مفرح الشمري
Mefrehs@
فوزية «مرام» ممثلة مشهورة ترتبط بالممثل «ابراهيم» احمد ايراج ويرزقان بالطفلة عذراء «شجون الهاجري»، ولكن بحجة ارتباطهما بأعمال فنية ولقاءات تلفزيونية يهملان في تربيتها وتتولى هذا الدور جدتها رقية «سعاد علي» التي التحقت بمدارس محو الأمية حتى تساعد حفيدتها «عذراء» على مذاكرة دروسها.
وعلى الرغم من طلب الجدة من ابنتها وزوجها التقرب من طفلتهما لأنها بحاجة إليهما إلا ان هذا الطلب لم ينفع وصار كل منهما يلوم الآخر على التقصير حتى قررا الانفصال، فتتزوج فوزية «مرام» من سمير «مشاري البلام» وإبراهيم من ضحى «هيفاء حسين» ومع مرور السنوات تكبر الطفلة عذراء لتتعرض لحالة اغتصاب من حارس العمارة التي تسكنها فتصمت ولم تبلغ أحدا حتى كبرت، لتعيش بعدها قصة حب مع أحمد «عبدالله الطليحي» ولكنها لاتزال تتذكر اغتصاب ذلك الوحش البشري ووجدت فرصة للانتقام منه وهي متجهة للإتيليه لإحضار فستان خطبتها من احمد لتعود إلى بيتها وملابسها ملطخة بدماء مغتصبها فتدخل السجن بقضية قتل مع سبق الإصرار والترصد، وتتعرف على سجينتين لطيفة «ميس كمر» وأسماء «لولوة الملا» لتعيش معهما آلام السجن وفتوة هيا «إلهام علي» على السجينات، وبعد جريمة عذراء صحا ضمير أمها ووالدها اللذين ينطبق عليهما المثل الشعبي «اذا فات الفوت ما ينفع الصوت» وذلك بعدما اصبحا مادة مهمة للصحافة ومواقع التواصل في تناول قضية ابنتهما، ويقرران مساعدتها في قضيتها فبحثا عن محامين يدافعون عنها ولم يجدا أي محام يريد الدفاع عنها بسبب اعترافات عذراء الصريحة بالقتل، ومع مرور الوقت ظهرت المحامية مريم مرزوق «سماح زيدان» التي طلبت من النيابة الدفاع عن «عذراء» من واجب انساني لعل وعسى ان تنجو من حبل المشنقة.
ما سبق ذكره، هو احداث المسلسل الاجتماعي «عذراء» الذي تصدى لكتابته الأخوان البحرينيان محمد وعلي شمس وأخرجه محمد القفاص وتم تصويره بالكامل في مملكة البحرين الشقيقة، وذلك بعد تغيير اسم العمل من «وحش حولي» الذي كان بحوزة الفنانة هدى حسين عام 2015 ولكنها أبدت تخوفها من ألا تجيزه لجنة اجازة النصوص الدرامية لتعيده الى أصحابه الذين قاموا بتعديله وإجازته في البحرين باسم «عذراء» ويتصدى لإنتاجه باسم عبدالامير.
تفاعل المشاهدين مع هذا المسلسل عرّضه للعديد من الاتهامات في مواقع التواصل الاجتماعي بأن أحداثه مسروقة من المسلسل الأميركي الشهير «Orange is the new black»، والمسلسل التركي «الفناء» الذي بطلته تحمل اسم «عذراء» ومسلسل «سجن النساء» المصري وذلك لتشابه الحكاية في تلك الأعمال ووجود قصص فيه لمجموعة من السجينات.
لكن في الحقيقة مسلسل «عذراء» مختلف في طرحه عن تلك الأعمال وله قصته وأجواؤه وظروف شخصياته الخاصة، والحكم عليه بأنه «مسروق» غير عادل.
الإخراج
الرؤية الإخراجيـــــة للقفاص في هذا المسلسل فيها تكنيك جميل في إيصال فكرة العمل للمتلقي بطريقة سهلة وغير معقدة وبعيدة عن الملل من حيث تسليط الضوء على إهمال الأزواج الذين يعملون في نفس المجال لأطفالهم من خلال «الفلاش باك» وحياتهم بعد المصيبة مرورا بتسليط الضوء على حياة «عذراء» في السجن وحياة السجينات وهن يتذكرن أسباب دخولهن السجن من خلال «الفلاش باك» المليء بالإثارة والتشويق.
التمثيل
الأداء التمثيلي في العمل جيد وبشكل خاص شجــــون الهاجري التي تعتبر مثل هذه الأدوار المركبة «ملعبها»، بالإضافة الى الفنانة سعاد علي التي تقدم دور «الجدة» بشكل متزن لأبعد الحدود شكلا ومضمونا والفنانة ميس كمر ولولوة الملا، أما مرام واحمد ايراج وهيفاء حسين ومشاري البلام وعبدالله الطليحي وفهد البناي وجمعان الرويعي وإلهام علي فلم يضيفوا أي جديد في أدوارهم، حيث شاهدناهم في مثل هذه الأدوار في السابق وربما في الحلقات المقبلة يتغير حالهم.
إيقاع المسلسل في تصاعد وهذا الأمر يصب في مصلحته وهذا إن دل فإنه يدل على ان المخرج محمد القفاص يعرف من أين تؤكل الكتف ليكون عمله من الأعمال الدرامية المهمة في رمضان 2019.
يتميز العمل بمقدمة غنائية جميلة كتبها الشاعر احمد الشرقاوي ولحنها ضاري المسيليم وغنتها النجمة هند البحرينية لأنها اختصرت أحداث المسلسل وذكرتنا بالمقدمات الغنائية التـــــي نسمعها فــــي مسلسلات الثمانينيــــــــات والتسعينيات.
اقرا ايضا