دمشق – هدى العبود
استذكرت الفنانة السورية جيني اسبر مواقف جميلة لا تنسى في شهر رمضان مع انها تنتمي للديانة المسيحية ولكن هذا الامر لم يمنعها بأن تستمتع في شهر رمضان مع اصدقائها المسلمين.
تقول اسبر: المسحراتي، زرع بمخيلتي منذ ان كنت طفلة، فعندما كان والدي يعيش بأوكرانيا كنا نزور عائلات عربية وسورية مسلمة وكانوا يتحدثون عن أبو محمد المسحراتي باللاذقية ويقلدونه لأطفالهم كي يزرعوا العادات والتقاليد المسلمة بنفوس أطفالهم منذ الصغر. وكنا ندعى على موائدهم وعندما قرر والدي العودة إلى سورية عشنا بمحافظة اللاذقية، وكنا محاطين بكافة الطوائف والأغلبية كانت مسلمة كنت انتظر صوت المسحراتي شتاء وصيفا لأشاهده من خلف الزجاج والأمطار تغمر النافذة وهو بكل إيمان ومثابرة مصر على ان يوقظ كل مسلم بالحي كان يناديهم بأسمائهم «يا صايم وحد الدايم، يا صايم رمضان ضيف علينا لا تتركوا يروح زعلان منك»، عندها تشتعل الأنوار بالبيوت وتفوح رائحة الأطعمة من المنازل فالجميع منهمك بإعداد الأطباق الساخنة شتاء سواء على السحور أو الإفطار ومنها الشوربات الساخنة والمحاشي والكبب والطبخ باللبن بأصناف متنوعة، وإذا كان الجو صيفا تبدأ السيدات بإعداد أطباقا باردة واللبن يكون سيد المائدة.
وبعد الإفطار مباشرة تبدأ الصلاة تليها صلاة التراويح، عندها صدقا لا تشاهد طفلا أو سيدة أو رجلا إلا وكانت وجهته بيت الله «الجامع» وكنت أرافق صديقاتي وتعلمت الصلاة منهم وأتذكر ذات مرة أنني صليت التراويح عشرين ركعة علما أنها ثمانية، وعندما قلت لوالدتي قالت لي المهم أن تكوني قريبة من الله ويحرسك، وهذا بالمناسبة ينطبق على صيام الطائفة المسيحية فالعادات والطقوس ذاتها..
وعن لذة رمضان قالت: زميلاتي اغلبهن مسلمات يواظبن على صوم شهر الخير والبركة، فكنت اجتمع معهن بمنازلهن فالجو العائلي أحبه جدا، وكنا نشاهد أعمالنا الفنية، خاصة وأننا كفنانات اغلب أعمالنا تعرض في شهر الخير والبركة والتسامح، كما حضرت أكثر من إفطار في دور للأيتام باللاذقية ودمشق.
وأضافت: عشت الأجواء الرمضانية في أغلب دول مجلس التعاون الخليجي ففي الكويت مثلا كانت لطقوس رمضان لذة غريبة ففي المطاعم تقدم كافة أنواع المناسف بالسمن العربي واللحم والأسماك والمجبوس. كم هي لذيذة كنت أطلبها يوميا خلال تواجدي بالكويت، بالإضافة إلى أنهم شعب مضياف محب لكافة الشعوب، ولهم الكثير من المواقف الإنسانية مع أناس غرباء قدموا لهم كل المساعدة، وعلى الرغم أننا في عصر السوشيال ميديا، ألا أن لمة رمضان لها نكهة خاصة فهي تجمع المحبين وتصفي القلوب من خلال الأحاديث الدينية التي تنقي الروح.