طارق عرابي
اختتمت مساء أمس فعاليات أول مؤتمر افتراضي للشباب الكويتي تحت عنوان «الكويتي كفو»، والذي تنظمه شركة «جلوبال إكسبو» عبر منصات «إكسبو 35» لمناقشة قضايا الشباب، حيث شارك في المؤتمر الذي بث عبر منصة «زووم» وكل من الانستغرام واليوتيوب والتويتر نخبة من المتحدثين وأعضاء مجلس الأمة، والمتخصصين في قضايا الشباب وما يتعلق بها من متخصصين في المجال الاقتصادي والقانوني والإعلامي والأكاديمي وكذلك العمل التطوعي والمبادرون، وريادة الأعمال والمشاريع الصغرى والمتوسطة.
وتناول المؤتمر عددا من المحاور التي تهم الشباب منها، رؤية الكويت التنموية «كويت جديدة 2035»، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في القضاء على البطالة، وملامح الخطة الحكومية لدعم المشاريع الشبابية.
التحول الرقمي
وفي أول محاوره باليوم الثالث والأخير، ناقش المؤتمر «المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في القضاء على البطالة»، حيث تحدث في بداية الجلسة مدير ادارة المخاطر والأزمات بشركة «إكسبو 35» د.سلمان السويلم، فقال إن التحول الرقمي لقطاع الأعمال بات مع سمات العصر الجديد، مشيرا الى أن العمل على تنظيم هذا المؤتمر جاء متماشيا مع التحول الرقمي للكويت التي تضعه ضمن أولوياتها الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في رؤية الكويت للعام 2035 وبموازاة المشروعات الحكومية الرامية إلى الاستفادة من عمليات الرقمنة في الكثير من قطاعات الدولة.
وأضاف ان الكويت من الدول التي لديها بنية تحتية لتكنولوجيا متطورة في المجال الرقمي خاصة في مجال تقنية الجيل الخامس، مؤكدا أن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية كبيرة لها انعكاسات على الكويت.
وقال السويلم انه قبل أزمة «كورونا» كانت كل المؤشرات تعكس تطور الكويت في هذا المجال، وتؤكد قدرة الدولة على التحول نحو التكنولوجيا الرقمية، لافتا إلى أنه بعد أن اجتاحت كورونا العالم، قفز الاستخدام التكنولوجي إلى مستويات عالية جدا ومن بينها الكويت، خاصة مع انتشار استخدام الأجهزة الذكية وغيرها من الأجهزة، فضلا عن قدرة المواطنين والمقيمين على التعامل مع التكنولوجيا الرقمية بشكل جيد.
وأضاف ان التحول الرقمي على المستوى العالمي أظهر أسواقا جديدة مع انتهاء أخرى تقليدية مثل أسواق التجزئة التي احتلت مكانها الشركات الرقمية والتكنولوجية خلال السنوات الخمس الماضية.
المشروعات الصغيرة
من ناحيتها، قالت مستشار خدمة العملاء ومؤسس شركة «ار تي» للاستشارات رحاب الطواري إن المشروعات الصغيرة تعتبر ضلعا اساسيا في نهضتنا واقتصادنا وحتى تجديد الرؤية المستقبلية لطلبتنا وشبابنا، مضيفة أن آثار المشروعات الصغيرة إنما تمتد لأكثر من مجال وقطاع، ليس فقط على صعيد رفع المستوى الاقتصادي للبلد، ولا يقتصر تأثيرها على بناء شخصية المبادر او الطموح فحسب، وإنما أصبح كل صاحب مشروع صغير او ناشئ عبارة عن باب رزق وعمل لشخص آخر.
دعم المبادرات الشبابية
وفي المحور الثالث الذي تناول «دور جمعيات النفع العام والنقابات العمالية في دعم المبادرات الشبابية»، تحدث رئيس جمعية العلاقات العامة جمال النصرالله، فقال إن جمعية العلاقات العامة قامت بتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون المشترك مع العديد من مؤسسات الدولة بالإضافة إلى مؤسسات القطاع الخاص، لتمثل بذلك حلقة للربط بين هذه القطاعات المهمة.
وأضاف أن الجمعية تنظم سنويا العديد من الفعاليات التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية كويت جديدة 2035، مثل جائزة الكويت للعلاقات العامة وخدمة العملاء التي أقيمت تحت رعاية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، لمدة 5 دورات متتالية.
من جانبه، قال السكرتير العام للاتحاد العام لعمال الكويت ورئيس نقابة البلدية محمد العرادة إن الحركة النقابية العمالية الكويتية تعد أحد الأعمدة الأساسية في المجتمع المدني، وأنها لعبت دورا كبيرا في كل المواقف الوطنية التي مرت بها الدولة، فهي الشريك الأساسي مع الحكومة وأصحاب الأعمال في المحفل الدولي لمنظمتي العمل الدولية والعربية.
واضاف العرادة أن الحركة النقابية الكويتية نظمت العديد من البرامج والأنشطة الترويحية والثقافية والاجتماعية لفئة الشباب العامل، كما قدمت كل أنواع الدعم المعنوي والمادي واللوجيستي لكل الفعاليات والأنشطة والمشاريع الشبابية.
تنشيط الشركات الصغيرة
وفي المحور الرابع والأخير الذي كان بعنوان «المشروعات الصغيرة ومدى انعكاسها على الاقتصاد الوطني وحياة المواطن»، قال مستشار تصميم الاعمال التجارية د.محمد الجيماز إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تختلف من حيث الأحجام والطبيعة وقد تعمل في أسواق مختلفة وفي مجموعة متنوعة من الأنشطة التجارية.
وأضاف الجيماز أن دول مجلس التعاون أقرت عددا من القوانين لتشجيع تطوير نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة، فيما تظهر البيانات المحدودة المتاحة عن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل أكثر من 80% من الشركات الخاصة، وتنشط هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى حد كبير في قطاع التجزئة، والعقارات، والفنادق والمطاعم واعمال البناء، وفي النهاية يحل قطاع الصناعة.
بدوره، قدم المدير التنفيذي لشركة «يوتاج» للإلكترونيات سالم المعمري ورقة تطرق خلالها للتقنية الجديدة في العالم، مشيرا إلى أن «يوتاغ» هي شريحة إلكترونية تسهل لك مشاركة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي وتغنيك عن بطاقة الأعمال التقليدية، وتسهل للشركات التجارية وأصحاب المشاريع التواصل مع العملاء.
قصص نجاح كويتية
استعرض المؤتمر في ثاني محاور اليوم الثالث قصص نجاح من الكويت إلى العالمية، حيث قدمت الباحثة في البيولوجيا الطبية على المستوى الخلوي والجزيئي والمتخصصة في الهندسة الوراثية ومخترعة التقنية الحديثة للتصوير الجزيئي للحمض النووي في الخلايا الحية خديجة الرفاعي ورقة استعرضت خلالها فكرة الاختراع الجديد في مجال الهندسة الوراثية الذي استخدمت فيه أداة الهندسة الوراثية المعروفة باسم «كرسبر» وطورتها، بحيث يمكن استخدامها لمراقبة التغييرات الديناميكية التي تحدث في الخلايا الحية للحمض النووي في الخلايا الحية بدقة عالية جدا.
كما قدم مؤسس ومدير عام شركة الفضاء المداري وصاحب مبادرة إرسال أول تجربة علمية من الكويت للفضاء وكذلك مبادرة «قمر الكويت» أول قمر اصطناعي باسم الكويت د.بسام الفيلي، تجربته التي تعد إنجازا تاريخيا للكويت، تمثل بإرسال أول تجربة كويتية إلى محطة الفضاء الدولية على متن «فالكون ـ 9»، المصمم من «سبيس اكس» من مركز كينيدي للفضاء في الولايات المتحدة.
من جانبها، تطرقت سفيرة الشبكة العالمية للاختراع والابتكار في لندن م.جنان الشهاب إلى مشاركتها في برنامج «نجوم العلوم»، مؤكدة أنها كانت تجربة رائعة أتاحت لها فرصة التعلم وتنمية عقلية المبتكر واكتساب المزيد من الخبرة في مجال الابتكار.
9 مليارات دولار قيمة سوق الحرف اليدوية
أكد المتحدث الرسمي باسم فريق «اكسبو 965» للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين الكويتيين البروفيسور د.علي النجادة خلال ورقة عمل قدمها بعنوان «تعزيز سبل تنمية الصناعات اليدوية كمدخل لتشجيع المشاريع الريادية والصغيرة والمتوسطة بين الشباب في الكويت»، مبينا أن الحرف اليدوية هي صناعة مهمة وأساسية في بناء اقتصاديات العديد من المجتمعات الإنسانية القديمة والمعاصرة، كما ولعبت الصناعات الحرفية دورا بارزا في خلق فرص عمل جاذبة للعديد من الأفراد والأسر الكويتية لدرجة أن أسماء بعض العوائل الكويتية قد أُخذت من أسماء الحرف التي عملت بها.
وكشف أن قيمة سوق الحرف اليدوية العالمية بلغت في عام 2017 حوالي 5.5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يرتفع معدل النمو السنوي المركب في 2023 بأكثر من 11% لتصل القيمة السوقية المتوقعة لهذا القطاع المهم إلى نحو 8.9 مليارات دولار.