توفي وزير النفط السعودي الأسبق أحمد زكي يماني عن 90 عاما أمس، ليسدل الستار على مسيرة مهنية حافلة ومثيرة كان خلالها المسؤول الراحل أحد أبرز أركان صعود المملكة في قطاع الطاقة، حيث تولى يماني وزارة النفط السعودية بين عامي 1962 و1986، وكان شاهدا على بداية مرحلة بناء الامبراطورية النفطية للمملكة.
أحمد زكي يماني، هو أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك»، وقد لعب دورا قياديا في عملية الحظر النفطي عام 1973 لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967.
وولد يماني في مكة المكرمة في 30 يونيو 1930، وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1952، وأكمل دراساته العليا في جامعة نيويورك ثم جامعة هارفرد في الولايات المتحدة، وخلال اجتماع لمنظمة «أوپيك» في فيينا عام 1975، تعرض يماني مع 10 وزراء نفط آخرين للخطف على أيدي عناصر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونقل المخطوفون إلى الجزائر حيث أفرج عنهم.
وبعد أربع سنوات من خروجه من وزارة النفط في 1986، أنشأ يماني الذي عرف باسم «عراب النفط الأسود» مركزا لدراسات الطاقة في لندن، واشتهر يماني بكياسته وباللحية الصغيرة التي أصبحت سمة من سماته، وجعلت منه السنوات الأربع والعشرين التي أدار خلالها شؤون النفط في أكبر دول العالم إنتاجا للذهب الأسود شخصية عالمية.
وكان يماني نصيرا للرأي القائل إن أسعار النفط المرتفعة ستدمر الطلب في نهاية الأمر وتشجع الإنتاج من الاستكشافات الجديدة في مناطق مثل بحر الشمال، وكان يرى ان التكنولوجيا عدو حقيقي لمنظمة «أوپيك»، وانها ستقلل الاستهلاك وتزيد الإنتاج من مناطق خارج المنظمة.