يحتفل بنك الكويت الوطني اليوم بمرور 55 عاما على صدور المرسوم الأميري السامي بتأسيسه كشركة مساهمة كويتية في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح وليصبح أول بنك وطني وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج العربي.
وقال بيان للبنك ان هذه الذكرى تاتي تتويجا واستمرارا لمسيرة من النجاح تحوّل خلالها «الوطني» من بنك صغير انطلق من مساحة ثلاثة دكاكين وبضعة موظفين يعملون بالأساليب اليدوية البدائية الى واحد من أكبر مصارف المنطقة وأكثرها ربحية وريادية وابتكارا.
وفي الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن عام 1960 هو تاريخ الاستقلال السياسي لدولة الكويت، الا أن الذي لا يعرفه معظمهم هو أن عام 1952 قد شهد نوعا آخر من الاستقلال، ألا وهو الاستقلال الاقتصادي للكويت من خلال بنك الكويت الوطني.
ففي هذا العام ظهرت الى الوجود شركة مساهمة صغيرة لم يتجاوز رأسمالها مليون دينار فقط وحملت اسم بنك الكويت الوطني المحدود، لتعلن عن بدء عهد جديد من الحرية والاستقلال الاقتصادي لدولة الكويت التي عاشت سنوات طويلة تحت الانتداب البريطاني، ولتعلن استقلال المنطقة ككل والتي لم تكن تضم مؤسسة مالية وطنية واحدة في ذلك الوقت العصيب من تاريخها.
فقبل عام 1952، لم يكن في الكويت سوى بنك أجنبي واحد هو البنك البريطاني للشرق الأوسط في الكويت الذي تم افتتاحه رسميا في فبراير من عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية.
ومنذ العام 1949، شعر القائمون على البنك البريطاني في الكويت بعدم رضاء المواطنين الكويتيين عن نشاطاته وخدماته. كما علموا بأن هناك تفكيرا لدى بعض التجار الكويتيين وميلا لتأسيس بنك خاص بهم. وكان أن كتب المعتمد البريطاني في الكويت آنذاك عددا من الرسائل السرية الى وزارة الخارجية البريطانية يعبر فيها عن قلقه وتخوفه من تأسيس البنك الوطني وكيفية القيام بمحاولات لعرقلة تأسيسه واستمراره.
وهكذا ظهرت لأول مرة فكرة تأسيس بنك كويتي وطني يخدم المصالح الوطنية بالدرجة الأولى ويأخذ على عاتقه تطوير وتنمية الاقتصاد الكويتي وانعاش السوق التجاري وتنمية مدخرات المودعين وحفظها في عام 1952، وبالفعل عقد كل من:أحمد سعود الخالد، خالد زيد الخالد، خالد عبد اللطيف الحمد، خليفة خالد الغنيم، سيد على سيد سليمان، عبد العزيز حمد الصقر، محمد عبد المحسن الخرافي، يوسف أحمد الغانم ويوسف عبد العزيز الفليج وقد عقد هؤلاء التجار اجتماعا مع المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي بارك لهم الفكرة ووعدهم بالدعم والتأييد.
وكان عقد تأسيس فرع البنك البريطاني في الكويت مع حكومة الكويت ينص على عدم السماح بانشاء بنوك أخرى في الكويت. وكان رأي أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم في حينها أن ذلك لا ينطبق على انشاء بنوك كويتية داخل البلاد.
وهكذا سُمح بانشاء بنك الكويت الوطني في 19 مايو من عام 1952 حيث صدر المرسوم الأميري الخاص بانشاء البنك. وفي 15 نوفمبر 1952 افتتح بنك الكويت الوطني للعمل رسميا باعتباره شركة مساهمة كويتية للقيام بالأعمال المصرفية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )