- «شابكة» المغرببة واقعنا العربي.. و«ذاكرة قصيرة» التونسية ملل!
القاهرة - مفرح الشمري
Mefrehs@
انطلقت امس الاول العروض المسرحية التي تتنافس على جائزة القاسمي في مهرجان المسرح العربي بدورته 11 المقامة حاليا في القاهرة، وذلك من خلال مسرحية «الطوق والأسورة» للمخرج المصري ناصر عبدالمنعم على خشبة مسرح البالون وهي من إنتاج فرقة مسرح الطليعة بجمهورية مصر العربية ومأخوذة من رواية الراحل الأديب يحيى الطاهر عبدالله.
تدور أحداث المسرحية في صعيد مصر، حيث يصور العرض معاناة الأسرة الفقيرة من الحرمان والفقر، وكيف تصبح ضحية للخرافات والخيالات الشعبية. وتم تقديم العرض في عام 1996 مع بعض التغييرات لمواكبة الأحداث الحالية، حيث وفق المخرج في التغييرات التي أضافها للعرض، خصوصا في تعدد أماكن خشبات المسرح، واشتغل على 4 جهات ليدخل الجمهور في الأحداث، والمسرحية من تمثيل فاطمة محمد علي، محمود الزيات، مارتينا عادل، أحمد طارق، أشرف شكري وآخرين.
وعلى خشبة مسرح الجمهورية قدمت فرقة المسرح الحديث بالمملكة الأردنية الهاشمية عرضها المسرحي «النافذة»، تأليف مجد حميد وإخراج د.مجد القصص وتمثيل حمد نجم ونهى سمارة واياد الريموني ورنا قدري.
المسرحية عبارة عن معاناة درامية عن الظروف السياسية والاجتماعية القاسية وما أنتجته من قتل ودمار وكوارث في ظل فوضى عدم الاحتكام للعقل والقانون.
وتمكن فريق عمل المسرحية من إيصال رسالة «النافذة» للجمهور ضمن إطار فكرتها وحكايتها من الواقع والحياة وصور التصادم بين الخير والشر وتحريك مشاعر النضال من أجل الحرية والتحرر والرخاء المجتمعي على الرغم من بعض الهنات التي صاحبت العرض والتي سببت بعض الملل للجمهور المتلقي.
وعلى نفس خشبة مسرحية الجمهورية قدمت فرقة الأوركيد المغربية مسرحيتها «شابكة» المأخوذة من نص «على باب الوزير» للمسرحي المغربي عبدالكريم برشيد والذي تم تقديمه كثيرا على خشبات المسرح المسرحي.
وقام المخرج أمين ناسور بإعداد النص لتسليط الضوء على الفساد الإداري والمالي الذي يعاني منه الوطن العربي وخصوصا في المغرب، وذلك تعبيرا عن طموحات ومشكلات الشباب في المغرب والوطن العربي.
وقد نجح ناسور في تحقيق رؤيته الإخراجية من خلال عرضه المسرحي الذي تجاوب معه الجمهور ومن خلال أحداثه التي تدور حول معلمة أجيال لديها قيم ومبادئ في زمن خلت عنه تلك المبادئ بما فيها أسرتها التي تسعى جاهدة لتغيير قيمها، خصوصا بعد تعيين احد طلابها الفاسدين وزيرا وهو لا يستحق هذه المكانة وانه الرجل غير المناسب في هذا المنصب. وقد لامست المسرحية الجميع لأنها تعبر عن واقعنا العربي وما وصل إليه من إبراز عدم الأكفاء وصرف النظر عن الأكفاء.
وعلى خشبة المسرح القومي قدمت تونس عرضها الذي حمل عنوان «ذاكرة قصيرة»، تأليف وإخراج وحيد العجمي، وسلط الضوء على معاناة وهموم الشعب التونسي، خصوصا بعد الثورة من خلال استحداث حكاية الشهيد الجيلاني الذي أرادت السلطة تكريم أسرته والتي عانت كثيرا من أجل هذا التكريم.
ولم يتجاوب الكثيرون مع المسرحية للرتم البطيء الذي تسير فيه والملل في بعض مشاهدها وهو ما دفع بعض الحضور للخروج من القاعة لأنه لا يوجد فيها تنويع في حواراتها، حيث ظهرت وكأنها مسمع إذاعي.