- القصة والبطولة الجماعية أهم عندي من النجومية
- أنتظر تأثير «شيماء الكويتية» على الجمهور
ياسر العيلة
فرض المخرج محمد دحام الشمري اسمه بقوة في الدراما الكويتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام ليكون من أبرز المخرجين في الدراما بأسلوبه الإخراجي المميز وقدرته على تطوير أداء الممثلين وإعادة اكتشافهم من جديد في أعماله، بالإضافة الى نجاحه في تغيير خريطة الدراما الكويتية برؤيته البصرية وتنوع الصورة في أعماله من خلال قدرته في التحكم بحركة الكاميرا طبقا لحاجة المشهد سواء حركة سريعة أو حركة بسيطة أو وضع ثابت.
«الأنباء» التقت المخرج المتميز محمد دحام الشمري في مدينة الأحمدي خلال تصويره مسلسله الجديد «لا موسيقى في الأحمدي»، وكان هذا الحوار:
كلمنا عن مسلسلك الجديد «لا موسيقى في الأحمدي»؟
٭ باختصار شديد، العمل يتكلم عن موضوع نبذ فكرة العنصرية من خلال رواية للأديبة الكاتبة منى الشمري، وبالتأكيد النقل عن الرواية يكون مختلفا في بعض الأمور أثناء التحويل من الرواية إلى مسلسل على يد نفس الكاتبة، ونعد الجمهور بمشاهدة عمل مختلف يحمل قيما اجتماعية حرصنا على التأكيد عليها، خاصة في هذه الفترة التي نحتاج فيها إلى تقبل كل الأطراف المختلفة في حياتنا.
تحويل رواية إلى عمل درامي ليس بالأمر الجديد عليك، فهل هذا الأمر سهل؟
٭ سبق أن مررت بنفس التجربة مع نفس الكاتبة في مسلسل «كحل أسود.. قلب أبيض» ومررت فيها أيضا من قبل مع الكاتب هيثم بودي من خلال رواية «الهدامة»، وتحويل الرواية إلى عمل درامي ليس بالأمر السهل، فكثير من التجارب العربية والعالمية لاقت نوعا من الانتقادات لأن القراءة دائما تكون مختلفة عن الصورة، فالقراءة تمنح كل قارئ خياله الخالص بحيث يتخيل الشخصيات ويتخيل الأماكن والأحداث على حسب قراءته، وحتى مزاجه الشخصي أحيانا يؤثر على تخيله للأحداث بطريقة مختلفة، يعني باختصار حاولنا قدر الإمكان أن نمشي مع «مود» الرواية بشكل صريح 100% بحيث لا نبتعد عنها باستثناء بعض التفاصيل التي لا تكون مؤثرة في القصة التلفزيونية، حيث تجنبناها وقللنا منها.
نجاحك السابق في تحويل رواية «كحل أسود.. قلب أبيض» يحملك مسؤولية أكبر، فما تعليقك؟
٭ كما ذكرت لك تحويل الرواية لعمل درامي ليس بالأمر السهل ولكن ليس بالصعب أيضا، ونحن والحمد لله حققنا نجاحا كبيرا في مسلسل «كحل أسود.. قلب أبيض» والناس حبته وتفاعلت معه، وإن شاء الله في «لا موسيقى في الأحمدي»، سنكون أقرب للمشاهدين في رمضان وذلك من خلال الحس الأدبي الموجود في الرواية المقروءة.
مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» عمل ضخم ولكنه يخلو من أسماء النجوم الكبيرة.. ما تعليقك؟
٭ أختلف معك بالتأكيد، فالمسلسل به نجوم كبار، عندنا الفنان جاسم النبهان والفنان عبدالمحسن النمر الذي يعتبر نجما عربيا وليس خليجيا فقط، بخلاف انتصار الشراح ونور وفهد عبدالمحسن وعلي كاكولي، فكل هؤلاء نجوم، القضية بالنسبة لنا ليست قضية نجوم وأسماء كبيرة فقط لأن نجومنا الكبار في الكويت كل واحد منهم له عمله الخاص المشغول به حاليا، ومعروف عني أنني أتجه لموضوع القصة والبطولة الجماعية بشكل أكثر، وعندي دائما هاجس بأن تكون في أعمالي شخصيات جديدة من الممثلين الجدد والممثلين الآخرين لم يأخذوا فرصا كبيرة في أعمال سابقة أعيد اكتشافها من جديد في أعمالي.
من اكتشفتهم في «لا موسيقى في الأحمدي»، ومن أعدت اكتشافهم؟
٭ اكتشاف جديد الفنانة شيماء الكويتية، وهي مطربة في الأساس، وهذا العمل أول عمل درامي لها، ومن البداية أنا كنت مقررا أن بطلة هذا العمل تكون وجها جديدا ليكون تأثيرنا على المشاهد مختلفا، لأن المشاهدين غير متعودين على الأداء الذي ستقدمه، وأنا أراها مناسبة لتجسيد شخصية «لولوة» في الرواية، وبخلاف شيماء هناك أسماء أخرى مثل فرح المهدي، بالإضافة الى فنانين أول مرة أعمل معهم مثل الفنان علي كاكولي وهو نجم حقق ذاته في أعمال أخرى، لكنني في هذا المسلسل وجدت نفسي أمام فنان موهوب بالفعل ومحب ومخلص لعمله بشكل كبير، ودائما يبحث عن تفاصيل داخل الشخصية التي يقدمها لتوصله لمناطق أخرى، فهو فنان متجدد بمعنى الكلمة، ويوجد أيضا الفنان د.فهد عبدالمحسن من الفنانين الذين أحبهم وعنده قدرة على التلون ويعطيني فعلا الشخصية الكويتية الواقعية الملموسة التي يراها الناس في بيوتهم وأهاليهم.
ما رأيك في الفنان عبدالله السيف والتطور الذي حدث في أدائه في الفترة الأخيرة؟
٭ بالفعل عبدالله تطور أداؤه بشكل كبير وفي فترة قصيرة، خاصة في مسلسل «كحل أسود.. قلب أبيض» ومسلسل «غصون في الوحل»، وهذا لم يأت من فراغ إنما جاء من دراسة وبحث وشغل على النفس والاستماع للملاحظات والعمل بها.
وماذا عن الشباب في «لا موسيقى في الأحمدي»؟
٭ معنا شباب كثيرون منهم إيمان الحسيني وهي فنانة شابة ومتطورة، حاولنا أن نثبت من خلالها أن الجمال فقط ليس السبب الأول لنجاح الفنان، وإنما هذا الجمال وراءه مواهب وقدرات استطعنا أن نفجّرها بداخلها وتظهر للمشاهدين على الشاشة، وبخلاف إيمان معنا فنانون آخرون شباب مثل عبدالله الرميان وخديجة الشايع ومجموعة من البنات الصغار مثل رهف محمد وليلى الرندي.
قبل أن أختم حواري معك لم تحدثني عن الفنانة فوز الشطي حتى الآن.
٭ فوز الشطي من الممثلات اللاتي تطور أدائهن بشكل كبير في السنوات الأخيرة وحققت نجاحا كبيرا، فوز من الشخصيات التي لا تبحث عن حجم ومساحة الدور وإنما تبحث عن دور يقدم شيئا مختلفا وجديدا، وفي «لا موسيقى في الأحمدي» ستشاهدونها بشخصية مختلفة عن «غالية» البنت الشريرة في مسلسل «كحل أسود» أو «بدرية» الشخصية السطحية التي قدمتها في مسلسل «غصون في الوحل».