الواقعية الإيطالية الجديدة أو الواقعية الجديدة هي حركة ثقافية سينمائية ظهرت في إيطاليا في الأربعينيات (1942-1961)، والمعروفة أيضا باسم «العصر الذهبي»، هي حركة أفلام وطنية تتميز بقصص تدور حول الفقراء والطبقة العاملة، تم تصويرها في الموقع، وكثيرا ما تستخدم ممثلين غير محترفين.
تتعامل أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية في الغالب مع الظروف الاقتصادية والأخلاقية الصعبة في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وتعتمد على التصوير المباشر والبسيط لمعاناة الطبقات الفقيرة في المجتمع، وتتميز بميزتين رئيستين، الأولى هي التصوير الخارجي في الشوارع والأسواق والتجمعات السكنية الفقيرة بصورة أقرب إلى الأفلام الوثائقية، والميزة الثانية هي استعانة مخرجي هذه الحركة دائما بممثلين غير محترفين للقيام بالأدوار الرئيسية في أفلامهم، وكانت حياة الفقر والبطالة الشديدة التي خيمت على إيطاليا بعد انتهاء الحرب هي الملهم لظهور هذه الحركة بصورتها المميزة.
تطورت الواقعية الجديدة على يد مجموعة من النقاد السينمائيين الذي كانوا يعملون في مجلة السينما، ويعد كل من روبرتو روسيليني ولتشينو فيسكونتي وفيتوريو دي سيكا من رواد هذه الحركة، كما تأثر كتاب الوقعية الجديدة كثيرا بالمذهب الواقعي الفرنسي وتقنيات العين السينمائية لدزيجا فيرتوف والواقعية الفرنسية السوداء، وكانت تهدف إلى عكس الواقع كما هو، حيث كانت تهدف إلى تقديم السينما داخل الإطار الاجتماعي القادر على تمثيل الحرب وذروتها.
تستمد الواقعية الجديدة أهميتها من أنها تركت آثارا كبيرة وواضحة على المخرجين والسينمائيين في العالم كله وسرعان ما تأثر الجميع بهذه الحركة وخرجت الكاميرات إلى الشارع بعد أن كانت حبيسة الاستديو طوال سنوات عديدة.
ظهرت الواقعية الإيطالية الجديدة مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط حكومة بينيتو موسوليني، مما تسبب في فقدان صناعة السينما الإيطالية مركزها، وكانت الواقعية الجديدة علامة على التغير الثقافي والتقدم الاجتماعي في إيطاليا، فقدمت أفلامها قصصا وأفكارا معاصرة وغالبا ما تم تصويرها في الموقع، حيث تضررت استديوهات أفلام «شينشيتا» بشكل كبير خلال الحرب.
منع النقاد إلى حد كبير من الكتابة عن السياسة، حيث كان رئيس تحرير المجلة فيتوريو موسوليني، ابن بينيتو موسوليني، وهاجموا أفلام الهواتف البيضاء «الهاتف الأبيض» التي هيمنت على الصناعة في ذلك الوقت كمقابلة للأفلام السائدة الشعبية، شعر بعض النقاد بأن السينما الإيطالية يجب أن تتحول إلى الكتاب الواقعيين منذ مطلع القرن العشرين.
في ربيع عام 1945، أعدم موسوليني وتم تحرير إيطاليا من الاحتلال الألماني، هذه الفترة المعروفة باسم «الربيع الإيطالي» خرجت عن الأساليب القديمة وعززت نهجا أكثر واقعية في صناعة الأفلام.
انتقلت السينما الإيطالية من استخدام مجموعات الاستديو المتقنة إلى التصوير في الموقع في شوارع الريف والمدينة بأسلوب واقعي.
على الرغم من أن البداية الحقيقية للواقعية الجديدة قد تم التنازع عليها على نطاق واسع من قبل المنظرين وصانعي الأفلام، يعتقد عموما أن أول فيلم واقعي جديد هو فيلم «هوس فيسكونتي»، الذي صدر في 1943، أثناء الاحتلال.
اشتهرت الواقعية الجديدة عالميا في 1946 مع فيلم روبرتو روسيليني «روما المدينة المفتوحة» عندما فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي كأول فيلم رئيسي يتم إنتاجه في إيطاليا بعد الحرب.