مفرح الشمري
Mefrehs@
تحلّ علينا اليوم الذكرى الثالثة لوفاة عملاق الكوميديا الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي وافته المنية في 2017/8/11 في احد مستشفيات مدينة الضباب لندن.
حلول الذكرى الثالثة لوفاة عملاق الفن «بوعدنان» القامة الفنية الخليجية والعربية التي لا تتكرر أبدا، نستذكر فيها مسيرته الفنية الحافلة بالاعمال القيمة التلفزيونية والمسرحية التي حملت بين طياتها آمال وأحلام ومعاناة المواطنين قدمها الراحل بأسلوب لا يمكن أن يقدمه أي ممثل آخر مهما كانت قدراته لأنه فنان «ماكو مثله» في صنع البهجة والفرح والضحك على محبيه محليا وخليجيا وعربيا، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة في الوطن العربي والدليل ان «مكانه خالي» حاليا ولم يستطع أي فنان ان يسده محليا وخليجيا، لذلك يعتبر الراحل «بوعدنان» فنان الخليج الأول دون منازع لأنه من الفنانين الذين كانوا يحملون هموم الوطن ومواطنيه على كتفه وذلك من خلال الأعمال التي يقدمها على الشاشة وعلى خشبة المسرح الذي يعشقها بشكل لا يوصف.
خفة الدم
عملاق الكوميديا الراحل «بوعدنان» يحب الناس كثيرا وخفة دمه التي تميز بها كانت وراثية من والده ووالدته رحمهما الله.
التمثيل لم يخطر ببال الراحل عبدالحسين عبدالرضا ولم يفكر فيه أيضا رغم انه كان يشارك في حفلات السمر وبعض المسرحيات ذات الفصل الواحد في المدرسة، ولكن بعدما طلبت وزارة الشؤون تأسيس فرقة المسرح العربي من خلال إعلان منشور يطلبون فيه ممثلين طلب منه الراحل عبدالوهاب سلطان صديق عمره أن يذهبا للتسجيل في الفرقة لقتل وقت الفراغ عندهما، وبالفعل تم قبولهما بالفرقة، خصوصا أن وقت العمل بالفرقة كان عصرا، وهذا الشيء لم يخبر به والدته ولكن عند ظهور التلفزيون شارك عبدالحسين عبدالرضا في تمثيلياته حيث لبس ملابس نساء لدور رجل سكير دخل بيته وهو سكران ولبس ملابس زوجته فعلمت والدته بما فعله، ووبخته كثيرا وأخبرته بأن هذا الأمر عيب، ولكن بعد إشادة الناس بأدواره رضيت بالواقع وحضرت له مسرحيتين أو ثلاثا قبل ان يتوفاها الله.
بعد انضمام الراحل «بوعدنان» إلى فرقة المسرح العربي وبعد تعاقد الراحل حمد الرجيب مع الراحل زكي طليمات تمنى العمل بالتمثيل بعد مشاهدة الكثير من الاعمال المسرحية في نادي الكشاف الوطني، بدأت علاقته مع زكي طليمات.
ومن أقوال الراحل «بوعدنان» عن هذه الفترة بأحد لقاءاته «زكي طليمات كان يفهم النص بشكل مو طبيعي كان يوقف على رجوله رغم كبر سنه من أول ما يدش المسرح لما يطلع منه، كان اختياره للممثلين بعيدا عن الشكل وإنما عن طريق نبرات الصوت حيث كان يتابع التدريبات وهو مغمض عينيه».
صقر قريش
وأول لقاء للراحل عبد الحسين عبدالرضا مع زكي طليمات كان وقت الاختيار لمسرحية صقر قريش وكان بحضور محمد النشمي وحمد الرجيب وزوزو حمدي الحكيم التي يعتبرها الراحل عبدالحسين أميرة من أميرات ألف ليلة وليلة واشتغل معها 5 مسرحيات، منها «صقر قريش» و«المنقذة» و«بودلامه»، وكانت الاستعانة بها لعدم وجود عنصر نسائي في ذاك الوقت.
ومن أبرز أعمال الراحل عبدالحسين التي لاقت نجاحا كبيرا ولاتزال محفورة في ذاكرتنا إلى الآن «درب الزلق»، و«الاقدار» ومسرحية «باي باي لندن» و«بني صامت» و«على هامان يا فرعون» و«فرسان المناخ» و«الحيالة» «أبو الملايين» و«العافور» ومسرحية «فرحة أمة» و«ع الطاير»، وغيرها من الاعمال التي غلب عليها الطابع الكوميدي، وشكلت علامة فارقة في الفن الخليجي، وأسهمت في انتشاره عربيا، ورسم من خلالها الراحل عبدالحسين ابتسامة جميلة على شفاه محبيه الذين لايزالون يتذكرونه ويتذكرون أعماله المميزة.
هذا سيفوه
وعلى الرغم من معاناة الراحل عبدالحسين عبدالرصا بعد تقديمه لمسرحية «هذا سيفوه» عام 1988 والتي تم إيقافها بعد 10 عروض وتمت محاكمته مع عدد من أبطال المسرحية وحكم عليه بالسجن، إلا أن هذا الأمر لم يجعله ان يتخلى عن خشبة المسرح التي يعشقها.
والذي شاهد مسرحية «هذا سيفوه» التي عرضت على خشبة مسرح كيفان لابد أن يستذكر أحداثها والمشابهة لواقعنا الحالي، خصوصا في قضايا الفساد التي حولت البعض منها الى النيابة العامة، ومن يستمع لأغنية «هذا سيفوه» لابد أن يستوعب ذلك ويسرح معها خصوصا في مقطعها «نحمد الله خير ونعمة.. والحكم رحمة وآمان..واللي ما عنده ذمه.. ماله بالقعدة مكان».
الله يرحمك يابوعدنان، بالفعل «مكانك خالي»!
«شاهد» تُكرِّم الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا وتعرض نخبة من أبرز أعماله
في الذكرى الثالثة لرحيله، تكرم منصة «شاهد» الفنان الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا من خلال عرضها حصريا على «شاهد VIP» نخبة من أبرز أعماله التي أحبها الجمهور الخليجي والعربي.
ابتدأ بوعدنان مسيرته في أوائل الستينيات وتوالت بعدها أعماله من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها رحلة الإنجازات والشهرة والجوائز.
وساهمت مسيرته الغنية في إثراء وتطوير الحركة الفنية في الكويت والخليج العربي من خلال أعمال متميزة مثل مسلسل «درب الزلق» مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبدالعزيز النمش وعلي المفيدي. وبموازاة ذلك قدم عبدالرضا الكثير من الأعمال المسرحية التي لا تنسى، منها على سبيل المثال: «هالو دوللي»، و«باي باي عرب»، و«بني صامت» وغيرها الكثير.
وقد عرف رحمه الله بجمال صوته وخاض تجربة «الأوبريتات» التمثيلية الغنائية التي لاقت نجاحات كبيرة، كما اشتهر بالغناء ضمن عدد من أعماله التلفزيونية والمسرحية. وفي ذكرى رحيله تخص «شاهد» محبي الفنان الكبير بنخبة من أبرز أعماله التي تعرض حصريا على «شاهد VIP» ابتداء من اليوم الثلاثاء.