محمود عيسى
ذكرت صحيفة أرابيان بيزنس أن سوق الاستشارات الخليجية ينمو بأسرع معدل له منذ سبع سنوات ليتجاوز 3 مليارات دولار لأول مرة، وانه رغم أن المملكة العربية السعودية تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي من حيث نمو سوق الاستشارات، إلا أن الإمارات العربية المتحدة التي تعتبر ثاني أكبر أسواق المنطقة سجلت نموا قويا بنسبة 16.6%.
ونقلت الصحيفة عن التقرير الذي نشرته شركة Source Global Research انه بعد انكماش لأول مرة في تاريخه في عام 2020، انتعش سوق الاستشارات في دول مجلس التعاون الخليجي بقوة مسجلا معدل نمو إجمالي بنسبة 17.7% في عام 2021، وهو أسرع معدل نمو له منذ سبع سنوات.
ويشير التقرير إلى أنه في حين ظلت أسعار النفط المتقلبة والقيود المتعلقة بفيروس كورونا تلقي بظلالها على السوق مطلع العام الحالي، الا أن الجهود الحكومية لتعزيز برامج الاستثمار والتحول الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة كان لها تأثير كبير في تعزيز الطلب في سوق الاستشارات الخليجية.
وفي تعليقه على هذا الموضوع، قال رئيس اتجاهات السوق والمحتوى والاستراتيجية في الشركة أشوك باتيل: انه بعد عام 2020 الذي كان حافلا بالتحديات وجدت شركات الاستشارات فرصة واسعة في دول مجلس التعاون الخليجي مستفيدة من التحسن الكبير في عام 2021، وسجلت أسرع معدل نمو في السوق لمدة سبع سنوات. وظلت الرقمنة محركا رئيسيا للطلب حيث سعت كبرى شركات الأدوية في المنطقة إلى تحديث أنظمتها، وتعزيز استخدام التعلم الآلي والأتمتة في وظيفة البحث والتطوير، وضمان فعالية حلول العمل عن بعد قدر الإمكان. وكان القطاع العام مرة أخرى مجالا واسعا للغاية للشركات الاستشارية في الأسواق الخليجية وارتفعت إيراداتها بنسبة 19.7% في عام 2021، بينما كانت برامج التنويع الاقتصادي الحكومية محركا رئيسيا للطلب على الخبرة الاستراتيجية على وجه الخصوص، حيث اعتمد العملاء على الخبرات الاستشارية لتحديث الخطط المتعلقة بخصخصة المؤسسات الحكومية وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الأقل تطورا.
وظل الأمن السيبراني في جميع دول الخليج هو الخدمة الاستشارية الأسرع نموا مرتفعا بنسبة 28.4% في ضوء المساعي لوضع حلول جديدة لحماية الخدمات الرقمية المختلفة.
ووجد التقرير أيضا أن الطلب على الاستشارات الاستراتيجية عاد بقوة في جميع دول مجلس التعاون، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 24.2% لتصل إلى 838 مليون دولار في عام 2021 بعد تراجع بنسبة 7% في العام السابق.
وأضاف باتيل أن بيانات الشركة تبين أن دول الخليج تتعافى بسرعة من الوباء، ويعتقد ما يقرب من نصف العملاء الذين شملهم الاستطلاع في المنطقة أن مؤسساتهم عادت إلى طبيعتها بعد الوباء، وهي نسبة أعلى بكثير من البلدان الأخرى التي قمنا بتحليلها كجزء من برنامج اتجاهات السوق لهذا العام.
وخلص التقرير الى القول انه مع عودة التفاؤل إلى المنطقة، وتوقع ما يقرب من ثلثي عملاء الشركة إنفاق المزيد على الدعم الاستشاري هذا العام، فإنه يتوقع عاما جيدا آخر للشركات الاستشارية يتجاوز أداء عام 2021.