دمشق ـ هدى العبود
فنانة سورية دخلت عالم الفن من أوسع الأبواب، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2009، لتقف أمام كبار النجوم السوريين، فكانت الفتاة اليهودية من خلال مسلسل «طالع الفضة» مع الفنان عباس النوري، لتستمر في الدراما من خلال «جلسات نسائية» و«قلم حمرا» لتجسد اخيرا دور «الراقصة» من خلال «ترجمان الأشواق».. انوار يوسف التقتها «الأنباء» فكان هذا الحوار:
لنبدأ من حيث انتهيت من خلال شخصية شاليمار بمسلسل «ترجمان الأشواق»، هل نجحت في وضع الملح على الجرح السوري من خلال هذا الدور؟
٭ فعلا، وضعت يدي على الجرح الذي عانته كل فتاة سورية أو عربية أو حتى أجنبية، عندما تفتقد الحصن الذي يؤمن لها الحياة الكريمة ألا وهو فقد الأب والمعيل، للاسف هذه المعاناة الحقيقية حاولت قدر المستطاع ان اوصلها من خلال دوري في المسلسل والحمدالله وصلت الرسالة.
كيف تفسرين للمشاهد ارتباطك برجل في عمر والدك.. هل من اجل المال أم الحب أم طلبا للامان؟
٭ بالتأكيد، عندما ارتبطت مع كمال (عباس النوري) بعلاقة حب كنت أحبه فعلا، لأنني كنت أشعر بحب الأب الذي افتقدته.. أحببته بجنون، كما أحببت الرقص الذي كان يذهب بمكنوناتي بعيدا عن الواقع المر والصعب، والذي كان يتزامن ليل نهار مع أصوات الصواريخ والتفجيرات التي تسقط على أي مواطن سوري أو غير سوري في الشارع في البيت في الجامعة، أحببته لأنني كنت بحاجة لمن يعطيني الدفء والأمان، لكنه استيقظ على واقعه، وعاد لزوجته التي كانت تعاني من مرض عضال.
من تابع المسلسل يعلم أنني تركت العمل في الملهى الليلي عندما هجرني المثقف اليساري الانتماء سياسيا من أجل أسرته، وكان هناك صراع قوي يعيش بداخله يرفض تلك العلاقة، وأصبت بحالة من الاكتئاب، ومع هذا لم أتوقف في البحث عنه، فأرسم له قلبا هنا وأدون كلمة حب هناك.
وحقيقة لقد أبدع الكاتب بشار عباس والمخرج محمد عبدالعزيز وكامل فريق العمل في تقديم عمل رفعت له القبعات، فكان «ترجمان الأشواق» حديث الناس وكان هناك الكثير من المواطنين يستوقفوني من اجل الاستفسار عن الشابة أني ابنة النجم عباس النوري المخطوفة؟ هل ستعود أم لا؟
للوهلة الأولى وأنا منهم ظننتك راقصة محترفة، حدثينا عن براعتك في الرقص الشرقي؟
٭ شكرا على السؤال، بداية دور الراقصة ليس سهلا على الإطلاق، ومن خلال أكاديمية التمثيل تعلمنا آلية البحث القائمة على إيجاد مقاربات من واقعنا المحلي للشخصية الموجودة بين أيدينا، فقمت بزيارة كازينوهات عدة بدمشق وجلست مع راقصة وتحدثت اليها مستفسرة فلم تبخل بخبرتها وزودتني بالكثير عن هذا العالم الرهيب العجيب «عالم الليل» وكيف يتعاملون مع الزبون الدسم، ومع المسؤول الذي يرتاد تلك الأماكن ومع الحبيب، وأنا طبعا ركزت على معاملة الحبيب وكانت فترة التدريب على مرحلتين، أولاها مدة عشرين يوما، رافقني فيها «الطبال» الذي كان معنا من خلال المسلسل، كما رافقته بعدة جولات لأماكن عمله، وهنا قابلت العديد من الراقصات، وزادت معلوماتي عن أدق التفاصيل في هذا العالم، وبعد ذلك كانت الفترة الثانية وهي الانتقال إلى التدريب الفعلي على يد مدربة رقص محترفة، حيث اخترت المدربة غنوة زعبلاوي التي ساعدتني بشكل كبير لكي أفهم حركة جسد الراقصة، وبالتالي إتقانها والتعامل معها.
كيف دخلت الى عالم السينما؟
٭ دخلت هذا العالم الرائع والرهيب من خلال المخرج الكبير محمد ملص من خلال فيلم «سلم إلى دمشق»، والفيلم يحكي عن مجموعة من الفتيات والشباب يعيشون ضمن منزل واحد، لأنهم طلبة جامعيون، جسدت دور صحافية تبحث عن حبيبها الذي كان يشارك في المظاهرات، فذهب ولم يعد، وعرض الفيلم في كندا بمدينة تورنتو، كما كانت لي مشاركة مع المخرج عبداللطيف عبدالحميد من خلال فيلم «مطر أيلول»، كما قدمت العديد من الأفلام منها «ليلى والذئاب» لكنه لم يعرض حتى الآن، وفيلم «رابعة بتوقيت الفردوس» الذي عرض في مهرجان الإسكندرية ونلت من خلاله جائزة أفضل ممثلة، وكان لي شرف العمل مع المخرج الكويتي حمد الصراف من خلال فيلم «ان براد وكس» صورناه بإيران، والقصة باختصار تجسد حياة من يصابون بحالات نفسية، ويتهيأ لهم أشياء أنها حقيقة، لكنها في الواقع تكون خيالا.
ماذا عن المسرح؟
٭ بداية، اعتبره «أبو الفنون» لأنه يعطي النتيجة للفنان مباشرة إما النجاح أو الفشل، واعتبره المكان الحقيقي للفنان وقدمت العديد من المسرحيات مثل مسرحية «حدث ذلك غدا» و«العودة إلى البيت» و«دار الفلك» وهي النسخة العربية عن مسرحية شكسبيرية بعنوان «الليلة الثانية عشرة» مع المخرج الكويتي سليمان البسام، وشاركني البطولة فيها أفضل النجوم السوريين، من أبرزهم: فايز قزق وأمل عمران، وعرضت المسرحية في الكويت وتونس وبيروت وأميركا ومصر، ومسرحية «ستاتيكو» من تأليف شادي دويعر ومن إخراج جمال شقير وعرضت بمهرجان قرطاج ونلت جائزة أفضل أداء نسائي.
كيف تنظرين الى الدراما؟
٭ الدراما هذا العالم الخطر الذي يدخل بيوتنا دون استئذان، علينا ان نكون حريصين على دخوله، لأن هناك بعض الأعمال تؤثر بالأسرة بشكل سلبي كالبحث عن الإثارة من خلال ما تقدمه هذه الدراما، والسبب هو البحث عن التسويق، وهذا حقيقة ما يهم شركات الانتاج، وأنا شخصيا شاركت في العديد من الأعمال الدرامية منها «جلسات نسائية» والعديد من الاعمال التي اختارها بعناية حتى تبقى في ذاكرة المشاهدين ولا تمر مرور الكرام.