحت برسم المستحيل، ويستجر ذكرياته مع زوجته إلى أن يأتيه العفو وقد انحنى ظهره وضاع عمره.
وبمقارنة بسيطة بين ما كتبه رايس وما اعدته المخرجة فرح، نجد انها تخلت عن الخط الذي سار عليه الكاتب الأميركي الذي استعرض حياة «مستر زيرو» بالتوازي مع مرحلة ما بعد مماته، وهو في الحالين لا يقدم ككائن بشري وإنما كآلة رمز له الكاتب بالرقم صفر للتعبير عن نظرة المجتمع الدونية له، ونتعرف من خلال سير الأحداث كيف تسلب الآلة الإنسان كرامته وحياته، بينما اشتغلت فرح في نصها المعد على خط زمني واحد بدءا من صدامه مع مديره مرورا بجريمة القتل وصولا الى مرحلة السجن، وهو المبرر الذي لجأت إليه المخرجة الشابة لتغير اسم العمل الى «أقفاص»، وهناك خلف القضبان الرمزية يتخلص «مستر زيرو» من حياته ليتحول إلى آلة.
على مستوى الرؤية الإخراجية نجحت فرح في الاشتغال على عنصر التمثيل فجاء اداء الممثلين متزنا وانسجم بطل العمل محمد اكبر مع شباب التعبير الأربعة الذين أحاطوه طوال العرض ليقدموا بأجسادهم وتحركاتهم تشكيلات بديلة عن الديكور، فكانوا قضبان السجن، واستغلوا العصي التي بين أيديهم لتصبح مكتبا تارة، واداة للجلد تارة أخرى، وكان لوجودهم طوال العرض الفضل في الحفاظ على الإيقاع، والذي ساعدهم بذلك قطع الديكورات البسيطة على خشبة المسرح، التي سهلت حركتهم كممثلين في التنقل دون اخطاء تذكر.