دلال العياف
منزل عامر بالثقافة وعلى قدر كبير من المعرفة، يلتقي بين أروقته رواد الثقافة والفن والأدب، يعتبر منزلا زاخرا بأرشيف للثقافة والفن، وجانباً منه يحوي مكتبة لها أعوام طويلة من التجميع، وهذا ما يدل على انه منزل د.طالب الرفاعي الذي جمع كل عظماء الإعلام والفنون والأدب والشعر تحت سقف بيته الكائن في منطقة السرة، ليشع بالثقافة ونور العلم والكلمات الراقية والذائقة الرفيعة.
الرفاعي أقام أمسية مساء أمس الأول في بيته الذي يحتضن نشاطات الملتقى الثقافي والتي يمكن أن نشبهها بملتقيات الشعراء وكبار الأدباء سابقا، في أزمان كانت للفن كلمة ومعنى رفيع، فاليوم نراها ونعيشها من خلال أمسية راقية أدارها الزميل الإعلامي مفرح الشمري مناصفة مع د.طالب الرفاعي، حيث كانت مفعمة بالمعلومات الثرية وأحلى الذكريات التي رسخت في أذهاننا.
كانت الأمسية بعنوان أمسية «ثقافة الشعر الغنائي» واستضافت الشاعر الكبير بدر بورسلي الشخصية الفريدة كالذهب، فكلما زاد عمره زادت قيمته، بالفعل هو ذهب صافٍ ومن أغلى المعادن الثقافية الشعرية التي تستحق التقدير والتي أثرت مكتبات التلفزيون والإذاعة كشاعر وإعلامي ومقدم برامج اتصف بالشمولية، هو «وطن النهار» أطال الله في عمره والمتمثل في «وطن النهار»، والذي قال في إحدى قصائده التي طرحها خلال الأمسية وهي رائعة من روائعه «مسحور» وقال فيها «انتي بعيونج لي وطن»، الوطن يتمثل في أغلب معاني كتاباته القيمة، وفي حالة حنان قالت «أم حنين» الغيثارة نوال على لسانه وتعبيره العميق «اشتاق لك وانت الوطن في عيوني من زمان».
لحظة وفاء من أشخاص أوفياء لرفقة الدرب الطويل، حيث تكلم د.طالب الرفاعي عن الراحل إسماعيل فهد إسماعيل كونه كان من المؤسسين لهذا الملتقى الصخب، وأسمى هذا الموسم بـ «موسم إسماعيل فهد إسماعيل» تكريما للراحل الكبير.
وعبر الزميل الإعلامي مفرح الشمري عن سعادته البالغة لتكليفه بمحاورة الشاعر الكبير بدر بورسلي، واعتبره تشريفا ان يحاور شاعرا أحبه وطرح عليه عدة أسئلة وكلمه عن البدايات، وببساطة جميلة وكانها السهل الممتنع، سولف لنا أبونا بوناصر شاعرنا القدير بدر بورسلي سويلفات لها قيمة، حيث بدأ بسالفة عن غناية «غريب»، وقال إنها كانت المنطلق للأسلوب الخاص ببدر بورسلي والذي يعطي انطباعا مغايرا لنهج الراحل القدير فهد بورسلي.
أحب الموسيقى الشعبية والسامريات، لكن ما كان معاها على علاقة وطيدة ككتابة شعرية، أما غناية «غريب» فكان لها أسلوبها في الطرح الغنائي وكانت كلماتها مختلفة تماما.
وعلى جانب الأمسية، وصلت رسائل من «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر، وقال إنه كان يود أن يحضر ولكن ظروفه الصحية منعته من المجيء الى هذا الصرح الشعري الفني الأدبي الزاخر، وأيضا الفنان القدير سليمان الملا.
تحدث بورسلي عن تجاربه التي اتصف من خلالها بالشمولية، حيث إنها أهّلته وأوصلته مواهبه الفذة حتى أصبح اليوم الإعلامي القدير بدر بورسلي، وتحدث عن تجربته في الصحافة وانه كتب في جريدة «الأنباء»، وقال إنه لا يعتبر نفسه صحافيا، وأردف: «انا اللي يجي براسي ويحضرني اكتبه، انا احب اجرب كل شي»، كما تحدث العم بوناصر عن تجربة التلفزيون.
وسأله الزميل الشمري عن غناية «اعترفلج»، وهل كل الغنايات تكون فكرة أم لها ملهمة؟ فرد العم بوناصر بابتسامة وحب وقال: «انا كتبتها عن أم ناصر الله يحفظها. وبالنسبة للغنايات والقصائد احيانا تكون أفكارا واحيانا تكون لها قصة».
وعن ضياع المفردة الكويتية بنعتها بضياع الهوية، رد الشاعر الكبير بدر بورسلي: «الهوية هي حب الأرض وليست باللغة، نعم لا بد من المحافظة على الكلمة الكويتية الأصيلة والاعتزاز بها، لكن الحب لهذه الأرض هو الأساس».