دمشق - هدى العبود
التقت «الأنباء» الفنان علي كريم الشهير بشخصية «العكيد أبو النار» من خلال مسلسل «باب الحارة» الشهير، في حوار شائق، عن أعماله الفنية المقبلة، فإلى التفاصيل:
تتنافس شركتان على إنتاج الجزء العاشر من «باب الحارة» وكنت أحد أبطالها من خلال شخصية «العكيد أبو النار» ومن أشد منتقدي العمل، وخاصة بالنسبة للدور المسند لك.. بماذا تعلق؟
٭ مع الأسف «باب الحارة» من الأعمال التي لم تحترم البيئة الشامية، وأنا ابن دمشق وابن أحيائها القديمة، والأحداث التي كتبت وقدمت للمشاهد جميعها تقريبا خيالية ومفترضة، لأن عاداتنا كانت معقدة وصعبة للغاية، فمثلا ليس مسموحا على الإطلاق بأن يقف أي شاب مع ابنة جيرانه أو يكلم امرأة من حارته، لكن من كتبوا «باب الحارة» بأجزائه كانت لهم رؤية أخرى بعيدة عن الواقع.
هل ستشارك في الجزء العاشر من «باب الحارة»؟
٭ لم أدع لأقرر ولا اعلم ما الشركة التي ستنتج العمل، وعلى الأغلب لن أشارك، وكما قلت مرارا الأعمال التي نشاهدها عن البيئة الشامية ليس فقط من خلال مسلسل «باب الحارة»، بل كل الأعمال لتي مثلت هذه البيئة الجميلة، كانت بعيدة جدا عن الواقع الذي عشناه، باستثناء «بواب الريح» و«طالع الفضة»، و«عشاق القناديل»، وللإنصاف «باب الحارة» بجزئه الأول تناولت أحداثه سنة 1930 وتم تخريج أول دفعة طب عام 1920، وكان هناك قسم صحافة حرة، وعرض فيلم سينما اسمه «تحت سماء دمشق» لإسماعيل أنزور، وتظاهرت نساء ضد سلخ لواء إسكندرون، هذه هي دمشق وليست كما نشاهدها بالأعمال الشامية، واعتبر نفسي من المدافعين عن هذه البيئة لأنني ابنها.
أنت تنتقد الأعمال الخاصة بالبيئة الشامية، إذن لماذا شاركت في العديد من الأعمال التي تجسد البيئة الشامية ولم تعتذر؟
٭ الفنان مضطر للعمل لأن هذه المهنة هي مهنته، ولأنني غير قادر على إنتاج مسلسل أستطيع عبره اختيار الكاتب الذي يقدم لي فنا من خلاله ألعب الدور الذي أطمح إليه، والدراما السورية تعاني منذ سنوات من حصار شركات الإنتاج والتسويق خارجيا، وهذا أثر على الدراما بشكل عام وانعكس بالتالي ذلك على الفنان سلبا، لكن الدراما السورية عمليا تحاول ان تنجز شيئا، وان تتقدم على الصعيد التقني والإخراج، ونحن نمتلك تكنيكا قويا، وهذا نشاهده من خلال كوادرنا الفنية التي تعمل مسلسلات مشتركة قوامها الفنان اللبناني والخليجي والمصري والسوري، ويكون الكاتب والمخرج سورياً.
بما انك ابن دمشق القديمة..ما الأعمال التي جسدت حقيقة هذه البيئة؟
٭ قبل الإجابة أريد ان أتوجه لمن يريد ان ينتج عملا يجسد أي بيئة بسورية أو في أي مكان في الوطن العربي، ان يكون الكاتب ابن البيئة ذاتها، ولد فيها وعاش تقاليدها الاجتماعية وعرف أدق تفاصيلها وأن يبحث في وثائق التاريخ في حال تعرض لتاريخ الأحداث التي يتناولها، لا أن يأتي كاتب من الشمال السوري أو الجنوب ليكتب عن البيئة الشامية، ومن الأعمال التي جسدت فعلا البيئة الشامية «طالع الفضة»، «بواب الريح»، «قناديل العشاق».
هل أنت راض عن دورك بمسلسل «الغريب» خاصة ان العمل حقق جماهيرية واسعة؟
٭ نعم راض لأنني جسدت شخصية المحامي النصاب الذي لا يهمه إلا المال، وضرب عرض الحائط باليمين الذي أقسمه عند تخرجه بان يكون عادلا وحياديا ومدافعا عن الحق والمظلوم، ولا تهمه المسائل القانونية ولا الأخلاقية، وحقيقة ما أكثرهم في تلك الأيام.