- د.خالد عبداللطيف رمضان: مهرجان القرين الثقافي ربع قرن من النجاحات
- طالب الرفاعي: في عصر الإنترنت لا شيء يحضر كما الكلمة والعبارة بمختلف فنون الكتابة الإبداعية
عبدالحميد الخطيب
انطلقت جلسة افتتاح فعاليات الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي بدورته السادسة والعشرين والتي تحمل عنوان «الأدب في الكويت الواقع والتحديات والآفاق»، وذلك على خشبة مسرح ديوانية رابطة الأدباء بمنطقة العديلية، وتحدث في الجلسة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، ومنسق عام الندوة الأديب طالب الرفاعي، بحضور أمين عام رابطة الأدباء د.خالد عبداللطيف رمضان، وحضور لافت من ضيوف الكويت من الشخصيات الثقافية الخليجية والعربية، وشخصيات فنية وإعلامية بارزة.
في البداية، وقف الحضور دقيقة حداد على المغفور له السلطان قابوس بن سعيد، ومن ثم تحدث العبدالجليل، قائلا: ستظل الكويت القلب النابض في العلم ومنارة ثقافية فنية وعلمية بهدف الرقي في الصرح الثقافي الأول المتمثل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من ناحية الامتزاج بين أدباء الكويت والوطن العربي، لافتا إلى أن الندوة الفكرية هذا العام في مهرجان القرين الثقافي، تحمل مكانة كبيرة لأنها تتجه نحو الحديث عن الثقافة والفنون ومناقشة قضايا الأدب في الكويت بجوانب القصة والرواية والمسرح والشعر.
علامة ثقافية
وأشار العبدالجليل إلى أن مهرجان القرين الثقافي منذ انطلاقته في عام 1994 كان ولايزال أحد العلامات الثقافية المهمة التي تحظى باهتمام بالغ من الدولة على كافة المستويات الرسمية، لافتا إلى أن الندوة الفكرية تشكل فرصة ثمينة لمناقشة القضايا الثقافية المحلية والتي تمثل رؤية جديدة يكون فيها محور الأدب مرتكزا، حيث يلتقي مباشرة بين المثقفين العرب في علاقة تطور وبناء في تاريخ الأدب الكويتي الرائد في المنطقة الذي ترك إرثا زاخرا، إلى جانب تواصل الجيل الشبابي في مواصلة تلك المسيرة الثرية المشرقة عبر جيل جديد يؤدي الرسالة.
وتطرق العبدالجليل إلى اهتمام الدولة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في رعاية كل مجالات الفنون والثقافة، مشيرا إلى تزايد دور النشر، ودعم واحتضان الشباب الكويتي المبدع، وفتح كافة أبوابنا ليكون لهم الريادة الثقافية، مؤكدا الشراكة المثمرة مع رابطة الأدباء، لافتا إلى أن الأدب بات اليوم يؤدي دورا بارزا في الإصلاح ومعالجة الظواهر السلبية.
ذراع ثقافية
من جانبه، قال أمين عام رابطة الأدباء د.خالد عبداللطيف رمضان أن مهرجان القرين الثقافي يعتبر من المهرجانات العريقة في المنطقة، والذي وصل إلى ربع قرن من النجاحات، مشيرا إلى الشراكة مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يشكل ذراع الكويت في خدمة الثقافة العربية.
فيما تحدث الأديب طالب الرفاعي، وقال: الكويت بلاد العرب منذ نشأتها ولم تزل، وإذ نشهد اليوم بدء أعمال ندوة مهرجان القرين الثقافي في دورته السادسة والعشرين، والمعنونة بـ «الأدب في الكويت، الواقع والتحديات والطموح» فإنه لا يمكن لنا بأي شكل من الأشكال أن نتطرق لهذا الأدب في الشعر والقصة والرواية والمسرح والنقد دون وصله واتصاله بالعربي، فبقدر انغماس الأدب الكويتي بمحليته وبيئته فإنه يحمل ملامحه العربية من حيث اللغة والأسلوب وطرق التناول والانتماء.
ويضيف الرفاعي: إننا نعيش عصرا، يجعل من العنف والتوحش والاقتتال والحرب والموت عنوانا يوميا بارزا له، ومثل ذلك يتخذ من التواصل الاجتماعي عبر الفضاء الافتراضي ممارسة لحظية لمختلف الأجيال، ففي عصر الإنترنت ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي لا شيء يحضر كما الكلمة والجملة والعبارة وبمختلف فنون الكتابة الإبداعية.
تعاون وثيق
وتابع: لذا حين يخصص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ندوة مهرجان القرين الأساسية لتكون حول الأدب في الكويت، فإنه يشير بذلك إلى اهتمامه الكبير بهذا الأدب من جهة، وحرصه على سبر واقعه ومعرفة عوائقه ومن ثم وضع التصورات لمستقبل أكثر إشراقا له، ومؤكد أن انعقاد هذه الندوة في مقر رابطة الأدباء الكويتيين ليحمل معاني كثيرة، يأتي على رأسها عمق التعاون الوثيق بين المؤسسة الثقافية الرسمية بشقيقتها المؤسسة الأهلية، ويؤكد أيضا على أن رابطة الأدباء الكويتيين، باحتضانها لهذه الندوة إنما تضيف رونقا أجمل لوجود الكتاب العرب والكويتيين بين جنباتها، وعلى أرض وطننا الغالي.
وأردف الرفاعي: إننا نردد فيما بيننا «الكويت ولادة»، وأنني أرى صدق هذه العبارة، فالقصة القصيرة في الكويت بدأت منذ عام 1929، على يد خالد الفرج بقصة «منيرة»، ولم تزل تزدهر بمرور أجيال وأجيال، ومثلها الرواية التي انطلقت عام 1948 على يد فرحان راشد الفرحان، برواية «آلام صديق»، وكذا الشعر والمسرح، لذا فإن هذه الندوة ابتعدت عن التأريخ متخذة من الواقع منطلقا لها ورامية إلى محاولة الإشارة لمستقبل تتمناه زاهرا وزاخرا بالإبداع الكويتي، وفي مختلف أنواع الكتابة الإبداعية، خاصة وبروز أسماء كويتية شابة لافتة، وعلى امتداد ساحة الثقافة العربية والعالمية، وبما يثبت تميزها ووقوفها بندية واعتزاز إلى جانب أي إنجاز إبداعي عربي آخر.