القاهرة - محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا، ويتزوج أبناء المهنة الواحدة الفن وينتقل من والى الاستديوهات وشاشة السينما، فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الماضية، ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات، حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين أسرة ثم يتحول لشراكة فنية، وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الأسرة، تدور كل الزيجات بين الفنانين، لذلك جاءت قصة زواج أو نجاح نادية مصطفى وأركان فؤاد عائليا وفنيا تحت شعار «من سلامات.. الى بدنا نتجوز ع العيد».
قصة ارتباطهما بدأت حين التقيا لأول مرة في شركات الإنتاج، بين أركان المطرب السوري الذي حضر إلى مصر بسبب حبه للفن، ورأى أن مستقبله الفني بها وأراد تحقيق ذاته في مصر، ونادية التي كانت في بداية مشوار شهرتها كمطربة بعد نجاح أغنيتها الأولى «سلامات»، وتعارفا ونشبت بينهما صداقة طيبة، تحولت بمرور الوقت الى حالة من الانجذاب دون إفصاح، واعتادا استشارة بعضهما في الأمور الفنية والأغاني، وشعرت نادية باهتمام الفتى السوري الزائد، لكنها كانت تحاول بقدر الإمكان السيطرة على مشاعرها حين علمت انه قبل حضوره إلى مصر كان مرتبطا وعقد قرانه على ابنة عمه في سورية، وبعد فترة لم يرد ظلم ابنة عمه معه التي ستنتظره مدة طويلة، فاتفقا على الانفصال، ووجد أن ارتباطه العاطفي بابنة المعادي اصبح لا مفر منه، خاصة انه كان بدأ يجني ثمرة نجاح أغنية «بدنا نتجوز ع العيد» حتى انتهز فرصة عيد ميلادها فقام بخلع سلسلة ذهبية كانت خاصة به وأراد ان يضعها حول رقبتها ومن شدة اضطرابها وحيرتها دفعته بعيدا عنها، ولكنه أصر بشدة فاخذتها منه، وشعرت أنه من يحبها بصدق وبعدها تحدث مع أصدقاء لهما وطلبها للزواج، فسارعت بالموافقة وتم الزواج الذي نتج عنه ثلاث بنات منهن «فيروز» التي عملت في الغناء، أما «همسة» فظهرت مؤخرا على الساحة وبدأت بالفعل في الغناء لامتلاكها صوتا جميلا ولكنها تتعامل كهاوية وترفض احتراف الغناء، أما «ريم» فقررت الابتعاد عن المجال الفني وهي متزوجة منذ خمس سنوات.
أكدت نادية: أن نجاحي وتألقي ووصولي للشهرة كان قبل الزواج، ولكن مما لا شك فيه ان ارتباطي بأركان ووجوده بجواري زاد من نجاحي وتألقي، على سبيل المثال فقد كانت فكرة قيامي بتصوير أغنيتي الناجحة «سلامات» من اقتراحه، كذلك فهو زوج اكثر من متعاون حيث يقدم لي النصائح الفنية المفيدة عند اختياري الكلمات والالحان والتصوير، أما كزوج فهو يتحمل كثيرا دون شكوى سفري للخارج خاصة إلى الكويت وأميركا، وكوالد فهو صديق مخلص لبناته ويرعى شؤونهن ويتابعهن باستمرار.
الغريب ان كلا الزوجين لم تتح لهما رسميا التعاون الفني بينهما، وكانت هناك عدة محاولات للجمع بينهما في دويتو مشترك يقدمان من خلاله أغنية، وتم البحث عن كلمات أغنية وألحان وبعد عدة محاولات لم تنجح الفكرة، وتم تأجيلها لفترة ونسي الطرفان الأمر، رغم انه سبق وان تشاركا معا في تقديم اغنيات ببعض البرامج وحققا نجاحا كبيرا دفع جمهورهما الى مطالبتهما بالتعاون وتقديم اغنية خاصة لان كلا منهما له أسلوب وصوت غنائي مختلف تماما.
أركان كانت له تجربة وحيدة كممثل من خلال مسرحيات (لعبة الست - كارمن - سكة السلامة) بطولة وإخراج محمد صبحي، وكانت تجارب اكثر من ناجحة، فقد ادهش الجميع بخفة ظله وتم توظيف صوته الجبلي القوي وبأداء يحمل كوميدية راقية، وبعدها تلقى العديد من العروض لإعادة التجربة كممثل ولكنه كان ومازال يصر على عدم خوض التجربة، الا اذا كانت الشخصية مميزة وتؤثر في الاحداث، والعمل ككل له رسالة ومع طاقم عمل مختار بشكل مناسب.
أما نادية مصطفى فقد تلقت العديد من العروض للعمل كممثلة أو تظهر مطربة في بعض الأعمال الفنية الدرامية على شاشة التلفزيون وخشبة المسرح، ولكنها ترفض من حيث المبدأ ان تتحول الى ممثلة لأنها لا تجد نفسها أمام الكاميرا وان كانت لا تمانع ان تقدم عملا دراميا استعراضيا تعتمد فيها على إمكاناتها كمطربة ومؤدية اكثر من كونها تتقمص وتجسد الشخصية.
أما ابنتهما فيروز فكان والداها يرفضان دخولها مجال الفن نهائيا خوفا عليها، حتى قررت إقناعهما بطريقتها، حيث قامت بمعاونة بعض صديقاتها بتسجيل اغنية بصوتها قدمتها لوالديها فأعجبا بصوتها، ووافقا على احترافها الغناء ولكن بشرط ان يكون احدهما مصاحبا لها في أي مكان وتعمل تحت إشرافهما الكامل، وهو ما تم بالفعل، ومنذ شهرين طرحت ألبومها الجديد بعنوان «بيني وبينك».