مفرح الشمري
Mefrehs@
استعرض الفنان القدير جاسم النبهان خلال استضافته في فعالية «حديث الاثنين» بمركز جابر الأحمد الثقافي بعض الدوافع والمواقف التي شكلت شخصيته وأبرز المحطات والتحديات الفنية والإنسانية عبر مسيرته، وذلك من خلال المحاور التي تطرقت لها عريفة الجلسة الإعلامية القديرة ليلى أحمد التي أثنت على حرصه على الحضور على الرغم من اجراء عملية خفيفة لعينه اليمنى، مما يدل على التزام فناني الزمن الجميل بمواعيدهم مهما كانت الظروف التي يتعرضون لها.
اتسم حوار الزميلة ليلى احمد مع النبهان بالتلقائية والعفوية في «القاعة المستديرة» التي احتضنت هذا اللقاء الذي تحدث فيه بكل حب الفنان القدير جاسم النبهان عن بدايته مع التمثيل التي انطلقت من الخمسينيات واستمرت حتى يومنا هذا، مؤكدا انه مارس العمل المسرحي من خلال النشاط المدرسي والكشافة والأشبال، حيث كانت أول مسرحية شارك فيها مسرحية «سر الحاكم» والتي كانت نواة حبه للمسرح وما يقدمه من اعمال قيمة للمجتمع في تلك الفترة خصوصا أن اعلى سلطة في البلد كانت حريصة عليه وما يقدمه من أعمال لأنها تصب في مصلحة البلاد والعباد.
فرصة كبيرة
وعن الاشخاص الذين اثروا بحياته في دخوله للمجال الفني، ذكر النبهان انه استفاد من جميع المدرسين الذين اشرفوا على مسرحياته التي قدمها في المدرسة والكشافة والاشبال وخصوصا الراحل د.حسن عبدالسلام الذي اشرف على أول عمل قدمه على خشبة المسرح وهو مسرحية «سر الحاكم»، مؤكدا ان هذا الاهتمام منحه وأصدقاءه فرصة كبيرة مثل الفنان خليفة خليفوه بالاستمرارية في تقديم الاعمال الهادفة والتي لا تحمل أي إساءة لأحد في مضمونها، موضحا ان الفنانين الذي عمل معهم طوال مسيرته الفنية «عيال عوائل» ويحرصون على تقديم الأفضل وان لديهم رقابة ذاتية فيما يقدمونه على الخشبة.
الرقابة
واستذكر النبهان الأعمال المسرحية المهمة في حياته مثل مسرحية «راس المملوك» التي قدمها في الستينيات ومسرحيتي «حامي الديار» و«دقت الساعة»، موضحا أنها أعمال لا تتكرر وانه لا يمكن عرضها في الوقت الحالي بسبب الرقابة التي تقيد الفنانين المسرحيين دائما بعدم تقديم أعمال مماثلة لمسرحية «حامي الديار» و«دقت الساعة» والدليل انه أراد عرض مسرحية «راس المملوك» ولكن تم رفض إجازة نصها مع انه عرضها في الستينيات.
وأضاف: مسرحياتنا القديمة لا يمكن ان تعاد بسبب الرقابة الحالية وأتمنى ان تكون معاملة الرقابة الحالية مثل معاملتها في السابق وتكون حريصة على تقديم أعمال مسرحية هادفة لأن المسرح ساهم كثيرا في حلول بعض القضايا العالقة في المجتمع فهو أداة بناء لا هدم كما يظنه البعض.
وتوقف النبهان عند مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» الذي حقق نجاحا كبيرا في رمضان الماضي ولا يزال يعرض على بعض الشاشات قائلا: المسلسل وصل للجميع وعرضته العديد من القنوات الفضائية الا تلفزيون الكويت مع أنني حاولت مرارا معهم ولكن دون جدوى، والغريب ان هذه الرواية حققت من خلالها كاتبتها منى الشمري جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي ينطوي تحت مظلة وزارة الاعلام، فلماذا لا يعرض المسلسل؟ ولماذا هذا التناقض الغريب في التعامل مع الاعمال الفنية بحجج غريبة وبعيدة عن المنطق؟
دعم
وأكد النبهان دعم الدولة للمسرح لأن الدعم الحالي المقدم للفرق المسرحية الأهلية لا يكفي في وسط المتغيرات التي نعيشها وذلك حتى نحافظ على ريادتنا للمسرح وألا تسبقنا الدول الأخرى، مؤكدا على دعمه للشباب العاشق للمسرح وذلك من خلال مشاركته لهم في أعمالهم التي يعرضونها في صالات مؤجرة بسبب عدم وجود صالات للمسرح عند المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي أتمنى ان يهتم بالمسرح أكثر ويهتم بإبراز العروض المسرحية الفائزة وترشيحها في المهرجانات المسرحية، بالإضافة الى عرضها للجماهير حتى يستفيدوا منها خصوصا بعد منع المجلس الاستعانة بشركات لطباعة بروشورات المسرحيات أو فتح «كانتين» لبيع المرطبات وغيرها في قاعاته المسرحية التي تتبعه.
المرأة والمسرح
وأكد النبهان أن المرأة كانت موجودة في المسرح منذ الستينيات، وان علاقاته مع الكاتب الراحل عبدالامير التركي كانت علاقة لا توصف لأنه من الكتاب الذين لا يتكررون في ابراز قضايا المجتمع، موضحا انه يتمنى عرض مسلسل «الاعتراف» الذي لا يزال في أدراج «الاعلام».
ولم يذكر النبهان السبب الرئيسي في عدم عرض مسرحية «لا يكبر طيره» التي كتبها الراحل عبدالامير التركي والتي كانت تحمل بين طياتها قضايا كثيرة تهم المجتمع ولكن لم تر النور للأسف حسب قوله.
وأشار النبهان إلى أنه وثق حقبة الغزو والتحرير من خلال فيلم «لا ثمن للوطن» عام 1991 وذلك بدعم من وزير الاعلام الاسبق د.بدر جاسم اليعقوب، مشيرا الى انه كان متخوفا من التجربة قبل عرضها للجمهور ولكنه تفاجأ بردة فعل الجمهور بعد نهاية الفيلم الذين شكروه على هذا التوثيق، مشيرا الى ان هذا الفيلم لا يعرف لماذا لا يعرضه التلفزيون في ذكرى الغزو والتحرير حتى تتعرف الاجيال الجديدة على ما حدث لوطنهم.
أماكن أثرية
وتحدث الفنان القدير جاسم النبهان عن الأماكن الاثرية التي أزالتها الدولة بحجة فتح شوارع جديدة دون الاكتراث بأهمية هذه الاماكن سواء مبان أو سفن أو حتى «نقع» حتى تكون شاهدة على الحضارة والعمران الموجود حاليا، مشيرا الى ان هذا الأمر ليس في الكويت وإنما في بعض دول الخليج مثل مملكة البحرين وما حدث لـ «عين عذاري» التي «نشفت» واختفت نوعا ما من كثر «الدفان».
وقال: يجب المحافظة على الأماكن الأثرية لأنها تعتبر حضارتنا التي نفتخر بها.
النبهان: ما تقوم به «الأنباء» أكبر من أي وزارة بالدولة
وجه الفنان القدير جاسم النبهان كلمة لـ «الأنباء» بمناسبة فوزه بجائزة «شعلة الأنباء» كأفضل ممثل في دور أول حيث قال:
ما تقوم به جريدة «الأنباء» من خلال دعمها للفن والفنانين اكبر بكثير من أي وزارة بالدولة لأنها حريصة على متابعة الساحة الفنية وما تحتاج اليه، ولذلك دعم «الأنباء» يقدره الجميع وليس فقط جاسم النبهان وألف شكر على هذا الجهد وان شاء الله أكون معكم في حفل «الأنباء» السنوي يناير المقبل.