- الجيل الخامس في البلاد منذ 2018.. و«هيئة الاتصالات» والشركات أطلقتها تجريبياً ودرستها بعناية
- البلاد لم ترصد أي تداعيات سلبية أو إشكاليات على حركة الطيران منذ تدشين الخدمة قبل نحو 3 سنوات
- «الطيران المدني» تتابع المستجدات وستتخذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على سلامة الحركة الجوية
- قصي الشطي: الكويت متقدمة في تغطية الـ «5G».. وصلاح العوضي: الشبكات في أميركا جديدة نسبياً
علي إبراهيم
كشف مصدر رفيع المستوى لـ «الأنباء» أن رحلات الطيران القادمة والمغادرة من مطار الكويت الدولي آمنة من التداعيات التي ظهرت بمواجهة شبكات الجيل الخامس «5G» في أميركا، خصوصا أن تدشين تلك الشبكات في الكويت تم منذ 2018 ولم تظهر جراء ذلك أي تداعيات سلبية أو مخاوف.
وقال المصدر «إن الكويت حين بدأت تدشين الخدمة كانت تجريبية لمدة تناهز العام، رصدت خلالها كافة التأثيرات قبل إطلاقها فعليا، وهو ما جنب الكويت أي تداعيات وفق خطة مدروسة بعناية فائقة».
وأشار المصدر إلى أن الفرق بين الكويت ودول المنطقة مقارنة بأميركا في شبكات
الـ «5G» هو أن الولايات المتحدة تستخدم شبكات الجيل الخامس على ترددات عالية جدا تتعارض مع الأجهزة الملاحية لبعض الطائرات، إذ يستخدمون ترددات تندرج تحت تصنيف ultra high spectrum، بيد أن الكويت ودول المنطقة تستخدمها على ترددات مختلفة لم تظهر لديها تلك الإشكالية.
وأثارت قضية شبكات الجيل الخامس وأثرها على بعض المطارات في أميركا فزع الكثير من المشغلين الجويين على مستوى العالم بالإضافة إلى جمهور المسافرين، خصوصا بعدما سارعت شركات الطيران العالمية الكبرى لإعادة جدولة رحلاتها إلى الولايات المتحدة، أو حتى إلغائها، قبيل نشر شبكة الجيل الخامس والتي أثارت مخاوف من تداخل الإشارات وسلامة الطيران في بعض المطارات هناك.
وكانت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية قد حذرت من احتمال حدوث تداخل إشارات مع شبكات الجيل الخامس بما يمكن أن يؤثر على قراءات الارتفاع التي تلعب دورا رئيسيا في هبوط بعض الطائرات في الطقس السيئ.
على الصعيد ذاته، قالت الإدارة العامة للطيران المدني في تصريح صباح أمس إنها تتابع المستجدات في هذا الشأن، حيث ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على سلامة الحركة الجوية في أجواء الكويت.
في سياق متصل، قال الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات ورئيس مجلس إدارة شركة الأنظمة الآلية قصي الشطي إن المخاوف من تأثيرات شبكات الـ «5G» على حركة الطيران لم تظهر في الكويت ودول الخليج على الرغم من أن الخدمة تم تشغيلها منذ 3 أعوام، وهو ما يقلل من حجم المخاوف التي ظهرت خلال الساعات الماضية.
وأشار الشطي، في تصريح لـ «الأنباء»، إلى أن التأثير على أجهزة الملاحة بالطائرات عند الإقلاع والهبوط هو أمر قائم منذ سنوات طويلة، وقبل ظهور شبكات الـ «5G» وهو ما نذكره جميعا كمسافرين عند بدء الإقلاع أو الهبوط في الرحلة والتي يطلب خلالها كابتن الطائرة من الركاب وضع الهواتف النقالة على «وضع الطيران» أو إغلاقها تجنبا لتأثيرها على أجهزة الملاحة.
وأكد الشطي أن الوضع في أميركا مختلف ويتعلق تحديدا بطبيعة وظروف تغطية شبكة الجيل الخامس هناك، ولا يدعو للقلق داخل الكويت أو دول الخليج، خصوصا أن الكويت متقدمة بمراحل كبيرة في شأن تغطية شبكات الـ «5G» وخدماتها في البلاد، دون أن تظهر أي مشكلات مصاحبة لذلك، إلا أن الأمر في الولايات المتحدة يحتاج فقط إلى نوع من التدقيق والاختبار والاعتماد من قبل الجهات المعنية والتنسيق مع شركات النقل الجوي والجهات لضمان سلامة عمل الأجهزة الملاحية في الطائرات.
بدوره، قال المدير التنفيذي في شركة المستقبل للاتصالات صلاح العوضي إن إشكالية تأثير شبكات الـ «5G» في أميركا على حركة الطيران، لا يمكن قياسها بصورة كاملة على الكويت وذلك كون أميركا مازالت متأخرة في تنفيذ تلك الشبكات حتى الآن وليست لديها تجربة سابقة، بينما تتوافر تلك الخدمات في الكويت منذ سنوات ولم تظهر لها أي تداعيات.
وأشار العوضي إلى أن وضع شبكات الـ «5G» في أميركا يعد جديد نسبيا ويرتكز في تنفيذ مشاريعه على شركتي نوكيا وإريكسون، ولكن في الجهة المقابلة نجد أن «هواوي» تسيطر بتكنولوجيتها على نحو 90% من الدول التي تستخدم تلك التكنولوجيا حاليا، وكونها بدأت في التسويق لخدماتها قبل الشركتين الأميركيتين وبأسعار تنافسية، تمتلك «هواوي» خبرة فعلية في التعامل مع الأمر، ولم تظهر أي تداعيات أو مخاوف من أثر الشبكات على حركة الملاحة الجوية في المشاريع التي نفذتها، ودعا العوضي الجمهور والمسافرين إلى الاطمئنان، خصوصا أن تجربة تشغيل الـ «5G» في الكويت مر عليها سنوات ولم ترصد لها أي تداعيات.
لماذا تتخوف الشركات من «الجيل الخامس»؟
تفاقمت مشكلة تعليق شركات الطيرات رحلاتها للأجواء الأميركية بسبب شبكات الجيل الخامس، حيث بدأت القصة عندما حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية من مخاطر شبكة الجيل الخامس على سلامة الطائرات، حيث يكمن الخطر في تداخل إشارات هذه الشبكات مع الأجهزة الإلكترونية الحساسة للطائرات.
فقد يحدث مثلا تداخل وتشويش بين إشارات شبكات الجيل الخامس مع أجهزة قياس ارتفاع الطائرة عن سطح الأرض، المشكلة ظهرت لأن نطاق التردد لشبكات الجيل الخامس في أميركا هو بين 3.7 الى 3.98 غيغاهرتز، بينما نطاق التردد لأجهزة قياس ارتفاع الطائرات يتراوح بين 4.2 الى 4.4 غيغاهرتز، بمعنى أن النطاق قريب جدا.
..هذه أبرز الحلول
قال خبير الاتصالات خالد الهاجري، في مقابلة مع قناة «العربية» أمس، إنه يوجد العديد من الحلول التي يمكن اللجوء إليها لتخطي مشكلة تأثير شبكات الجيل الخامس على حركة المطارات في أميركا، والتي من بينها إبعاد الشبكات 2 ميل أو 3 كيلومترات عن الطائرات.
وأوضح، بالقول: «شبكات الجيل الخامس تعمل في نحو 45 دولة حول العالم ولا توجد فيها مشكلة، والمشكلة فقط في المنطقة حول المطار، ومن بين الحلول تغيير التردد، وتغيير الفلاتر في الشبكات القريبة من المطار بأخرى أقوى عالية الجودة للترددات الهوائية».