جاءت العطلة الأسبوعية للأسواق العالمية بمنزلة «طوق نجاة» لأسعار النفط وأسواق الأسهم العالمية، لتنقذها من مواصلة الخسائر والهبوط الذي تعرضت له خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، مع ظهور متحور جديد لفيروس كورونا، ما سبب حالة من المخاوف والهلع لدى المستثمرين من عودة إجراءات الإغلاق من جديد، حيث فرضت دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغواتيمالا ودول أوروبية قيودا على السفر من جنوب القارة الافريقية، حيث تم رصد السلالة.
وتراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية بشدة بنهاية تعاملات الأسبوع، حيث تكبد المؤشران «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز 500» أكبر خسارة يومية بالنقاط المئوية منذ شهور، وانخفضت بشدة القطاعات التي كانت قد استفادت من إعادة فتح الاقتصادات، بفعل أنباء اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا قد تكون مقاومة للقاحات.
ولم تسلم أسعار النفط من الانخفاضات الحادة، حيث خسرت نحو 10 دولارات خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ أبريل 2020، بعدما أثارت سلالة كورونا الجديدة قلق المستثمرين وعززت المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام المقبل.
وانخفض النفط مع أسواق الأسهم العالمية بفعل مخاوف من أن تؤدي السلالة الجديدة، إلى تقويض النمو الاقتصادي والطلب على الوقود، وصنفت منظمة الصحة العالمية الجمعة السلالة الجديدة بأنها «مقلقة»، وأطلقت عليها اسم «أوميكرون».
وتترقب الأسواق بداية تعاملات الأسبوع الجديد غدا، حيث من المتوقع أن يستمر تأثير المخاوف من السلالة الجديدة على المستثمرين.
على الصعيد ذاته، هبط سعر برميل النفط الكويتي بنحو 4.4 دولارات ليصل إلى 77.8 دولارا للبرميل خلال تداولات يوم الجمعة الماضي، وذلك وفقا للسعر المعلن امس من قبل مؤسسة البترول الكويتية.
وفي مواجهة الانخفاضات الحادة، لجأ المستثمرون من جديد إلى الملاذات الآمنة لتحصين استثماراتهم من هبوط أسواق المال العالمية، حيث ارتفع الين الياباني بنهاية تعاملات الأسبوع، والذي يعد ملاذا آمنا، بينما هبط الراند الجنوب افريقي، مع توخي المستثمرين الحذر بعدما دقت بريطانيا ناقوس الخطر بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا تنتشر في البلد الافريقي.
وقال شينيتشيرو كادوتا، كبير خبراء العملات الاستراتيجيين لدى باركليز في طوكيو «مخاوف كوفيد تلعب دورا بالتأكيد في زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، ومنها الين، ولأن جنوب افريقيا هي مكان هذه السلالة الجديدة، فإنه سبب واضح لتجنب الراند».
وعلى صعيد تعاملات المعدن الأصفر، فقد ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 1% بنهاية الأسبوع الماضي، وعاد للارتفاع فوق 1800 دولار إذ تسبب اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في مسارعة المستثمرين للجوء للملاذات الآمنة.
من جانبها، أرجأت منظمة التجارة العالمية الجمعة أول اجتماع وزاري لها منذ أربع سنوات، بسبب تدهور الوضع الصحي عقب الإعلان عن اكتشاف سلالة جديدة لفيروس كورونا تسمى «أوميكرون».
وكان من المقرر أن يلتقي وزراء من أعضاء منظمة التجارة العالمية هذا الأسبوع في اجتماع ينظر إليه على نطاق واسع على أنه اختبار لأهمية منظمة التجارة العالمية.
وقالت منظمة التجارة العالمية إن أعضاءها وافقوا في ساعة متأخرة من مساء الجمعة على تأجيل المؤتمر الوزاري، بعد أن أدى تفشي السلالة الجديدة إلى فرض قيود على السفر من شأنها أن تمنع العديد من الوزراء من الوصول إلى جنيف، ولم يتم تحديد موعد جديد للاجتماع.
وكانت منظمة التجارة العالمية تعتزم عقد اجتماع بشكل مباشر لكن القيود الجديدة تعني أن وفود أطراف رئيسية مثل جنوب افريقيا والمفوضية الأوروبية التي مقرها بروكسل ستقتصر على وجود افتراضي إلى حد كبير.