عبدالحميد الخطيب
بدأت السينما الكويتية عرض الفيلم الكويتي الروائي الطويل «ساعة زمان»، والذي يقدم قضية مهمة من خلال قصة تجمع بين المغامرة الشائقة والسياق الدرامي الإنساني في تجربة ناضجة غنية بالرسائل الوطنية.
يتناول الفيلم قصة أحد رجال المقاومة الكويتية واسمه عبداللطيف (طارق العلي) والذي يفرح بتحرير وطنه من المحتل الغاشم، ويذهب ليشارك زملاءه في الجيش والمقاومة تنفيذ ما تبقى لهم من مهام، ويعد ابنه الصغير بأن يعود له بعد ساعة زمن، وعند وصوله إلى مقر العمليات يخبرهم القائد بأن عليهم مهمة تنظيف الديرة من الألغام في البر والبحر وعليهم أن يذهبوا الى منازلهم حتى يتم استدعاؤهم مرة أخرى لتنفيذ المطلوب منهم، لكن «عبداللطيف» يقرر الا يعود لمنزله ويستقل مركبا سريعا ليكتشف الألغام بنفسه ولكن تشاء الأقدار أن يغرق المركب وينجو هو على احد الشواطئ، ليقع في ايدي قوة عراقية هناك تقوم بتعذيبه، حتى يجد نفسه وحيدا بعد إخلاء هذه القوة للمكان وتركه وحيدا فيه، ويبدأ رحلة البحث عن سبيل للعودة، وأثناء ذلك يكتشف انه على جزيرة بوبيان الكويتية وليس في البصرة كما كان يعتقد، ويرى مركبا سليما في البحر وأثناء اتجاهه اليه يقع في بركة من الطين فلا يستطيع الحراك، فيقاوم الموت لأيام عديدة، حتى تأتيه قوة من الجيش الكويتي كانت تبحث عنه لتنقذه ويعود ليعيش الأفراح مع أبناء وطنه.
قبل العرض الخاص لفيلم «ساعة زمان» الذي أقيم مساء امس الاول في سينما «ليلى غاليري» بالسالمية بحضور حشد من النجوم، القت رئيسة مؤسسة لؤلؤة للانتاج الفني والفرقة السينمائية الاولى الشيخة انتصار العلي كلمة مختصرة شكرت خلالها كل من ساهم في هذا العمل. وقالت: الهدف من الفرقة السينمائية الأولى هو خلق جيل من الشباب قادر على صناعة الأفلام، وعندما ذهبت الى لوكيشن التصوير سعدت كثيرا بما شاهدته من نشاط وحب للعمل من شبابنا، يتعاونون ليخرجوا في افضل صورة ممكنة، و«اللي يشتغل بإيده يشتغل بقلبه وعمره ما يخسر».
من جهته، قال المخرج رمضان خسروه: هذا الفيلم نتاج مجهود مجموعة من الشباب في الفرقة السينمائية الاولى، والذين بدأنا العمل معهم منذ فبراير العام الماضي تحت رؤية وإدارة وتوجيهات الشيخة انتصار سالم العلي، ومساندة من د.محمود أبو العباس من العراق والكاتب شريف صالح والذي ساعدونا في تقديم الورش وتدريب الكوادر وتأهيلهم، وقد حاضر لدينا مجموعة من صناع السينما في مصر المحترفين مثل المخرج سمير سيف والفنان عمرو واكد والفنان خالد حماد وغيرهم، والذين أعطونا خلاصة خبرتهم ليستفيد الشباب، وبعد ذلك قمنا بعمل تجارب لأفلام قصيرة، حتى ظهرت مجموعة مواهب متميزة يشهد «ساعة زمان» مشاركتها لأول مرة، مستدركا: أنا لا أقول إنني مخرج جيد وان عملي مميز ولكن أقول إنني مدرب ومعلم جيد لأني استطعت خلال سنتين ان أؤهل اكثر من 100 طالب ليعملوا في الوسط الفني الكويتي، وان شاء تتحول الفرقة الى أكاديمية ومن ثم جامعة لتقديم أعمال تظهر صورة الكويت المشرفة للعالم.
من جهته، اكتفى بطل «ساعة زمان» النجم القدير طارق العلي بالقول: «كلمتي تشاهدوها في الفيلم».
حالة سينمائية
«ساعة زمان» حالة سينمائية متكاملة العناصر، ويمكن وصفه بأنه «أيقونة فنية» عالمية تضاف الى أيقونات الفرقة السينمائية الأولى التي تقدمها للجمهور من وقت لآخر، في ظل رؤية متفردة سابقة لزمانها من مؤسستها الشيخة انتصار سالم العلي، والتي تنظر الى المستقبل بعين إنسانة خبيرة مخلصة لوطنها وأبنائه، فأعطت كل الدعم والتشجيع للمواهب الكويتية للتجمع في هذه الفرقة الواعدة التي أصبحت علامة فارقة في صناعة السينما في المنطقة.
الفيلم اثبت ان رمضان خسروه مخرج سينمائي يسعى دائما الى الإمساك بمواطن الجمال في كل ما له علاقة بالفن السابع، فإبداعه واضح في كل كادر تصوير وحركة ولون وكلمة، ليخلق جوا مغايرا ببصمة خاصة تبرز مكامن القوة في الفن الكويتي الرائد، وفي عمله الجديد يوثق خسروه برؤية إخراجية مختلفة قوة الشخصية الكويتية بعيدا عن أي تحيز، مع إظهار جوانب الشجاعة والإقدام ورفض الاستسلام والترابط القوي بين الكويتيين وقت الأزمات، متكئا على أداء النجم القدير طارق العلي والذي جمع في «ساعة زمان» حصيلة خبراته، وأكد أن إبداعه متجدد ولا يمكن حبسه، حيث ظهر في الفيلم بشكل مغاير تماما عما عهدناه عليه ككوميديان لا يشق له غبار يضحك من حوله في كل كلمة ينطق بها، ولامس الوجدان وحرك المشاعر بأداء تراجيدي قوي، مستخدما لغة تمثيلية عميقة مليئة بالقيم الإنسانية، وتكفي تعابير وجهه في كل مشهد لتؤكد انه يصنع في «ساعة زمان» حالة خاصة تسجل في سجله الذهبي.
ظهر في الفيلم مجموعة من النجوم كضيوف الشرف والذين أعطوا للاحداث زخما واضحا، ومنهم الفنان القدير محمد جابر والد طارق العلي (عبداللطيف) وزوجته النجمة هبة الدري وزملاؤه من الجيش والمقاومة الكويتية جمال الردهان ومحمد الحملي وطارق الفضالة وأيضا من الجانب العراقي رسول الصغير وفهد العبدالمحسن وآخرون.
علي العنزي: تحية فن وثقافة
تواجد خلال العرض الخاص د.علي العنزي عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وقال: تحية فن وثقافة للشيخة انتصار سالم العلي للإضافة الكبيرة والالق السينمائي الذي تصنعه في الكويت، وكل المنتمين للمعهد المسرحي وأبناء الوسط الثقافي سعداء بهذا النشاط، كما ان تكوينها لثنائي رائع مع الشاب الكويتي المبدع رمضان خسروه هو لبنة هامة للساحة الفنية الكويتية واحيي فريق العمل كافة.
وأردف العنزي: اختيار النجم طارق العلي موفق جدا، فهو صاحب خبرة طويلة واثبت كفاءته وقدرته العالية في كافة المجالات الفنية، وأتمنى لهم التوفيق.
الشيخة انتصار.. داعمة للمواهب
أكدت الشيخة انتصار سالم العلي انها ليست منتجة أفلام لكنها داعمة للمواهب، وقالت في تصريح خاص لـ «الأنباء»: بدأت إنتاج الأفلام لتغيير منظور الكويتيين لأنفسهم والعالم العربي تجاه الكويتيين، وكانت الخطوة الثانية وجود الفرقة السينمائية الأولى والتي أصبحت الآن أقوى وتضم مجموعة من الشباب الذين يعتمدون على أنفسهم.
وأردفت الشيخة انتصار: يأتي فيلم «ساعة زمان» في إطار الإنتاج الإنساني الممزوج بالجانب الوطني، ونناقش من خلاله كيف يغير الإنسان حياته، بأسلوب سينمائي جديد على العالم العربي، وان يشارك معنا نجم كبير مثل د.طارق العلي يعتبر خطوة جرئية منه وداعمة للفرقة السينمائية الاولى، فهو منتج ولا يشارك مع احد، وقد وافق على التعاون وهي مبادرة وفاتحة لجميع الممثلين ليشاركوا معنا، مشيرة الى ان الفيلم سيشارك في المهرجانات السينمائية القادمة.
العلي: الفيلم مغامرة
عبر النجم القدير د.طارق العلي عن سعادته بالمشاركة في «ساعة زمان»، وقال لـ «الأنباء»: التجربة جميلة مع الفرقة السينمائية الاولى بقيادة الأخت العزيزة المتواضعة الشيخة انتصار سالم العلي والأخ العزيز رمضان خسروه كمخرج واحمد منصور كإدارة وإشراف، ورغم انني قدمت أعمالا سينمائية من قبل إلا انها إضافة لي، لاسيما انني أقدم دراما. وأضاف العلي: ان اقدم تراجيديا هي مغامرة، ومن خلال رد فعل الجمهور سأعرف إذا كانت ناجحة واستمر فيها ام لا، وأتمنى ان ينال الفيلم رضا الجمهور، و«سامحونا على القصور».
خسروه: تجربة مختلفة
في تصريح لـ «الأنباء»، قال المخرج رمضان خسروه: تجربة «ساعة زمان» مختلفة تماما لأن فيها بعدا إنسانيا، وموضوعا يتكلم عن القضاء والقدر وكيف يرتبط الإنسان ارتباطا كاملا بالله عز وجل، ولا يخلو العمل من لمحات وطنية ومغامرات ولمسات كوميدية خفيفة للنجم طارق العلي الذي يلعب دورا جديدا بعيدا عن الكوميديا وصورنا في لوكيشنات مختلفة.
وأضاف: «اللي داخلي أنا قلته على الشاشة وبعد ذلك الفيلم ملك الجمهور».
طاقم عمل الفيلم
٭ رؤية: الشيخة انتصار سالم العلي.
٭ فكرة وإخراج: رمضان خسروه.
٭ سيناريو وحوار: محمد الشمري وعلي الفرحان.
٭ إشراف عام: أحمد الأميري.
٭ مدير التصوير: جون الشرقاوي.
٭ بطولة: طارق العلي، محمد جابر، جمال الردهان، هبة الدري، محمد الحملي، رسول الصغير، أحمد بن حسين، فهد العبدالمحسن، طارق الفضالة وغيرهم.
٭ إﻧﺘﺎج: لؤلؤة للإنتاج الفني.
٭ منتج منفذ: الفرقة السينمائية الأولى.