دلال العياف
الكلمات ليست فقط احرفا تطبع وحبرا يتقاطر على ورق، بل هي عبارات تعصر القلب إما فرحا أو حزنا، للتعبير عن كل موقف في الحياة يرسخ في ذاكرتنا، وهنا تكمن الحنكة في استخدام المفردات المؤثرة، هكذا وبهذه القوة يعبر الشاعر الرائع احمد الصانع الذي بصم بصمة واضحة على ارض وساحة الفن، ارض خصبة تريد من يرويها لتنمو نباتا يسعدنا، فكلمات الشاعر الشاب تسعد خواطرنا بكل ظروفها لعمق التعبير في كل جملة شعرية ينظمها، فهو مبدع بجميع الالوان الفنية.
تعامل الصانع مع كبار الفنانين وتعاون مع الشباب ومد يد العون لهم، وكان له دور بارز في لمعان اكثر من مطرب فنيا وهذا ما لاحظناه في الذين نجحوا ونجح معهم، لديه خلق عال، خلق فنان وشاعر لديه ملكة خاصة به موجودة بجيناته وتسري في دمه، فشاعرنا يتلون مع كل غيمة شعرية ممطرة تمر بذهنه وتلهمه، ولا ننسى نجاح أغنية من اجمل أغنيات الموسم وهي للفنان حسين الجسمي التي تؤثر في كل من يسمعها، وقال فيها بحرفنة «انا كل مانويت انسى.. لك الذكرى ترجعني.. وترى للحين انا احبك.. وأشوفك بين حين وحين»، فهي حالة صراع بين الحب والفقد، شرحها من خلال كلماته الرقيقة والقوية أيضا، وسطر للفنان القدير «قلب الكويت» نبيل شعيل كلماته على صوته الشجي وقال «من ذوقي لو تطلبني العين جاتك.. ياللي فراقك كان خالي من الذوق»، ليشرح لنا حالة من العطاء اللامتناهي.
في كل اغنية يذهلنا الصانع ويجعلنا نعيش حالة واقعية واحيانا يطرح الحلول بكلماته، وهذا ما اكد تعاوناته مع الكبار، فهو كبير فيما يقدمه من فن يدخل القلب ويسكن فيه، واليوم يعود الشاعر المرهف احمد الصانع ليخرج لنا مشاعر من نوع آخر، صادقة الى أبعد حدود، لا تشبه مشاعر احد من خلال قصيدة من نوع خاص للأم تحمل عنوان «جنة الارض»، وهي أول تعاون له مع الشيخ مشاري العفاسي، وستصدر الاغنية اليوم «الثلاثاء»، من ألحان العفاسي أيضا، وتصور وتبث على «انستغرام»، ويقول مطلعها: «جنة الأرض اللي شالت ضيقتي عني وهمي.. تعفو عن قلبي اليه منه جحد.. لحد يدور نفس قلب أمي.. لحد يدور وترى ما في احد».