- أحب كتابات إبراهيم عيسى وأفكاره
- المسحة الصوفية في «روح» مناسبة لعصرنا المليء بالمشاحنات
- فشلت في طهي الأرز وخبيرة في الملوخية
- والدة سوبر مان هو الدور الأنسب لي كبطلة خارقة
القاهرة - خلود أبوالمجد
جدل كبير أثاره فيلم (صاحب المقام) خاصة بعد بدء عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية، في خطوة لم تحدث استباقية لم تقدم عليها أي من شركات الإنتاج في العالم العربي، وخاصة عندما تكون الفنانة الكبيرة يسرا هي بطلة هذا العمل الذي قدمته بعد غياب عن السينما لمدة 7 سنوات وتوجهنا لها وكان لنا معها هذه المقابلة:
بين مرحب ومعارض كيف وجدتِ تقبل الجمهور لدورك في فيلم (صاحب المقام)؟
٭ الرأي يختلف من شخص لآخر بالتأكيد، ولهذا يوجد النجاح والمنافسة، ولكني سعيدة جدا بالشخصية التي قدمتها في فيلم صاحب المقام، فهو مختلف تماما بالنسبة لي، وهو ما زاد حماسي لقبوله بعد كل سنوات غيابي عن السينما، فقليل جدا ما تم عرضه علي بهذا التفرد.
وأضافت أنه وعلى الرغم من صغر حجم الدور، إلا انه يعد عنصرا أساسيا في الفيلم، وبدونه يختل توازن القصة بأكملها، وما زاد من سعادتي بهذا الفيلم انه للكاتب إبراهيم عيسى، فهو من الكتاب الذين أحب كتاباتهم وأفكارهم، خاصة حينما يتعلق الأمر بالصوفية وهو ما تدور حوله أفكار الفيلم.
كانت الشخصية التي قدمتيها معدة بالأساس لرجل، فكيف تحولت لتتناسب معك؟
٭ الشخصية بالفعل كان مكتوبة ليجسدها رجل، ولكن المخرج محمد العدل بالاتفاق مع الكاتب ابراهيم عيسى قررا تغييرها إلى امرأة، وأرى أن هذا التغيير كان في صالح العمل ككل، فذلك الرجل الدرويش الذي يظهر للبطل كان سيصبح مكررا كما هو في العادة فيما قدم سابقا في مثل هذا الدور في أي من الأعمال الفنية، ولكن لا يمكن القول ان ما قدمته يمكن وضعه أو تصنيفه تحت مسمى الشيخة ولا حتى سيدنا الولي، هي شيء آخر مختلف تماما، فهي كانت الإلهام أو الروح الطيبة التي تعطي صاحبها مفاتيح الطريق الصحيح، وهذا ما جعلنا نقع في حيرة كبيرة حين رسم وتخيل الشكل الذي ستظهر عليه الشخصية، فتخيلتها في البداية ستظهر بشكل معين وبملابس معينة في كل المواقف، لكن محمد العدل كانت له رؤية أخرى أعجبتني، بأن جعلها تظهر في كل مرة بشكل مختلف سواء في الملابس أو شكل ظهورها والذي بُني بحسب الموقف والمكان الذي تظهر فيه، ولكنها في كل الأحوال هي نفس الروح.
ما الذي لفت نظرك تحديدا في شخصية روح؟
٭ هي شخصية تحمل من النقاء الكثير وهو غير متواجد في عالمنا الحالي، وما دعم ذلك تلك المسحة الصوفية التي أحبّها أنا شخصيا، والتي نادرا ما نقرأ عنها في الكتب أو نشاهدها في أي فيلم سينمائي، لذا وجدت أنها شخصية مناسبة لطرحها في هذا العصر المليء بالمشاحنات والصراعات الإنسانية، إلى جانب أنني لم أقدمها من قبل.
كيف وجدتِ فكرة استبدال عرضه الاول في السينما بإتاحته على المنصات الرقمية؟
٭ كانت خطوة جريئة ومهمة من المنتج والمخرج لم يسبقهما اليها أحد في الوطن العربي بأن يتم عرض فيلم ضخم إنتاجيا على منصة إلكترونية بدلا من دور العرض السينمائي، ويعد هذا باباً جديدا يفتح على مصراعيه أمام الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية أيضا، وهذا من المؤكد سيساعد على زيادة الإنتاج الإبداعي، فبعد أن كانت أعداد الأفلام في دور العرض لا تتجاوز العشرين أو الثلاثين فيلما، أصبح هناك فرصة كبيرة لعرض أعداد أكبر من هذه الأفلام وبجودة أعلى على مستوى المحتوى، والزيادة المقصودة هنا ليست فقط في الأرقام، بل في نوعية الأفكار ومدى جودتها من الناحية الإبداعية.
هل يمكن للمنصات الرقمية أن تحتل مكانة دور العرض في المستقبل أم أن الاثنين سيكملان بعضهما؟
٭ المنصات الرقمية أصبحت مناسبة فقط أكثر في فترة التباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا، ومع الوقت، وبعد العودة للوضع الطبيعي، ستتفاعل المنصات مع الأفلام بشكل مختلف، وأعتقد أنه ستكون هناك أعمال أنسب للمنصات وستتوجه مباشرة إليها، وستظل السينما أنسب لأنواع أخرى كثيرة، ولكنها لن تهدد أو تسحب البساط من العرض السينمائي مستقبلا، والدليل على هذا هو أن تجربة المنصات بدأت في الخارج منذ سنوات ولم تؤثر تأثيرا كبيرا حتى الآن على العروض السينمائية.
هل بدأت التحضيرات لعمل درامي جديد بعد (خيانة عهد)؟
٭ نعم، ولكن لا يمكنني الإفصاح عن أي تفاصيل خاصة به حاليا.
لماذا لم تكرري تجربة الدراما الكوميدية مع أن الجمهور يحب رؤيتك في هذه الأعمال؟
٭ «شربات لوز» هو المسلسل الوحيد الذي قدمته وكان يحمل طابعا كوميديا خفيفا، ولكن هذا لم يكن سهل أبدا، سواء على مستوى الكتابة أو مفردات الشخصية نفسها، فالكتابة الكوميدية أصعب من الكتابة التراجيدية، وفكرة الجمع بين كتابة درامية جيدة وشخصيات خفيفة الظل ومواقف مضحكة، وأن تكون كل هذه العناصر صادقة وحقيقية هي معادلة صعبة لم ينجح فيها سوى السيناريست تامر حبيب، ومثل هذه الأفكار يجب أن يأخذ وقته في التحضير والإعداد، وحينها تسلمت 30 حلقة جاهزة من تامر حبيب قبل البدء في التصوير، ولكي أقوم ببطولة عمل مثل هذا اليوم فلابد أن نبدأ في كتابته من الآن، وذلك لكي يتم تنفيذه العام القادم وليس العام الحالي، وأتمنى أن أجد مثل هذا النص مرة أخرى.
هل أصبح التصوير أكثر إرهاقا في ظل أزمة كورونا؟
٭ بالطبع الوضع أصبح أكثر صعوبة في ظل كورونا، لأننا لم يعد في إمكاننا التصرف بشكل طبيعي مثلما كان في السابق، فقد أصبحنا أكثر حرصا على سلامتنا وسلامة الآخرين، وذلك باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في مواقع التصوير، سواء باستخدام وسائل التطهير والحماية أو بالتزامنا بالتباعد الاجتماعي حتى عن أقرب الناس لنا، وهو أمر يصعب تقبله نفسيا، ولكننا مضطرون لذلك حرصا على حياتهم.
هل صحيح أنك أعطيت مساعديك في المنزل إجازة بعد رمضان وأنت التي تقومين بعمل كل شيء في المنزل؟
٭ انتهيت من التصوير قبل شهر رمضان، لذلك كنت متفرغة للعمل بالمنزل، ورغم فشلي مرتين في طهي الأرز إلا أنني نجحت بالنهاية، كما أنني ماهرة في إعداد الكثير من الأكلات ولي طريقتي الخاصة في طبخها، مثل الشركسية والملوخية، وغيرها.
في رأيك هل هناك ندرة في الأعمال التي تناقش قضايا المرأة في المجتمعات العربية؟
٭ برغم الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في المجتمعات العربية، فهي أم تعمل وتعول وتربي وتقوم بواجباتها المنزلية في وقت واحد، إلا أنه للأسف مازال الاهتمام في السينما ينصب على الموضوعات التي تعتمد على (الخبط والرزع والضرب).
لكننا نرى الآن تصاعدا في الدراما التلفزيونية التي تركز على البطولات النسائية، وربما مع الوقت تصبح موضوعاتها أكثر توجها لقضايا المرأة بمفهوم يخاطب شرائح أوسع بالمجتمع.
ما رأيك في مشكلة التحرش التي أصبح يعاني منها الكثير في المجتمعات العربية؟
٭ أعتقد أنني قد أوضحت رأيي كاملا في هذه القضية من خلال مسلسل «قضية رأي عام»، وما وصل إليه المسلسل من نتائج مهمة أتمنى أن يعاد مشاهدته الآن، لأنه عمل مهم للغاية فيما له علاقة بقضية التحرش.
ويجب أن ندعم أي حراك مجتمعي لمناهضة أي عنف ضد المرأة.
بعض الفنانين طالبوا بعدم عرض مشاهد جريئة أو ساخنة للحد من انتشار التحرش بدعوى أنها تساعد على ذلك؟
٭ أنا ضد هذا الكلام، ما يحكم سلوكيات الإنسان ليس مشهد في فيلم أو مسلسل، بل أخلاقه وتربيته ومبادئه.
وعلى صعيد آخر أود أن أشير إلى قضية أكثر خطورة وهي قضية «زنا المحارم» التي يتم التعامل معها باستخفاف ويتم تصنيفها بكونها قضية «زنا» فقط، لكن الفرق شاسع ومهول ولا يجب الاستهانة به أو الخلط بينهما.
قدمت السينما العالمية الكثير من شخصيات المرأة الخارقة، فهل توافقين على تقديم مثل هذه الأعمال؟
٭ سأقبل على الفور، أنا أحب جدا شخصيات مارفيل الخارقة مثل كابتن مارفل وبلاك ويدو، لكن دعونا نكون عمليين، ربما سيكون أنسب لي دور والدة سوبرمان مثل الذي قدمته ديان لين مثلا.
بعيدا عن الفن ما الذي تتمناه يسرا الإنسانة؟
٭ حلمت بالأمومة، وهي أكثر أمنية أردت تحقيقها، لكنني مع ذلك أحمد رب العالمين على كل شيء وراضية بقضائه، وأرى أنه اختار لي الأفضل في ظل الظروف التي نعيشها.