القاهرة - محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا، ويتزوج أبناء المهنة الواحدة الفن وينتقل من وإلى الاستديوهات وشاشة السينما، فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الماضية، ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات، حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين أسرة ثم يتحول لشراكة فنية، وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الأسرة، تدور كل الزيجات بين الفنانين، لذلك جاءت قصة زواج أو نجاح الفنانة هبة مجدي ومحمد محسن عائليا وفنيا تحت شعار «الحب في ألف ليلة وليلة».
جاءت حكاية زواج هبة مجدي والمطرب محمد محسن بشكل رومانسي هادئ، حيث روت هبة أنها ووالدها تعرفا على محمد محسن حيث تقابل الثنائي على متن الطائرة في إحدى السفريات للمشاركة في احد المهرجانات الفنية بإحدى الدول العربية عام 2012، ليمر الوقت وتتوطد علاقتها بمحسن، وبعدها تمت خطبتها الأولى في ديسمبر 2013 على ضابـــــط الشرطـــة محمد محسن، وبعد شهرين فقط أعلنــت فسخ خطبتها ورفضت الكشف عن أسباب هذا القرار.
ثم تدخل القــدر حين تم ترشيحها للمشاركة في مسرحية «ألف ليلة وليلة»، وتردد ان محمد محسن هو من رشحها للنجم يحيى الفخراني، وخلال البروفات وعرض المسرحية على مدار 6 أشهر لاحظ الجميع انهما لا يفترقان، وبدأ كل منهما يحكي للآخر عن حياته وتفاصيلها بحكم تواجدهما لفترة طويلة على المسرح، حتى أنها فوجئت بمحمد يخبرها بوجود باقة ورد باسمها في قاعة الزوار ولم تعرف من الذي قام بوضعها لها، بينما اعترف لها لاحقا بأنه من قام بشراء الورد من أجلها، ثم انتهز فرصة انشغالها بالاستعداد لمناقشة رسالة الماجستير التي حصلت عليها بمعهد «الكونسرفتوار» بأكاديمية الفنون وموضوعها «الثنائيات في السينما المصرية»، فقام بمساعدتها. والطريف انهما كانا يجسدان بالمسرح شخصيتي أمير يقع في حب بنت فقيرة ويطلبها للزواج من والدها، إضافة الى مشاركتهما بالغناء معاً في عدد من الأغنيات الخاصة بالعرض على خشبة المسرح.
وبعد أن تصارحا بمشاعرهما وانجذابهما لبعضهما، انتهز فرصة وفاة عمها، فذهب مع والده للعزاء وتم التعارف بين الأسرتين في إطار العزاء، نجح في استغلال الفرصة لقراءة الفاتحة على روح عمها وان تكون موافقة على خطبتهما، حيث ساد الصمت، وفوجئ بموافقة أسرتها وكانت فكرة الاحتفال بالخطوبة على خشبة المسرح تحقيقا لحلم الخطيب الذي اقترح الأمر على الفنان يحيى الفخراني فوافق على الفور.
الغريب أن الثنائي الرومانسي فسخا خطبتهما ولم يعلنا الخبر، حيث ترفض هبة الحديث عن حياتها الشخصية لوسائل الإعلام ووقتها تفرغت لتصوير مسلسل «يونس ولد فضة»، وتردد وقتها أن هناك عدة أسباب أدت لحدوث أزمة بينهما، من أهمها هو اختلاف الشخصيتين وأسلــــوب الحياة، حيث اكتشفت هبة أنها شخصية هادئة تميل للابتعاد عن الضجيج والأصوات العالية وتفضل النظام والروتين والتقليدية، في حين أن خطيبها يميل للثورة على القيود والأشياء المرتبة المنظمة ويعشق التمرد، كما انه شخصية لديه شعور بالغيرة عليها بشكل كبير جدا حتى انه طلب منها بشكل حاسم ألا تتعدى علاقاتها مع زملائها حدود الكواليس أثناء تصوير الأعمال الفنية، ما جعلها ترفض بحسم ان تكون غيرته اكبر من حجمها الطبيعي، خاصة أنها ترتبط بعلاقات طيبة ومحترمة مع زملائها، ومن نقاط الاختلاف أيضا أن هبة تميل لقضاء معظم أوقاتها بالمنزل، وترتبط باسرتها بشكل مبالغ فيه.
وبدأت الأزمات تتصاعد بين هبة ومحسن حتى جاءت جنازة وعزاء والدها الذي توفي أثناء خطبتهما ولم يقم خطيبها بزيارته في المستشفى قبل وفاته، وأثار غياب خطيبها محمد محسن تساؤلات كثيرة، خاصة أن هبة ظهرت وهي تتلقى العزاء من دون دبلة خطوبة وقيل وقتها انه خارج البلاد لإحياء حفل غنائي، لتنتشر الأقاويل وقتها عن فسخ خطبتهما والتزم الثنائي الصمت تجاه ما ينشر، وكان بالفعل قد اتخذا قرارا بفسخ الخطوبة، رغم ان علاقتهما كانت طيبة ولم يحدث انقطاع أو كراهية بينهما، وأعربت هبة أنها راضية بقضاء الله وقدره وأنها ستتفرغ لفنها ولن تفكر بالزواج في الفترة التالية، ولكن مع أول يوم عرض للمسرحية للموسم الثاني تجددت المشاعر وخفق قلبهما، خاصة أن الأغنيات التي كانا يقومان بغنائها في المسرحية كانت تعبر عن شخصين بينهما قصة حب بالفعل، وليست تمثيلا على خشبة المسرح، وقررا عقد القران وإعلان الزواج، ورزقهما الله بأول مولودة، أطلقا عليها اسم «دهب».
وعن سبب تسمية ابنته الأولى دهب التي رزق بها، أكد أن النية كانت تتجه لديهما باختيار اسم والدته أو والدتها، ولكن أثناء وجودهما في اجازة بمدينة دهب، وكانت هي المرة الأولى التي تزور فيها هبة عدة مناطق هناك، فاقترحت تسمية ابنتهما نفس الاسم ووافق محمد بالفعل، خاصة أن أول حرفين من اسم هبة (هـ - ب)، وآخر حرف من اسمه (د) وبذلك يتكون اسم دهب.