فيلم «Halloween» الجديد هو الفيلم الذي كان ينتظره محبو السلسلة منذ 40 عاما، إنه جزء مباشر رائع ومثير للفيلم الأصلي الذي صدر عام 1978 من إخراج جون كاربنتر والذي يكرم سلفه الكلاسيكي وفي نفس الوقت يطور هوية خاصة به، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى جرعة حس الفكاهة غير المتوقعة التي يحتاجها بشدة.
الفتاة الأخيرة هذه المرة هي خط الدفاع الأخير، فالصدمة التي عانت منها لوري سترود (تلعب دورها جايمي لي كورتيس) عند نجاتها من القاتل المتسلسل المقنع مايكل مايرز (نك كاسل) في أول فيلم Halloween قد استهلكتها بالكامل خلال العقود القليلة الماضية، وجعلتها شديدة الهوس بإحاطة نفسها بالأمان.
لقد أثرت الأحداث بشكل عميق بعلاقاتها مع ابنتها كارين وحفيدتها آليسون بالطبع يتبين في نهاية المطاف أن لوري كانت محقة بتحضير نفسها للأسوأ خلال كل تلك السنوات.
حيث تمكن مايكل مايرز من الهروب، في الليلة التي تسبق الهالوين كالعادة، ويتوجه الآن عائدا إلى بلدته هادونفيلد مستهدفا 3 أجيال من نساء سترود، ويؤدي هذا إلى تصاعد في الأحداث على غرار فيلم «High Noon» - تقريبا - حيث إن أي شخص يمكن له أن يساعد آل سترود في إيقاف هذا التهديد الوحشي لمجتمع غارق في ذاته أو غير متوافر، مما يتركهن وحيدات ضد مايكل مايرز في مواجهة حاسمة شديدة التوتر ومرضية للغاية.
تقدم «جيمي لي كورتيس» أداء رائعا في عودتها للدور الذي أطلق مسيرتها السينمائية، من دون أن تخفف لوري الأكبر سنا من وطأة قناعاتها المتعطشة للدماء، حيث ان لوري على استعداد لأن تكون مكروهة من قبل أحبائها إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر لإبقائهم على قيد الحياة.
تعلمت لوري بعدة طرق كيف تصبح شخصا مفترسا، فهي لن تجلس مكتوفة الأيدي تنتظر الصياد ليأتي ويصطادها، وهذا يجعل لوري شخصية تحمل عيوبا (وهذا النوع دائما الأكثر إثارة للاهتمام) بالإضافة إلى كونها تتمتع بالقوة أيضا، فهي شخص مستعد للقيام بما يجب حتى لو كان الأمر يتطلب التضحية، وتجمع كورتيس بين الحدة والضعف هنا كروح محطمة لن تكتمل مرة أخرى حتى يموت وحشها أخيرا.
تقدم «غرير» و«ماتيكاك» أداء متينا بدوريهما كنساء الأجيال اللاحقة من آل سترود واللتان تتعاملان مع هوس لوري بطرق مختلفة، الأولى امرأة في منتصف العمر تحاول العثور على الخير والنور في العالم لها ولابنتها، أما الأخرى فهي مجرد طفلة تحاول إقامة علاقة مع جدتها المضطربة من دون أن يتدخل بعلاقتهما شبح الماضي.
يروي هذا الجزء من سلسلة الرعب «Halloween» قصة نساء يواجهن الرجل المسيء في حياتهن وكيف يمكن للصدمة أن تنتقل عبر الأجيال، وهناك بعض الشخصيات التي تريد أن تعرف ما الذي يستثير مايكل مايرز وما هي مشاعره، من يريدونه أن يقول شيئا فحسب، لكن كما يوضح الفيلم وكما تعرف لوري مسبقا، مايكل مايرز هو ببساطة قوة شر عديمة الرحمة، إنه ليس هنا ليكشف ما الذي يدور في ذهنه، حاله لا يختلف عن القرش في فيلم «Jaws» أو الـ «Xenomorph» في فيلم «Aliens».
يعتمد «Halloween» على طاقم الممثلين الثانويين والشخصيات المساعدة لتقديم بعض حس الفكاهة المخففة للضغط والهروب من الجدية العامة لمحنة نساء سترود، يأتي النص من تأليف داني ماكبرايد، والمخرج ديفيد غوردون غرين، وجيف فرادلي، ويقوم السيناريو بعمل رائع في إعطاء الشخصيات العرضية صفات فريدة ومميزة ومواقف لا تنسى.
وبالرغم من أن العديد منها مقدر لها الموت المروع بكل وضوح، لكن هذا لا يعني أنها لا تستطيع تقديم بعض الضحكات الكبيرة أو اللحظات اللطيفة قبل التعرض للذبح.
وهذا الأسلوب لا يمنح فقط الممثلين أدوارا كانت لتكون سطحية وغير مميزة في أفلام الرعب الأخرى، بل أنه يجعل المشاهد أيضا يهتم حول الشخصيات على الرغم من وقتها المحدود على الشاشة.
من الواضح أن هذا الجزء لم يصنع فقط من قبل أشخاص يعشقون الفيلم الأصلي الذي صدر من 40 عاما، بل أيضا من يعشقون أفلام الرعب بشكل عام، مع ما يكفي من الذكاء والإدراك الذاتي للحفاظ على عناصر هذا النوع من الأفلام.