القاهرة ـ محمد صلاح
عندما يصبح الدويتو الفني عائليا، ويتزوج أبناء المهنة الواحدة الفن، وينتقل من والى الاستديوهات وشاشة السينما، فهي ظاهرة ليست وليدة الفترة الماضية، ولكنها ممتدة منذ عشرات السنوات.. حين يولد الحب في البلاتوهات ويتوج بالزواج وتكوين أسرة ثم يتحول لشراكة فنية، وما بين الغيرة الفنية والعاطفية والحفاظ على الأسرة، تدور كل الزيجات بين الفنانين، لذلك جاءت قصة زواج أو نجاح مي كساب وأوكا عائليا وفنيا تحت شعار «زواج ضد التيار».
بدأت العلاقة بين أوكا ومي كساب أثناء كواليس تصوير فيلم «8%» وكانا يقيمان في فندق واحد، فأتيح لكل منهما أن يشاهد مميزات وعيوب الثاني عن قرب، لتستمر الصداقة المليئة بعواطف الحب وتتكرر لقاءاتهما ومحادثاتهما لمدة قاربت العامين، وتشاركا كل اللحظات والمشاعر بما فيها الغضب والحزن والجوع والضحك، وكانت الظروف متاحة لتنشأ بينهما قصة حب رائعة وقوية.
وكانت وفاة والدتها عاملا أساسيا في تتويج علاقتهما، فقد أصيبت بحالة اكتئاب وحزن شديدين ولم يستطع أي شخص من المقربين لها أن يجعلها تخرج من تلك الحالة، نظرا لارتباطها الشديد بوالدتها، وفوجئت بأوكا ينجح في دعمها وإخراجها من تلك الحالة بعد عناء.
وتعترف مي: هناك العديد من الأسباب جذبتني، منها أن أوكا يتميز بخفة ظل كبيرة يعترف بها كل من تعامل معه، وله العديد من المواقف والتعليقات الطريفة وسط زملائه وأصدقائه. ومن ألطاف القدر أن مي كساب في الوقت الذي كنت دائما أبحث عن زوج وحبيب يكون صاحب روح جميلة وخفة ظل بل كان شرطا أساسيا ضمن المواصفات التي أتمناها اضافة الى الشهامة والمواقف الداعمة لمن يحب لأنه ابن بلد يعرف الأصول وحنون ويرتبط بأسرته بشكل كبير وأشياء أخرى وجدتها في شخصيته.
وبمجرد إعلانهما خبر ارتباطهما ونشر خبر الخطوبة، ثارت حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي أغلبها ينتقد ويتعجب من العلاقة بسبب الفارق العلمي والاجتماعي والثقافي بينهما، لان مي كساب تخرجت في كلية التربية الموسيقية وغنت في الأوبرا وكانت ضمن المجموعة التي كونها صلاح الشرنوبي، في حين أن أوكا، عضو فريق 8% الذي ينتمي لأغاني المهرجانات الشعبية، لم يكمل تعليمه بعد الصف الثالث الثانوي في السياحة والفنادق، مؤكدا أنه حاصل على الشهادة الإعدادية فقط لكنه أفضل حالا من نظيريه أورتيجا وشحتة كاريكا اللذين تركا تعليمهما في الصف الثاني الإعدادي، كذلك كان فارق السن بين الخطيبين سببا في السخرية والدهشة لأن مي تكبر زوجها بحوالي 9 سنوات، بحسب ما كشفت هي بنفسها، وأنها لا تخجل عندما تتحدث حول هذا الأمر، مشيرة إلى أنها عندما صارحت أوكا في أول لقاء بينهما بعمرها الحقيقي والذي كان في ذلك الوقت 30 عاما لم يقتنع وقال لها إن عمرها أقل بكثير من ذلك، وأنها رفضت في البداية هذه العلاقة بسبب الفارق العمري بينهما وخوفها من الانتقادات التي ستلاحق هذه العلاقة ونظرة المجتمع لها كفنانة، إلا أنها شددت أن تعاملها مع المطرب الشعبي قضى على هذا الهاجس، حتى باتت لا تشعر بفارق عمري بينهما، لافتة إلى أنه نجح في احتوائها خاصة مع وجود عامل حب الموسيقى المشترك بينهما، كما اعترفت بدور أسرته في إقناعها بالزواج منه.
قالت مي إنها قدمت زوجها إلى والدها باعتباره كبيرا في المقام وليس في السن، موضحة أنها صارحت والدها بتفاصيل علاقتهما وأنه الشخص الوحيد الذي أحبته وشعرت معه بالأمان وهو قادر على إسعادها، وانه الشخص الوحيد الذي نجح في ان يخترق عالمها ويأخذها الى عالمه، وصحح الكثير من المفاهيم لديها، وفي عام 2015 تم عقد القران، ثم الزواج، ثم رزقها الله بطفلتين (فريدة - داليدا).
الغريب أن حفل زفافهما شهد موجة صعبة وقاسية جدا من النقد الجارح على صفحات التواصل الاجتماعي بسبب تسريحة شعر مي الغريبة التي ظهرت وكأنها قصت جزءا كبيرا من شعرها، ولكنها كالعادة لم ترد الا بكلمات رقيقة أخجلت منتقديها.
وواجه الزوجان أزمة كبيرة حين تم اتهام أوكا بالتهرب من أداء الخدمة العسكرية والتي تسببت أيضا في دخوله السجن، ثم واجه قضية جديدة وهي التهرب الضريبي حيث وجهت له مصلحة الضرائب المصرية تهمة التهرب من دفع الضرائب لمدة تجاوزت العامين، وبعد فترة من السجن الاحتياطي حصل على البراءة بعد قضاء أصعب أيام حياته، ولكن هذه الأزمة كشفت المعدن الأصيل لزوجته التي وقفت بجواره حتى استرد حريته.
المعروف أن مي سبق أن ارتبطت عام 2007 بخطبة من الرائد سعيد جميل، لكنها انفصلت عنه بعدها بشهور ولم تكتمل الخطبة من دون وجود أسباب واضحة، ثم تزوج بعدها من الفنانة راندا البحيري وانفصل عنها.