دلال العياف
«ها نحن ننشد الهولو» على أروقة مركز جابر الأحمد الثقافي، ومن جديد تعاد أحداث أوبريت «مذكرات بحار» الذي يعتبر علامة فارقة في مشوار كل من شارك فيه، وللأسماء العظيمة التي أثرت في هذا العمل وجعلت منه أقوى وأكثر صلابة، يعاد الأوبريت اليوم برؤية جديدة مع المحافظة على المضمون، وذلك بجهود مضاعفة من قبل فيصل خاجة والقائمين على هذا العمل الضخم، فهم على قدم وساق واختياراتهم دائما تكون موفقة لأن التاريخ الفني متأصل فيهم.
«الأنباء» لبت دعوة كريمة لمشاهدة الأوبريت وكان الحضور راقيا جدا وعلى أعلى مستوى، وضم مثقفين وموسيقيين، ومن كتبت أسماؤهم على تتر هذا الأوبريت بحبر من ذهب وأصبحت الأسطورة التي لا تتغير وخالدة مع مرور الزمن، فقد أعاد مركز جابر الأحمد الثقافي بعد مرور أربعين عاما ذكرى هذا الاوبريت برؤية جديدة تستحق الثناء، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الوفاء لأعمال خالدة نقشت في قلوبهم وقلوبنا، وبتلك الدعوة الكريمة تواجدت «الأنباء» لتغطية كواليس أوبريت «مذكرات بحار» الذي أعادنا الى زمن هو أساس وبداية نشأة الكويت الحبيبة، وكان مسك ختام عروض الموسم الثاني لـ «جسور ثقافية»، فهذا الإنتاج الضخم للأوبريت الغنائي صاغ فحواها برؤيته الروائي سعود السنعوسي وأخرجها للمسرح تاما ماثيسون، أما الأدوار في العمل فيؤديها الفنانون: زهرة الخرجي وخالد العجيري وخليفة العميري وحنين العلي وبدر نوري وولاء الصراف وزينة الصفار وشهد سليمان ومساعد التتان.
«أواه يا أرض الحرائق والسموم..البحر احنى من ضفافك والشراع ادرى الي من الصنوبر يا بحار..الملح فيك الذ من عنب الدوالي في المدينة.. فخذي شراعي يارياح.. خذي السفينة.. سأعيد للدنيا للدنيا حديث السندباد»، وهكذا تبدأ رحلة «السندباد» بكلمات للشاعر القدير الراحل محمد الفايز، كلمات تحرك المشاعر وتدخل أعماق الوجدان، والاجمل حضور ابنته د.شذى محمد الفايز التي شاركت في المناقشة بعد البروفة التي كادت تكون عرضا مصغرا جميلا.
وكان أول عرض لأوبريت «مذكرات بحار» في عام 1975 على مسرح مدرسي محدود، وكان عبارة عن عمل درامي جميل فوجئت الكويت كلها به، وهو أول أوبريت يعرض في وزارة التربية، ولا ننسى ان الفضل من بعد الله لجاسم المرزوق آنذاك حين دعا الفنان «شادي الخليج» للمشاركة وأبدع في الأداء، وكان هذا ما يطمح اليه «شادي الخليج»، وحينما اسمعه الملحن القدير غنام الديكان لحن الأوبريت شعر «شادي الخليج» بالأسلوب الغنائي الاوبرالي الذي طمح اليه، وأيضا أن العمل ملحمة شعرية، وبالفعل العالم بأكمله تحدث عن هذا الأوبريت والدليل انه ترجم للغة الفرنسية، ودخلت بعض الكلمات الشعرية الى النص الاساسي، خصوصا أنه قد تصدى لإخراجه تلفزيونيا الإعلامي القدير ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والذي كان متواجدا في البروفة وأبدى إعجابه بما شاهده، ووضع ملاحظاته العامة على العرض.