- الساحة الفنية لا توجد فيها أزمة نصوص
- انتهاك الحرمات على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلني مؤيداً لوجود رقابة
- داود بطل مسلسل «موضي قطعة من ذهب» ومن إخراج منير الزعبي
- وصلنا لمرحلة بعيدة عن الإنسانية .. وهدى حسين كانت جريئة
- للأسف نرى أشخاصاً «عقلهم مو براسهم» يحولهم البعض إلى مادة للسخرية
حل الكاتب د.حمد الرومي ضيفا على ديوانية «الأنباء» في حوار مزج الفن بالطب، وتحدث عن شعوره بالحزن للحال التي وصلنا لها اليوم بسبب سوء استخدام البعض للحرية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي جعلتنا نصل إلى مرحلة بعيدة عن الانسانية.
وكشف الرومي عن عمله الرمضاني القادم الذي يحضر له وهو «موضي قطعة من ذهب» والذي سيكون من بطولة داود حسين وإخراج منير الزعبي، مؤكدا أن مسلسل «عبرة شارع» كان بمنزلة امتحان، وأن ما «حز بخاطره» - على حد وصفه- كان حذف بعض مشاهد العمل، كما شدد على أن الساحة الفنية لا توجد فيها ازمة نصوص.. هذا وقد تطرق الرومي لمواضيع اخرى.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
سماح جمال
هل بدأت التحضيرات لعملك الرمضاني للموسم القادم؟
٭ نعمل حاليا على تحضيرات لمسلسل «موضي قطعة من ذهب» ولكن لا يوجد اتفاقات رسمية أو نهائية، وهذا النص كنت قد انتهيت من كتابته قبل عامين، وسيكون من اخراج منير الزعبي وبطولة الفنان القدير داود حسين.
تكرارك التعاون مع الفنان داود حسين استثمار لنجاحكما في مسلسل «عبرة شارع»؟
٭ رشحت بوحسين لدور من البداية، وللعلم انتهيت من كتابة هذا العمل قبل مسلسل «عبرة شارع»، ومن ناحية اخرى لن يكون ظهوره تكرارا لشخصية «عبدالمحسن» وسيكون مختلفا تماما وبعيدا عنه.
عبرة شارع
بالعودة للموسم الرمضاني الماضي.. كيف وجدت نجاح «عبرة شارع»؟
٭ المسلسل كان بمنزلة امتحان اعددت له جيدا، ولكن يبقى بداخلك نوع من القلق، كان فكرة مختلفة ويحمل جرأة بالطريقة التي ارتاح لها، وما اعطاني ثقة اكبر هو الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله فبخلاف امتلاكها لتاريخ فني عريق فهي قارئة نهمة وتناقش في كافة تفاصيل العمل، وكانت تثني على المسلسل ولديها رقابة ذاتية واعية، وكانت تؤكد علي عندما كنت اتردد بعض الشيء، وشعرنا بالنجاح وقت عرض العمل عندما شاهدنا مدى تفاعل الجمهور معه.
كيف جاء التعاون بينك وبين الفنانة القديرة سعاد عبدالله؟
٭ اعتدت على كتابة ملخصات لقصص والاحتفاظ بها، وعندما حدث التواصل مع «ام طلال» اخبرتها عن الملخص وعرضته عليها، ونال اعجابها وثناءها منذ اللحظة الأولى.
رصيدك الدرامي يضم عملين هما «اقبال يوم اقبلت» و«عبرة شارع» وكلاهما قام بإخراجهما المخرج منير الزعبي؟
٭ التعاون جاء بصورة قدرية ومن دون تخطيط، فالعمل الأول اخبروني بان من سيتولى إخراجه هو منير الزعبي ولم يجمعنا سابق معرفة وتعارفنا فيه، وفي «عبرة شارع» كنت للأمانة أبحث عن مخرج قادر على اظهار القضايا الجريئة التي يطرحها المسلسل ولكن دون أن يقدمها بصورة بها اسفاف أو مباشرة، ولكن مع منير كان بيننا توافق في هذا التوجه.
رغم كل الحرص الذي تتحدث به عن العمل، الا ان احدى القنوات التي قامت بعرضه اخضعته لرقابة وقامت بحذف بعض المشاهد في حين ان باقي القنوات التي قامت بعرضه لم تتبع نفس السياسة؟
٭ هناك قضايا انسانية عالمية واخرى كانت قضايا ذات ابعاد محلية كويتية، وكنت اتمنى ان يعرض كما هو، ولا انكر انه «حز بخاطري» حذف بعض المشاهد من الحلقات الأولى من قبل هذه المحطة، في حين ان باقي القنوات عرضته كاملا دون حذف، ولم تكن هناك ردة فعل سلبية من الجمهور على ذلك.
كيف تجد الرقابة على الأعمال الفنية؟
٭ شخصيا اؤيد وجود رقابة، فصحيح انني مع حرية التعبير، ولكن يجب ان يكون هناك وعي كامل بالمجتمع الذي نعيشه، فما نراه في بعض الأحيان على مواقع التواصل الاجتماعي يصل إلى درجة انتهاك الحرمات ويضعها البعض تحت اطار حرية التعبير، وبالنهاية الأعمال الفنية تتابعها الأسرة وتدخل كل بيت، وحتى لو كل شخص لديه رقابة ذاتية يجب ان تكون هناك رقابة باطار اكبر، ويوجد عتب على الرقابة لا اريد اخفاءه، وهو مثلا «ان هذا العمل يشوه صورة المجتمع» فهذا المعيار فضفاض ولم يحدد الإطار المقصود والذي يحكمه، فعلى سبيل المثال لو قمنا بإظهار شاب يدخن في احد المشاهد فهل يعني هذا انه يمثل نفسه وخطه الدرامي أم ان الأمر يدخل في اطار تشويه صورة المجتمع واظهاره بصورة منفلتة؟ وبالتالي لا توجد آلية واضحة.
هل تعرض مسلسل «عبرة شارع» لمقص الرقيب؟
٭ كان هناك اعتراض على مفردة في الحوار، وعندما تناقشنا فيها مع الرقابة اقتنعوا بوجهة نظري وكان هناك مرونة ورقي شديد معهم، ونحن كفريق عمل كنا حريصين جدا في المحافظة على الصورة التي سيظهر بها العمل، وشخصيا كنت اضع يدي على قلبي في المشاهد الخاصة بالشخصية التي قدمتها الفنانة هبة الدري لأن هناك شعرة فاصلة قد تقلب المعايير كلها، ولكن المخرج منير الزعبي كان شديد الحرص بالطريقة التي اخرجه بها.
الرقابة
بحكم أنك كاتب ولديك اصدارات، كيف تقبلت الرقابة التي فرضت هذا العام وطالت بعض الكتب؟
٭ لا اتفهم الرقابة التي تفرض على بعض الأعمال في حين انها تجيز بعض الأعمال التي تحمل الكثير من السطحية، «وما يحز بالخاطر» ان نرى كتبا مكتوبة بطريقة مباشرة واسلوب مراقبين تجعلنا نتساءل كيف تمت اجازتها.
رصيدك به عملان كلاهما من إخراج منير الزعبي وحتى عملك القادم سيكون من إخراجه، الا تخشى ان يحسب هذا الامر عليك وليس معك؟
٭ بصراحة منير الزعبي هو احد افضل المخرجين الموجودين على الساحة، وهناك خمسة مخرجين اعتبرهم الأفضل على الساحة، ومنهم من أتفق معه فكريا، ومنير بحكم تجربتنا معه وجدت منه كل الحرص على التعامل معي وعلى العمل وذلك منذ تجربتي الأولى ويهتم بالحديث عن العمل ومناقشة تفاصيله معي.
عمل مختلف
كيف وجدت مسلسل «عطر الروح» الذي لعبت بطولته الفنانة هدى حسين؟
٭ الفنانة هدى حسين كانت جريئة ولكن بصورة إيجابية، والعمل مختلف عن المتعارف عليه في الدراما الخليجية من حيث طريقة تناول المواضيع والشخصيات التي قدمها.
هل تعتقد لو أن اعمالنا الخليجية تمت دبلجتها وعرضها هل ستلقى نجاحا مقاربا للأعمال التركية؟
٭ قد يحدث، ولكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ان الأعمال الدرامية التركية اختارت مواضيع تمس الإنسان بشكل عام، وأغلب المسلسلات التي حققت نجاحا كانت ذات طابع عالمي إما بتناولها لقضايا انسانية أو حتى تلك التي تطرقت للجانب الرومانسي، ولكن اذا كانت تعتمد على القضايا المعاصرة وتناقش أمورا محلية فلن تنال متابعة كبيرة، ويجب ان نضع في الحسبان ان خطوة كهذه تحتاج إلى صناعة ونحن نفتقدها في مجالنا، فالأمر ليس مجرد مادة وميزانية بل طاقات بشرية، وعلى سبيل المثال نحن لا يوجد لدينا تنوع في الفئات العمرية الموجودة في الممثلين فإذا كان هناك دور يتطلب وجود ممثل في سن معينة ستكون خياراته محدودة جدا، في حين ان مصر على سبيل المثال توجد فيها خيارات متعددة، كما اننا نتلقى الكثير من الانتقادات فيما يخص مسألة المجاميع «الكومبارس» والواقع اننا نفتقر الى إيجاد كومبارس متحدث ويجيد اللهجة، وحتى الإخراج هناك قلة، في حين اننا اليوم لا توجد عندنا أزمة في النصوص ورابطة الكتاب والزخم الموجود فيها أكبر دليل، أعتقد ان الأعمال الدرامية التركية كانت بمنزلة موضة وانتهت، وشخصيا لن أتابع مسلسلا يتكون من 60 حلقة وخاصة في ظل المنافسة الكبيرة التي تفرضها الأعمال الأجنبية وإيقاعها السريع.
تدافع عبر حسابك على «تويتر» عن بعض القضايا الإنسانية ومنها قضية «محاربة التنمر»؟
٭ بالفعل، لأننا وصلنا إلى مرحلة بعيدة عن الإنسانية في بعض الأحيان عندما نتناول هذه القضايا، فاذا قدم أحدهم عملا وهناك حالة عدم رضا عليه فلماذا نصل إلى التنمر؟ واذا وضعنا انفسنا مكان هذا الشخص الذي شعر بأنه قادر على تقديم شيء ما وهذه امكانياته فلماذا نجرحه بالكلام؟ للأسف نرى البعض يسخر من أشخاص «عقلهم مو براسهم» ويحولونهم إلى مادة للسخرية.
تفكر في تقديم أعمال كوميدية؟
٭ لا أنكر أنني افكر في تقديمها في يوم من الأيام، وأحاول دائما في كوميديا الموقف، كما ظهر في مسلسل «عبرة شارع» بالشخصيات التي قدمها أسامة المزيعل وليلى عبدالله، وحتى بعض المشاهد التي قدمتها الفنانة سعاد عبدالله، ولكن الكوميديا تحتاج إلى تحضيرات أكبر من ناحية الإخراج، حيث سيختلف عن العمل العادي،
وكذلك الممثلون وطريقة تحضيرهم لتقديم هذا اللون تتطلب تجهيزات بصورة مستمرة، وغيرها من العوامل التي يجب توافرها.
«الأنباء» عالقة في ذهني منذ أيام الدراسة
كشف د.حمد الرومي عن زيارته لجريدة «الأنباء» عندما كان طالبا، وقال: كنت في المرحلة المتوسطة والزيارة كانت رحلة مدرسية، وما زالت تفاصيل المكان عالقة في ذهني حتى اليوم.
«شعلة الأنباء» جاءت في الوقت الصحيح
تطرق الكاتب د.حمد الرومي إلى جائزة «شعلة الأنباء» والتي فاز بها كأفضل كاتب درامي لعام 2018، وقال: كنت أفتقد شخصيا وجود هذا النوع من الجوائز، وعندما عرض مسلسلي «إقبال يوم أقبلت» تواصلوا معي ودعوني لتكريمي كأفضل كاتب، وكنت أرفض الذهاب وتسلم الجائزة، فمع كامل احترامي للجهة التي تواصلت معي ولكن من الذي نصبهم لإعطاء الجوائز؟ وما الأساس الذي استندوا إليه؟ من حقي ان أعرف من الذي قيمني؟ لأنني لا أريد ان أعيش كذبة انني أفضل كاتب، «ويحز بالخاطر» اننا في الكويت وهي البلد المصدر للفن وبه زخم من الأعمال ولكن لا توجد جهة تتبنى التقييم، وأعتقد ان «شعلة الأنباء» جاءت في الوقت الصحيح حتى لو لم اكن قد فزت ستبقى بالنسبة لي بمنزلة حافز سيدفعني للأمام حتى أجتهد أكثر وأقدم أفضل ما عندي وأطور من نفسي، وبهذه الطريقة سأطور من نفسي لأن من قيمني هم أصحاب الاختصاص، وأحترم الآلية التي اعتمدوا عليها للتقييم، وفرحتي بها لأنني «مصدقها» وهناك أسماء وجدتها في التصويت كانت غير متفقة مع المسلسل.
ارتفاع في الوعي بأهمية الجانب النفسي
تحدث د.حمد الرومي عن الجانب النفسي الذي هو مجال عمله ودراسته، وقال: علينا ان نعي ان هناك فارقا بين الطب النفسي وعلم النفس، ومجال عملي هو الناحية الطبية أكثر من أن كونه نفسيا، وأشخص حالة الإنسان وأكتب له الوصفات العلاجية وأنصحه اذا استدعى الأمر بزيارة اخصائي نفسي، ولا أقوم بإجراء الجلسات النفسية بصورة متعمقة، ولله الحمد أصبح هناك ارتفاع في الوعي بأهمية الجانب النفسي وبضرورة اللجوء لأصحاب الاختصاص.