دلال العياف
وسط حضور لا مثيل له من جميع فئات المجتمع والعديد من الجاليات العربية والأجنبية، كان الحماس شديدا في اروقة المسرح بمركز جابر الثقافي والذي شهد مساء امس الاول تقديم عمل استعراضي ضخم زاخر بالمتعة، وشد الانتباه بكل المقاييس، عمل مبهر فاق كلمة إبهار حتى اننا شعرنا وكأننا نحضر كونسيرت غنائيا في احدى الدول الاجنبية، فقد تعالت صرخات الجمهور لتشجيع الفرق التي قدمت العرض والذي كان لـ«ملك البوب» مايكل جاكسون الذي عشقه الملايين حول العالم، حيث تم الاحتفاء بهذا الفنان الكبير وتقديم موسيقاه واغنياته، فهو بالفعل ملك، ومن منا لم يقلده بطريقة لبسه أو حركاته ورقصاته الشهيرة، وأتى عرض «ثريلر لايف» مباشرة من حي «وست اند» الشهير غرب العاصمة البريطانية لندن بعد النجاح منقطع النظير الذي حققه خلال السنوات العشر الماضية.
احتفى هذا العرض الشديد الابهار بمسيرة واحد من اعظم نجوم الغناء والترفيه بالعالم والاستعراض الذي لا يقلد بسهولة ولا يتكرر، وهو من اصبح اسطورة صالحة الذكر لكل زمان ومكان، حيث اصطحب الجمهور في رحلة موسيقية غنائية استعراضية لأعمال «ملك البوب» الراحل، وتاريخه الفني الذي امتد نحو 45 عاما.
لا يحاكي عرض «ثريلر لايف» ايا من عروض «وست اند» الموسيقية أو المسرحية فهو لا يحتوي على حكاية وقصة، حيث يختلف قليلا لاختلاف الامكانيات، وبالامس رأينا مدى تفاعل الجمهور باختلاف الفئات العمرية، وكيف كان التجاوب الكبير مع الفنان المطرب الذي أدى دور وشخصية الراحل مايكل جاكسون، وشعرنا باننا لسنا في بلد عربي وكأننا في اوروبا أو اميركا لدقة الاداء والاستعراضات والرقصات والغناء لايف، فقد ادهشنا وابهرنا وكان مذهلا لدرجة كبيرة، كما ان الاضاءة والديكور كانا خياليين ولم نشعر لوهلة بالملل بل شعرنا كأن مايكل بيننا، ونعيش مع روحه الفنية والاستعراضية من خلال تجسد شخصيته على اكمل وجه بمصاحبة الفرقة الموسيقية، فكان العمل متكاملا جدا.
قدم استعراض ثريلر اول مرة 2009 على مسرح «ليريك ثياتر» في شارع شافتسبري، ويحتفظ منذ ذلك الحين بالرقم القياسي لأطول عرض منذ ان بدأ ذلك المسرح الشهير تقديم العروض الترفيهية في العاصمة الانجليزية، وفي 1888 ابتكر «ثريلر لايف» ادريان غرانت الذي كان شريكا لمايكل فترة طويلة، وبروز عرض «ثريلر الكويت» اول مرة بعد ان شاهده اكثر من 5 ملايين شخص في 33 دولة، وقدم في اكثر من 6500 حفلة حول العالم بهرت الجماهير وحازت على التصفيق الحار والاعجاب اللامتناهي، وعلى مدى ساعتين يستمتع الجمهور بأشهر أغنيات «ملك البوب» من موسيقى البوب والروك والسول والديسكو، والتي يسعى من خلالها فريق العمل الى تكريم موهبة جاكسون وحفلاته الحية وحركاته الاستعراضية التي لا مثيل لها في عرض حي مباشر لا ينسى.
يعيد تلك الأغنيات الى الحياة فريق غنائي موسيقي استعراضي عالي الموهبة ومتمكن من ادواته ومتماسك في تقديم كل حركة قدمها مايكل وخصوصا «الموون ووك» وهي رقصة من رقصات مايكل الشهيرة وهي بقمة الصعوبة ولكنهم اتقنوها، ومن اغنيات مايكل التي نفذت على المسرح باداء ممتاز ومن ضمنهم «سموث كريميال، بيلي جين، ديرتي ديانا، باد، ثريلر، ديبجيراس، ذي دونت ريلي كير اباوت اس» وغيرها الكثير من مشوار طويل لا يحصى للنجاحات والتي لا نزال نستمع لها حتى الان وعلى الرغم من صدورها قبل عقود عدة ورحيل صاحبها قبل نحو عشر سنوات.
لفتة جميلة للقائمين على مركز الشيخ جابر الثقافي جلب هذا العمل الى الكويت، وفكرة رائعة باستشعار ذوقيات المجتمع الكويتي من محبين وعاشقين لـ«ملك البوب» الذي اثر فينا تأثيرا كبيرا وعاش في قلوبنا، فهو نجم شغل الناس بموسيقاه خلال حياته، وشغل الناس بتفاصيل موته الذي عده البعض انتحارا وعده اخرون اغتيالا، فهو غنى لمواضيع كثيرة فأبدع اداء وايقاعا ورقصا، مازجا في اغانيه بين الحركة السريعة والكلمة المختارة والحس المرهف الذي يلامس القلب، فاستاثر بقلوب الملايين عبر العالم.
ولد مايكل جاكسون يوم 29 اغسطس 1985 في مدينة غاري بولاية انديانا بالولايات المتحدة الاميركية، ونشأ في أسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة لكنه عانى في طفولته من قسوة ابيه وسوء فهم امه له وهو ماعزز نزوعه الى العزلة كما تقول سيرته الذاتية لكن ذلك لم يحل دون تفتق مواهبه مبكرا في سنواته الدراسية الاولى عندما كان يغني امام زملائه.
توفى مايكل جاكسون في بتاريخ 25 يونيو 2009 في احد المستشفيات بمدينة لوس انجيليس كاليفورنيا بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة، ولكنه رحل جسدا ولازالت روحه بيننا وفنه باقيا واعماله الفنية خالدة ولازالت الاعلى مبيعا.
واما فريق العمل الذي ابدع فالمغنيات هم «اينا سيدو وليتيسيا هكتور» والمغنون «تريس كينيدي، بريت كوينتن، روري تايلور، نيك جيمس»، والراقصون «دانيال برادفورد ولي بارت ودانيال فولارد وزيك لوانا، ريشارد-كيرونلسون، ميتشل ايلي» والراقصات «ناديا روبنسون واميليا –اني لينغ، شاكارا براون وبيني سمارت واليزا ماي هارت وسيان نابس» والاطفال طايساياميسون وزانتي مبونزونغوانا».