شريف حمدي
تزامنا مع موجة تصحيح منطقية، نتج عنها انخفاض مؤشرات ومتغيرات بورصة الكويت بعد ارتفاع أسعار كثير من الأسهم، بدأت حالة من القلق تساور العالم بأسره جراء انتشار سلالة جديدة من فيروس كورنا المتحور يطلق عليها «أوميكرون»، وهو ما ألقى بظلاله على أسعار النفط التي تشهد هبوطا في ظل مخاوف اقتصادية من تداعيات النسخة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا، حيث انخفض سعر خام برنت لأدنى من 80 دولارا للبرميل لأول مرة منذ نحو شهرين، كما تسببت المخاوف من المتحور الجديد في تراجع حاد بأسواق الأسهم العالمية، واتخذت عدة دول حول العالم إجراءات وقائية، بينها حظر السفر لجنوب افريقيا موطن المتحور الجديد، وذلك في إطار إجراءات مواجهة خطر انتشار المتحور.
ومن المتوقع أن تتأثر بورصة الكويت جراء هذه التداعيات، إلا أن البورصة لديها مقومات ايجابية قد تساعد في امتصاص التداعيات السلبيات الناجمة عن المتحور الجديد، أبرزها النمو الكبير الذي حققته الشركات المدرجة في أرباح فترة التسعة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 378% بإجمالي تجاوز 2.7 مليار دينار مقارنة بـ 569 مليون دينار في الفترة المماثلة من العام الماضي.
كما أن المكاسب الكبيرة التي حققتها بورصة الكويت تعزز من قدرتها على امتصاص التداعيات السلبية سواء على مستوى المؤشرات التي شهدت قفزات منذ بداية العام وصلت حتى 30% لكل المؤشرات قبل أن تتراجع قليلا جراء موجة التصحيح الحالية، أو المكاسب السوقية الكبيرة المحققة، والتي تجاوزت 10 مليارات دينار، نتيجة الثقة في البورصة الكويتية سواء من المستثمرين المحليين أو الأجانب.
ويدعم بورصة الكويت في مواجهة التحدي العالمي الجديد التوافق السياسي الداخلي بعد العفو الأميري الذي مهد الطريق لتعاون مستقبلي بين السلطتين، الأمر الذي سيسهم في إرساء قواعد الاستقرار بسوق الأسهم الكويتي كجزء من المنظومة الاقتصادية بشكل عام.
ومن العوامل المساعدة أيضا مراجعة أوزان بورصة الكويت في مؤشر MSCI نهاية الشهر الجاري، وهو ما ستنتج عنه تدفقات أجنبية لبورصة الكويت تعزز مستويات السيولة.