- «المجنون» الإماراتية تدعو لـ«المحبة».. ومسرحية «عبث» المغربية استفزاز!
القاهرة- مفرح الشمري
Mefrehs@
ضمن مسابقة جائزة الشيخ د.سلطان القاسمي لـ «أفضل عرض عربي» في مهرجان المسرح العربي بدورته 11 المقامة حاليا في مصر، قدمت فرقة المسرح الكويتي التي تمثل الكويت في هذا المهرجان عرضها «الرحمة» على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وذلك بحضور نائب رئيس الفرقة الفنان القدير عبدالله غلوم وسيدة المسرح العربي سميحة ايوب، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبدالله والفنانة القديرة سعاد عبدالله والإعلامية المخضرمة أمل عبدالله، ومدير ادارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أحمد التتان والمراقب طارق دهراب ورئيس مجلس ادارة نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين د.نبيل الفيلكاوي، والكاتب والمخرج المسرحي بدر محارب ورئيس قسم التلفزيون بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.محمد الزنكوي ود. خليفة الهاجري والفنان المسرحي فيصل العميري، بالاضافة الى ضيوف المهرجان والجمهور المصري الذي اكتظت به كراسي مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة.
المسرحية من تأليف العراقي عبدالأمير شمخي وإخراج وسينوغرافيا فيصل العبيد وتمثيل علي الحسيني وعبدالله التركماني وأحمد العوضي وعبدالله البلوشي وسماح ومهدي القصاب، وتصدى للاضاءة عبدالله النصار.
استحق العرض التصفيق كثيرا من الجمهور لتجانسه وتناغمه في توصيل الفكرة بأسلوب سلس وبعيد عن التكلف، من خلال رؤية إخراجية مدروسة بشكل جيد وتعامل رائع مع النص المليء بالعبارات والجمل العميقة، ونجح العبيد وفريقه التمثيلي في السيطرة على الحضور الكثيف من خلال هذا العرض الذي يغوص في اعماق النفس البشرية، فكانت «مباراة فنية» بين علي الحسيني وسماح وأحمد العوضي وعبدالله التركماني وعبدالله البلوشي ومهدي القصاب، والذين كانوا في قمة عطاءاتهم على خشبة المسرح.
ورغم المنافسة القوية التي تشهدها جائزة القاسمي في هذه الدورة الا ان أبطال «الرحمة» عرفوا «من اين تؤكل الكتف»، وهذا الامر يحسب للمخرج فيصل العبيد والذي كان حريصا على تقديم عرض يليق بسمعة المسرح الكويتي وبسمعته الفنية، خصوصا انه يتعامل مع نص ذهني وفلسفي وحواراته طويلة وصعبة بعض الشيء، ولكنه استطاع ان يوصل العرض الى بر الامان بفضل خبرة فريق عمله المميز.
تثبت احداث العرض أن الإنسان كلما زاد إنكاره لصفات ما ومحاربته لها اقترب من أن يعيشها ويتصرف وفقا لها دون دراية منه، فهي تشكل الجانب الآخر المرفوض من شخصيته، وهذا بالفعل ما أوصله لنا بطل العرض علي الحسيني، الرجل الأناني الذي يخاف حتى من ظله وخوفه هذا جعله يخسر إنسانيته حتى مع أسرته التي تركها تغرق لينجو بنفسه ويموت في الأخير دون أن يشعر أحد بموته لانه لا يستحق ان يكون انسانا.
وعلى خشبة مسرح البالون، قدمت فرقة الشارقة مسرحيتها «المجنون» التي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في جائزة الشيخ د. سلطان القاسمي وهي مقتبسة من رواية الراحل جبران خليل جبران، وكتب السيناريو الراحل قاسم محمد، وتصدى لإخراجها محمد العامرين ومن تمثيل مروان عبدالله وعبدالله مسعود ويوسف الكعبي وحميد سمبيج وعذاري وهيفاء العلي وآخرين.
حملت المسرحية بين طياتها الكثير من التساؤلات عن من هو المجنون؟ هل هو من ينشر المحبة والطمأنينة والحب والصدق للعيش بأمان؟ ام هو من يريد العيش بطريقته الخاصة؟!
اتخذت المسرحية الشكل الدائري لاحداثها التي لامست واقعنا الذي نعيشه، وكشفت عما بداخلنا من امراض خبيثة تجاه الصادقين في الحياة والذين يسعون لنشر المحبة بين البشر، الأمر الذي يدفعنا ان نصفهم بالجنون حتى نصل الى ما نريد بعد القضاء على اولئك الصادقين.
وعلى مسرح الجمهورية، قدمت فرقة بصمات الحديث من المملكة المغربية الشقيقة مسرحية «عبث» من تأليف وإخراج ابراهيم رويبعة والذي قدم لنا مفهوم العبثية بشكل آخر من خلال اختياره للألوان القاتمة وتجريد الشخصيات من أي اسم ووضعهم في محل نكرة، الامر الذي استفز مشاعر الجمهور وعقولهم، خصوصا ان شخصيات العمل رافضة للواقع بكل ما تحمله هذه الجملة من معان!