قال المدير الإقليمي للبنك الدولي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عصام ابوسليمان أمس الأحد إن زيادة إنتاج النفط وارتفاع أسعاره إلى جانب الانتشار السريع للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد عوامل ستدعم التعافي الاقتصادي في الكويت خلال 2021.
وتوقع ابوسليمان في لقاء مع «كونا» بمناسبة صدور تقرير البنك الدولي أخيرا عن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي 2% إذ أظهرت الأشهر الأولى من عام 2021 علامات تعافي مع انتعاش الاستهلاك المحلي مدعوما بتأجيل سداد الديون وزيادة قروض المستهلكين.
وأضاف أن التكلفة التقديرية التراكمية للجائحة من حيث خسائر الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستصل بحلول نهاية هذا العام لنحو 200 مليار دولار، متوقعا أن يتكبد الاقتصاد الكويتي خسائر بقيمة 17 مليار دولار حتى نهاية هذا العام بسبب جائحة كورونا، فيما قدر نمو الناتج المحلي في العام المقبل بنحو 5.3%.
وأوضح أن تلك التكاليف حسبت من خلال مقارنة الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة في حال لم يجتاحها الوباء، موضحا أن التكلفة بالنسبة لدول الخليج تقدر بـ 120 مليار دولار وهو ما يتوافق مع خسارة في النمو الاقتصادي بنسبة 7.3% مقارنة بتوقعات المجموعة لعام 2019.
وذكر أن هذه التكلفة لا تعتبر مالية وإنما طريقة بسيطة لتقدير تأثير الجائحة على حجم الاقتصاد، موضحا أن الخسائر في الكويت تقدر مقارنة بمستويات الناتج المحلي الإجمالي قبل انتشار الجائحة.
وعن المؤشرات الوبائية في الكويت، قال ابوسليمان إن «وضع فيروس كورونا تحت السيطرة في الوقت الراهن»، اذ حققت حملة التطعيم تقدما كبيرا مع تلقي أكثر من 70% من السكان جرعتين على الأقل وتراجع أعداد المصابين بشكل ملحوظ بعد الارتفاع المفاجئ في يوليو الماضي ما دفع السلطات إلى التحرك بسرعة وتشديد القيود.
وقال إن التقرير الاخير للبنك الدولي اظهر ان نجاح استجابة قطاع الصحة العامة بالأساس وبشكل حاسم عند ظهور اي وباء يعتمد على توافر المعلومات ونشرها فضلا عن استجابة الأفراد لتدابير السياسة حيث جمع البيانات ومشاركتها بشكل واضح وغير متحيز في الوقت المناسب مسألة غاية في الأهمية.
وأكد ضرورة أن «تحول الكويت انتباهها إلى التحديات بعيدة الأمد فيما يتعلق بالاعتماد الكبير للاقتصاد على النفط» وتنفيذ خطة تنمية الكويت الجديدة 2035، مبينا أن الإصلاحات الهيكلية الهادفة إلى التنويع من شأنها تمكين الدولة من مواجهة أي أزمات مستقبلية على أسس أقوى.