إذا كنت بحاجة إلى ترياق ضد الفوضى المضطربة التي رأيتها في «Justice League»، فأنت لست بحاجة لأن تبحث بعد الآن، حيث يقدم فيلم «Teen Titans GO! To The Movies» تحليلا جنونيا مليئا بالمرح والضحكات حول نمطية أفلام الأبطال الخارقين والذي لا يخشى من استهداف بقية شخصيات عالم «DC» السينمائية (مع بعض الإشارات المضحكة حول مارفل التي تضفي المزيد من الضحكات).
يهدف الفيلم لأن يكون بمنزلة إجابة ملائمة للأطفال من «DC» عن فيلم «Deadpool»، حيث يستبدل الفيلم الألفاظ النابية والدماء التي تميز بها فيلم «Deadpool» بالنكات حول إطلاق الرياح والأغنيات (يقدم مايكل بولتون أغنية بصوته والتي ستعلق في ذهنك لأسابيع طويلة)، وينجح هذا الفيلم الكرتوني في تقديم سخرية فعالة من نوع الأفلام التي ينحدر منها «Deadpool»، وفي نفس الوقت من دون أن يغفل عن الأمور التي جعلتنا نقع في حب الأبطال الأسطوريين في المقام الأول.
قد لا يجد هذا الفيلم إقبالا كبيرا من الأشخاص الذين يأملون رؤية نسخة أكثر ظلاما وواقعية من كرتون «Teen Titans» الأصلي مع كل الجنون الموجود فيه هنا، يمكن القول ان «Teen Titans GO! To The Movies» هو بشكل أساسي نسخة مضخمة من حلقات «Teen Titans Go» نموذجية، مضاف إليها تعليق صاخب وضحكات متكررة تميل أحيانا إلى أن تستمر لفترة أطول من اللازم، بالإضافة إلى ومضات من الكوميديا السوداء الملتوية بشكل ممتع لدرجة أن ديدبول لربما قد يشعر ببعض الغيرة.
لن ندخل في المزيد من التفاصيل كي لا نحرق عليكم العديد من المواقف الكوميدية الغريبة والممتعة، لكن في حين أن حس الفكاهة موجه إلى حد كبير للمشاهدين صغار السن، إلا أنه يمكن القول بأن «Teen Titans» يحتوي على العديد من الضحكات المصممة للأشخاص البالغين الذين يجلسون مع أطفالهم، حتى وإن كانت نكات المرحاض قد تختبر صبرك بعض الأحيان (هناك نكتة حرفية حول مرحاض مزيف تستمر إلى فترة أطول من اللازم بكثير).
تسلط حبكة الفيلم بحد ذاتها الضوء على الانتشار الواسع لأفلام الأبطال الخارقين، حيث يبدو أن كل الشخصيات وأمهاتها في القصص المصورة، خاصة إذا كان اسم الأم مارثا، بات لديها فيلمها الخاص في هذه الأيام، لذا هذا ما يريد الـ«Teen Titans» الحصول عليه أيضا. وفي حين يعتقد Starfire وCyborg وRaven وBeast Boy أن هذه التجربة ستكون مثيرة، إلا أن عدم الاعتراف بالـ«Titans» يشعل أزمة وجودية لدى قائد الفريق Robin، لاسيما أن معلمه «باتمان» قد حظي بعدد كبير من الأفلام على الشاشة الكبيرة حتى الآن، لكن لا يبدو أنه يميل إلى مشاركة هذا الحب مع صديقه. وفي محاولة لإثبات أنهم يستحقون الظهور على الشاشة الكبيرة، يسعى الأبطال للعثور على شرير، لكن سرعان ما يحدث العكس ويسعى شرير خلفهم يدعى Slade Wilson، والذي يشتهر أيضا بلقب Deathstroke على الرغم من أن هذا اللقب لا يتم ذكره هنا أبدا. وما يجري بعد ذلك متوقع بشكل عام لكن مشاهدته ممتعة للغاية، ويعود السبب في ذلك غالبا إلى أن الفيلم، بشكل مشابه للمسلسل، يعج في كل لقطة فيه بالتلميحات والمفاجآت الخفية والإشارات التي تثير الحنين والنكات الضمنية، كل ذلك لدرجة أنك لن تتمكن من ملاحظتها جميعها في جلسة واحدة، كما أن طاقم الممثلين الصوتيين يتضمن بعض المفاجآت التي ستسر محبي القصص المصورة المخضرمين.
بالطبع لقد سلط فيلم «The LEGO Batman Movie» الضوء على مسائل مشابهة عند صدوره العام الماضي، ويضم كلا الفيلمين الموهبة الصوتية ويل آرنيت الذي يستبدل قلنسوة الـ«Dark Knight» بالقناع الأسود والبرتقالي الخاص بـ«Slade» هنا (لسوء الحظ هناك ما يكفي من نقاط التشابه في أدائه لدرجة أن الربط بين الشخصيات يتسبب ببعض التشتيت)، لكن فيلم أبطال خارقون يتمحور فقط حول المرح الجنوني المطلق، ولا يستهدف العمق والتكلف الذي تميز به فيلم باتمان هذا بالتحديد. لكن هذا الفيلم ليس من النوع الذي يطمح إلى الإساءة لنوع أفلام الأبطال الخارقين، بل جل ما يريده هو أن تحظى بوقت ممتع، وأن تشتري تلك الموسيقى التصويرية المذهلة للغاية، (أصدقكم القول: إن الأغنيات والموسيقى التي يقدمها الفيلم مذهلة).
وفي حين أن هذا قد يجعل فيلم «Teen Titans GO! to the Movies» يبدو في نهاية المطاف غير ذي أهمية، إلا أنه عند مقارنته بأفلام كون مارفل السينمائي و«X-Men» المستمرة والتي تزداد تعقيدا وقائمة أفلام «DC» بالتمثيل الواقعي المتزايدة باطراد، نجد أنه من المنعش مشاهدة فيلم أبطال خارقون يتمحور فقط حول المرح الجنوني المطلق.